الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رغد بنت الرئيس المخلوع

كافي علي

2013 / 5 / 14
الادب والفن


عندما دخل الجندي الأمريكي الحفرة, لسحب الرئيس المخلوع، وجده جالسا القرفصاء. كفاه على رأسه، يعاني كآبة شديدة وحزنا رق له قلب الُمحتل. لم يكن الإحتلال سبباً لحالته المأساوية لأن العراق كان مُحتلا منذ الحرب العراقية الإيرانية، ولم تكن الأشلاء المبعثرة في ازقة وأحياء بغداد سببا أيضا لأنه كان على يقين بأن شعبه جثث موجهة للحرب والحصار، لم يكن حزينا لأنه خسر الملك فقد قرأ يوما في كتاب حكمة تقول بأن الملك لله وحده فأيقن بأنه لن يدوم له ولا لغيره. كان الرئيس حزينا وكئيبا بسبب ابنته الكبرى رغد التي تخلت عنه في المحنة وهربت من جديد.
مرتين تحمل رغد ما تستطيع حمله من الأموال وتهرب إلى بلد الجوار مع طفلته المسكينة رنا التي لا ذنب لها سوى أنها كنفت على رعايتها بسبب انشغال الأم بتجارة المجوهرات ومزارع الدجاج والسمك. لقد حاول إقناع الأم مرات عديدة بأن تترك العمل وتلتفت إلى تربية بناتها ولكن اضطرابات الإزدواجية بين الريف والحضر منعتها من الإصغاء إليه خاصة بعد زواجه من سميرة الشاهبندر. كم ضرب رأسه ندما بجدران تلك الحفرة لأنه تركها بلا عقاب بعد أن هربت مع زوجها حسين وباعته للمخابرات الأمريكية بفلسين ونصف. لو كان قد فعل، لما هربت هذه المرة وتركته في هذه الحفرة يتعذب وهو يهيل التراب على الماضي الذي لن يعود. يال تلك الفتاة التي لطالما حاول كبح تطلعاتها وأحلامها. لم تكن نزعته العشائرية كافية لمحاصرة رغبتها الجامحة في العيش كأميرات البلاط الملكي. كم كان مغفلا عندما فكر بأن انتماء حسين كامل وحده كافي لتهشيم تلك الرغبة وتذكيرها دائما بأنها وأن كانت بنت الرئيس إلا أنها لازالت بنت عائلة المجيد فرع من فروع عشائر العوجة.
كان يعلم بأن الفتاة قد حقدت عليه منذ اليوم الذي دخل عليها الغرفة ووجدها تتبختر أمام المرآة وتاج الماس على رأسها. لم يتمالك نفسه في ذاك الوقت وفرت من فمه الكلمات دون إرادته. أخبرها بأنه قد تمت خطبتها واختها لأبناء عمه حسين وصدام، كسر تدحرج تاج الماس على الأرض الصمت الذي كاد يكتم انفاسها.
" حان الوقت يا رغد" كان هذا آخر ما قاله تاركا للجندي الأمريكي حرية وضع القيود في معصميه. حان الوقت لرغد التي تخلت عنه بأن تطارد حلمها بعد أن مات الزوج والإخوة والإبن ولم يكن سواه عثرة في طريقها. لكن كان الرئيس مخطئاً فلقد غرقت الفتاة في متاهة الكمد والندم على ما فعلته بأبيها. رغد صدام حسين الفتاة العاق التي أكلها الندم كما أكلت ديدان القبر لحم ابيها تنوح هنا وهناك تحاول التكفير عن ذنبها بحق والدها ولكن وبالوالدين احساناً.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس


.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام




.. عشر سنوات على مهرجان سينما فلسطين في باريس