الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو يسعى التيار الديمقراطي من اجل كتلة سياسية

جواد الديوان

2013 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


حصد التيار الديمقراطي 12 مقعدا من مجالس وحافظات الوسط والجنوب، وسيحصد مقاعدا اخرى في الانبار والموصل (تم تاجيل انتخابات مجالس المحافظات لاسباب امنية). وتعكس هذه النتيجة (هذه المقاعد) تغير في مزاج الناخب بعد فشل الكتل السياسية التقليدية في تحقيق الامن والخدمات للمواطن، كما انه نتيجة طبيعية لتغير قانون الانتخابات التقليدي الذي صادرت بموجبه الكتل السياسية التي تخطت حد العتبة اصوات التي لم تحقق العتبة لتمثل من لم ينتخبها من العراقيين. وتعهدت بعض الكتل التقليدية بالعودة للقانون القديم للانتخابات بل ربما اقسمت على ذلك.
لم تستطع الكتل السياسية التقليدية على خوض انتخابات مجالس المحافظات بكل مكوناتها، بل بتشكيلات متعددة لا تعكس صورة الكتلة الاساسية وانما قياداتها. ولا يعكس ذلك الفشل اختلافا في برامج تلك الكتل السياسية (انتخابات مجالس المحافظات تتركز على الخدمات بشكل اساسي)، بل ربما تعكس خلافات على النفوذ في المحافظات، وصناعة القرارات وغيرها.
وفشلت الكيانات السياسية التقليدية في تشكيل تحالفات عابرة للطوائف، رغم تذمر كل قادتها وساستها من الطائفية، ووصفتها بالمقيتة. وربما السبب في سهولة العمل مع سياسي من نفس الطائفة الواحدة، وربما لم يستطع افرادها تجاوز الخلافات التاريخية التي تثير نزعات اخرى. وتجارب انتخابات مجالس النواب لا زالت ماثلة للعيان حيث لم يحقق مرشحين في الكتل السياسية من طوائف مغايرة لطائفة الكتل فوزا، ولم تشملهم الكتل الفائزة بالمقاعد التعويضية!.
تحالف الاحزاب والشخصيات المستقلة الديمقراطية، واضح وبمختلف التسميات في المحافظات يقدم فرصة لبروز كتلة عابرة للطوائف لتنقذ العراق من مشاكله ذات المنشا الطائفي مثل المحاصصة والتوازن الطائفي وغيرها من البدع والتي اقر بعضها مجلس النواب. ان اعضاء التيار الديمقراطي من مختلف الطوائف والاديان يجمعهم حب العراق والرغبة في تطويره وتقدمه، ورفاهية مواطنيه. وتاريخ مكونات التيار الديمقراطي واضح في مقارعة الظلم والفساد والعمل من اجل العراقيين، ولم تتلوث ايديهم بارهاب او فساد وغيرها. واذا ما مثل التيار الديمقراطي نواة لكتلة سياسية تتجاوز الطائفية والمحاصصة والشراكة وغيرها من اشكاليات الحكم في العقد الماضي، وسيفتح ذلك الطريق امام الكفاءات للعمل بشكل اخر. وعندها يتنافس من تنطبق عليهم شروط ما يتوافق والعمل لاختيار الافضل (الشهادات والخبرة العملية والنشاطات الاجتماعية وغيرها) ونتجاوز محنة تزوير الشهادات والتكالب عليها والمستمسكات القانونية الاخرى.
ومع الاتهامات بالفساد للمسؤولين، وحماية بعضهم من قبل الساسة في مراكز القوى، تكررت مع هذه الظاهرة (الفساد)، التفجيرات والمفخخات والقتل العشوائي، وغيرها ليبلغ شهداء العراق رقما مميزا في نيسان 2013. ويرافق ذلك العنف في التعامل مع الاحتجاجات ومنها مظاهرات الديمقراطيين في 2011 و2012.
تتحدد المواقف السياسية في ضوء المتغيرات على الارض، وليس من تاثيرات ومتطلبات الايدولوجيا. وما نشهده في العراق يتطلب تقديم كتلة سياسية للشعب تستطيع من خلال تاثيرها في صناعة القرار بادارتها للمؤسسات الخدمية (البلدية والتعليم والصحة والتعليم والعالي وغيرها)، ان تقدم الخدمات الافضل للعراقيين، وتقدم النموذج الافضل لمعالجة المشاكل التي يعاني منها العراق، وتقدم حلولا معقولة لكل الاشكالات التي يعاني منها العراق. وربما تختلف مكونات هذه الكتلة السياسية من محافظة الى اخرى، الا ان المكونات الديمقراطية للعراق ستكون حاضرة فيها.
المجموعات السياسية التي انبثقت من رحم الكتل السياسية التقليدية تضم شخصيات ومجاميع ديمقراطية وعلمانية، وما ظهورها على السطح، الا نتيجة اخفاق المكون العام للكنلة السياسية. وقراءة واضحة لنتائج الانتخابات ممكن تحدد اتجاه التعاون والائتلاف من اجل كتلة سياسية اكبر للديمقراطيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا