الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طلاق الأغلبية

سيومي خليل

2013 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


الكاتب : سيومي خليل
طلاق الأغلبية
المقال
-------------------------------------------------
خروج حزب علال الفاسي من مكونات الأغلبية الحكومية ، لا يدل على وجود أزمة بين هذه المكونات فقط، وإنما يدل على أن مكونات الأغلبية تحملت مشاق إظهار توافق كاذب فيما بينها ،حين كانت مخيرة بين التسيير أو المعارضة ، لكنها ، وككل محاولة مبنية على زيف واضح ، ستكشف عيبها للعلن ، وبشكل تراجي -كوميدي .

لقد كان الإئتلاف الحكومي منذ بدايته حاملا لشروط فشله ،فلم تكن البرامج التأسيسية للأحزاب ، ولا الخلفيات الفكرية المؤسسة لهذه البرامج، على نفس الخط ، بل -وهذا منتهى السخرية -كانت متعارضة ، وواضحة التباين .

لقد كان مبرر الخلطة العجيبة للحكومة الحالية هو عبارة ؛ مصلحة الوطن ...

ومن أجل مصلحة الوطن يمكن ليد الرب أن تصافح يد الشيطان ؛ إنه أمر جد ساخر ، ومقيت معا ، حين تكون التبريرات رنانة ،وجد عاطفية ، لأمر يحتاج لصرامة العقل ، لأنه يحدد مصير بلد ، ووطن بكامله ...

من أجل مصلحة الوطن، ثم اعتبار حدود الإختلاف بين الأحزاب الأربعة المشكلة للحكومة ،حدودا وهمية ،وحدودا غير موجودة ، ولا داعي للإنتباه لها ، فليس هناك إختلاف يمكنه أن يفجر التوافق ،مادامت فكرة مصلحة البلد تحوم فوق رؤوس الجميع ... لكن التفجير وقع لأن لا أحد كان يقصد حقا مصلحة البلد حين كان يتشدق بعبارة *مصلحة الوطن والبلد والمواطنين* فقط .

لقد تأسستت الأغلبية على أفكار نرجسية واضحة؛ الأحزاب الأربعة كانت ترغب في تقديم نفسها على أنها تلك الخشبة التي أنقذت الغريق، لقد كان الغريق هو الوطن الجريح بموجات احتجاجات شوارعه الكثيرة؛ إحتجاجات - وعلى غرار ما وقع في بلدان عربية آخرى-كان بإمكانها في أي وقت أن ينفلت زنادها ، وتخرج شعارات رصاصية دامية ... الأحزاب الأربعة ، وبإنضمامها لغرفة الربان ، تدعي أن فضلها واضح في إنقاذ الغريق من غرق حتمي ، وتدعي أنها هي نفسها خشبة الأمان المنقذة ...لقد قبلت الأحزاب الأربعة زواجا غير مفهوم بعضها بعضا ، كانت ولادته حكومة بليت بأعراض مسخية منها ماهو موروث ،ومنها الحادث عن طفرة غير مرتب لها .

لقد وصل فشل زواج الأغلبية إلى إستدعاء المعارضة لفض النزاع بين الأزواج ، ولدعوة الأزواج إلى تخفيض الصراخ الذي وصل إلى مسامع الشعب ،وللنصح بالتخلي عن الضرب والشتم المتبادل ... كل هذه النصائح التي جاءت من عدو هذا الزواج هي نكاية في الأغلبية ، فزواج المصلحة هذا لم يكن لينتهي إلا بفضيحة الخروج دون إذن حامي البيت الحكومي ، وخروج على نغمات * على عينيك ابن عدي ...*

الزوج المثلوم *العدالة والتنمية* تغادره الإستقلال الداعمة والمساندة له في معركة الحيتان والعفاريت والتماسيح .الإستقلال الغادر بمسار زواج متعوي مصلحي ، يقدم وعود مضحكة بالعودة ،لكن بعد ان يأذن الملك بصلح الأحبة ، أو بالفراق النهائي ...

ما يثير -وبعيدا عن السخرية - هو أن حزب العدالة والتنمية تعامل مع إستقالة حزب الإستقلال من الإئتلاف الحكومي كأمر غير متوقع ، بل إنه من سابع المستحيلات ، بل التفاجئ الملحوظ على أعضاء الحكومة ، كان لا يخلو من إستهجان لنكران الحميل الذي أظهره حزب الإستقال ...

نحن نعرف أن الشقاق كان باديا بين أعضاء الأغلبية منذ أول قضية مهمة ،وسواء تعاملوا حينها بنوع من الحذر والحيطة كي لا تنفجر أمامه هدايا الائتلاف ... فنحن كنا نعلم أن غدا لناظره قريب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب