الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طرق لابتلاع الثورة السورية

طيب تيزيني

2013 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


تتعاظم أشكال الهجوم على الثورة السورية وتتسع صيغها واحتمالاتها، كلما أخذت أبعاداً جديدة من التعقيد العسكري. ونلاحظ ذلك في سياق مؤتمرات تعقد داخلاً وخارجاً، إضافة إلى حوارات التي يدعو إليها سوريون وغيرهم حول"الحدث السوري". فهذا الأخير يرى فيه البعض حالة من الدعوة إلى تغيير المجتمع، دونما وضوح حول منظومة الأفكار والمفاهيم، التي يُراد لها أن تكون لصيقة بـ "الثورة". فإذا اعتبرنا هذه الأخيرة صيغة من "التغيير المجتمعي التاريخي"، وجدنا أن ذلك لا يخرج عن كونه ظاهرة تمر بها المجتمعات عموماً، ما يجعلنا نرى فيها أداة للتقدم، وهذا يظهر على صعيد سوريا، التي حيل بينها وبين التغيير الشامل والموضعي على مدى أكثر من أربعين عاماً.


وحين ننظر إلى ذلك في ضوء المصالح التي يمتلكها بشر وفئات وطبقات ومجموعات اجتماعية إلخ، فإننا سنتبين حداً ما من الإجابة على التساؤل التالي: لماذا يظهر حدث أو آخر كالسوري، بمثابته موضع خلاف بل صراع بين أولئك البشر، خصوصاً إذا أبعدنا عن النظر الدلالة المعرفية الخاصة بهذا الحدث، وتوجهنا إليه بصفة كونه بالتحديد، تعبيراً عن مصالح اقتصادية ومادية معيشية؟

على ذلك الطريق، وفي سياق بحث موضوعي وعيني لدور المصالح في حياة البشر، سيتاح لنا تبين ما أطلقه مثلاً وزير الخارجية الروسي من آراء حول الحدث السوري في المؤتمر الصحفي، الذي عقد بين الأخير ونظيره الأميركي في التاسع من مايو 2013. لقد قال: إذا أتيح للمعارضة السورية الآن أن تكسب المعركة مع النظام السوري، فإن ذلك سيؤدي إلى الفوضى وإلى مزيد من الصراعات الطائفية والمذهبية وغيرها. فالوزير الروسي المذكور أراد تذكيرنا بأن ما يحدث الآن في سوريا إنْ هو إلا حالة من الخروج على شرعية تاريخها الذي يمتد أطول من أربعين عاماً. وبهذا، يُقصي الوزير المعني عدة دلالات من الحدث السوري: 1- أول تلك الدلالات أنه بلد يعيش أربعين عاماً دون أن يكتشف قادته الضرورة القصوى لإصلاحه بكيفية فعلية وجادة، بالرغم من تعاظم الفساد والإفساد والاستبداد في قطاعاته المختلفة بشكل مرعب. 2) أما الدلالة الثانية، فتظهر بوضوح في حصر الخطر في جانب المعارضة دون إشارة إلى دور النظام في تكريس ذلك. فتحزب الوزير الروسي يبرز ساذجاً جارحاً متحيزاً حيال المعارضة السورية، مع الصمت على ما أنجزه النظام في تحويل سوريا بهذا الاتجاه التفكيكي. وإذ نرى هذا الرأي، فإننا لا نغفل الأخطاء التي ترتكبها المعارضة أولاً، كما لا ننسى الرسائل المتتالية التي أطلقتها مجموعات وأفراد سوريون باتجاه التنبيه إلى ضرورة الإصلاح الديموقراطي الوطني في سوريا، تلك الرسائل التي لم يقرأها النظام فحسب، بل ترك الباب مفتوحاً أمام حركة الفساد والإفساد والاستبداد تلك، دونما لجوء إلى المسائلة الحازمة والجادة تجاه ما يكرّس تلك الحالة على نحو أودى بالبلد إلى نمط من التصدع الكبير.

إذن، يريد الوزير الروسي أن يضع الثورة السورية في خانة التخريب، وذلك بصيغة الفوضى الهائلة التي ستحدثها في البلد، إذا انتصرت على نظام حول سوريا إلى مرتع للفساد والإفساد والاستبداد، إضافة إلى تخاذله أمام عدو العرب التاريخي على مدى أربع عقود، وعبر نظام أمني تقوده دولة أمنية تسعى إلى تجفيف منابع الرهانات التاريخية التقدمية في الوطن السوري الصغير.

وإذا كان مناصرو النظام السوري جاؤوا من موقع أحوال الفساد والإفساد والاستبداد والوقوف في وجه جموع الشعب السوري العاملة باتجاه فتح التاريخ السوري رغماً عن اللذين حاصروه وأغلقوه، واعتبروه حكراً على دعاة "السلطة الأبدية"، فإن أنصار فئات الشعب من المفقرين والمذلين والمهانين يمتلكون الشرعية التاريخية والأخلاقية والوطنية، رغماً عن فوكوياما ومن يأخذ بآرائه التي أغلقت التاريخ العام، وتركته مفتوحاً أمام التاريخ الأميركي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشعب السوري يستاهل ما يحصل له
سوري مهجر ( 2013 / 5 / 14 - 08:52 )
كل الدمار و الخراب قام به الجيش اللاسوري العلوي فالشعب السوري و الجيش الحر يدافع عن نفسه بالرشاشات الخفيفة و المتوسطة و بالقذائف الصغيرة و المتوسطة ضد الدبابات و المدرعات لكن ما يفعله الجيش اللاسوري العلوي الخامنوي هو القصف العشوائي العام و المكثف باستعمال الدبابات و المدفعية الثقيلة و القصف الجوي بمختلف القنابل و الصواريخ خاصة ما يسمى البراميل و هي عبارة عن برميل ضخم مستدير ملحوم به اجنحة بطرف و يركب الصاعق في الطرف الاخر مملوء بالمتفجرات عندما ينفجر يكون التدمير كبيرا و فظيعا جدا هدفه قتل و جرح و تهجير اكبر عدد من الناس , هل هذه طريقة لمحاربة الجماعات المسلحة و اخر صرعة خرج بها جيش الاحتلال هو اطلاق صواريخ سكود على المدن , هذا طبعا غير المعتقلين تحت عذاب لا يمكن تخيله, نسمع عن اقليات مضطهدة من قبل الاغلبية وليس العكس لانه شبه مستحيل و لكن كله بسببنا نحن الذين فتحنا لهم ابواب الجيش و الدولة و بالجهل و الغباء المتكبر إتخذنا من جارتنا القوية العظيمة اسرائيل عدوا و نسينا و تناسينا العدو الحقيقي الوحيد حتى خدعونا فسرقو الجيش ثم بواسطته سرقو كل شيء و ذبحو و عذبو و هجرو الخ


2 - اليساريين المهابيل السكرانين بما يسمى فلسطين
سوري مهجر ( 2013 / 5 / 14 - 09:45 )
اسرائيل لم و لن تكون عدوا لسوريا او العرب باستثناء من يشتري عداوة اسرائيل العظيمة القوية الذكية المقتدرة يستاهل الخراب و الدمار
العدو الحقيقي الازلي الوحيد بدون مجاملة و خجل هو الاقلية العلوية الكريمة


3 - رد للسيد سوري مهجر
نـجـاة الـعـيـتـانــي ( 2013 / 5 / 14 - 12:16 )
بعد الاعتذار من الكاتب السياسي الكبير السيد طيب تيزيني. أتوجه إلى المعلق المحترف الدساس والطائفي الحقود سوري مهجر. عليك أن تهدأ وتركز وتتعلم النقاش المهذب. بلا دناءة ولا حقد طائفي قبلي عشائري. سوريا بحاجة إلى عقلاء حكماء, حتى تلملم جراحها وتبني مستفبلها الديمقراطي العلماني. لا لأنصاف رجال حملة سكاكين وأحقاد طائفية وأكلة قلوب أبناء بلدهم. فقط لأنهم لا ينتمون لطائفتهم.
عـد إلى ما تبقى من إنسانيتك. لأن سوريا بحاجة إلى جميع أبنائها.


4 - إلى السيده العيتاني
سوري فهمان ( 2013 / 5 / 14 - 13:38 )
إلى السيده العيتاني
إن ما قاله السيد سوري مهجر هو الحقيقة ولا يهمنا الهتافات التي لا معنى لها إن معظم الذين قتلو من الشبيحة هم من الساحل وإذا كان الزرافه الأهبل هو من ورطهم فهذه مشكلتهم . لم نكن يوما طائفين وهذا ما أوصل العصابه القاتله إلى السلطة وطبعا سورية تحتاج لكل ابنائها ولكن البادي في العدوان أظلم وأعتقد أن أون أوباش النظام لم يقصرو في قطع الرووس ولا التمثيل بجثث للسورين .


5 - لا حاجة للرد
نـجـاة الـعـيـتـانــي ( 2013 / 5 / 14 - 19:56 )
أنا باعتقادي ان السيدين سوري مهجر وسوري فهمان, شخصية انتحالية مزورة انتحالية واحدة. مختبئة بهذا الموقع بالذات الذي يسمح للبعض التوقيع بأسامي رمزية مزورة مخالفا قوانينه الداخلية نفسها. لأنه توظف لمحاربة سوريا وشعبها. سياسة مشتراة من النظامين السعودي والقطري اللذين اشتريا غالب وسائل الإعلام العربية.
عودوا لقوانين هذا المركز الإعلامي وسوف ترون أنني على حقيقة نظرا لتراكم الشتائم والبذاءة الأخلاقية بتعليقات كل من سوري فهمان وسوري مهجر او سوري تافه مصروع خـــــــائـــــن.


6 - الناس وين و انتم وين
سوري مهجر ( 2013 / 5 / 14 - 21:49 )
هكذا هم المدافعون عن اية الله الاسد بدل مناقشة جحيم الاقلية المسلط على الشعب السوري يهربون من الحقيقة , انتحال شخصية يا سلام يعني حتى اخذ الراتب الشهري مرتين ,الناس وين و انتم ايها الاسديون الخمينيون وين
كل ما في الامر ان الاخ سوري فهمان يبدو متفقا معي على ان مصيبة سوريا هي الجيش اللاسوري العلوي و ان سوريا المستقبل ليس فيها مكان لما يسمى فلسطين و انه يجب ان تساعدنا جارتنا الحبيبة اسرائيل في القضاء على الجيش اللاسوري الخامنوي

اخر الافلام

.. الغوطة السورية .. قصة بحث عن العدالة لم تنته بعد ! • فرانس 2


.. ترشح 14 شخصية للانتخابات الرئاسية المرتقبة في إيران نهاية ال




.. الكويت.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصب


.. حماس ترحب بمقترح بايدن لإنهاء الحرب.. وحكومة نتنياهو تشترط|




.. الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.. مزيد من التصعيد أو اتفاق دبلو