الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة ٌ أخرى إلى الواقع الحضري..!

سنان أحمد حقّي

2013 / 5 / 14
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


عودة ٌ أخرى إلى الواقع الحضري..!
لقد سبق وأن كتبت عن أزمات الواقع الحضري في المدن والقصبات العراقيّة بشكل عام ولعدّة مرّات، ولا يوجد للأسف ولا نوع واحد من الإستعمالات الحضريّة لا يُعاني من أزمة خانقة وحادّة ، ولغرض تناول البعض منها بعرض بعض الملاحظات لا بدّ من أن نشير إلى أن الأنشطة الحضريّة عموما يمكن حصرها في أربعة أبواب رئيسة وهي:

1.السكن
2.النقل
3. العمل
4.الترويح
وهي ذاتها تحدّد إستعمالات الأرض الحضريّة !
وتتفرّع كل واحدة منها إلى انشطة و إستعمالات فرعيّة متعددة والتي بدورها تتفرّع إلى ما هو أدنى من حيث التسلسل الهرمي (Hierarchy ) للأنشطة المختلفة، ولكل هذه الفعاليات مجتمعة أبنية تحتيّة أساسيّة أي لجميع الأنشطة الحضريّة.
جميع الحواضر العراقيّة بدون إستثناء تُعاني من أزمات في كل هذا وبعضها عميق ومزمن.
ونحن هنا لا نستطيع أن نستعرض جميع الأزمات ولو خصّصنا سلسلة من المقالات ولهذا سنحاول الإيجاز والتركيز على بعض التوصيات التي لم يتم التوجّه للقيام بها
في الأبنية التحتيّة
لا نذيع سرّا إن قلنا أن ازمة المجاري جعلت من الواقع الحضري يُعاني من أشد الإخفاقات والأسباب أساسا تصميميّة حيث لا يوجد منهج راسخ في معالجتها وقد ذكرنا في موضع سابق بعض المقترحات وأهمها فصل شبكة مجاري المياه الثقيلة عن مياه الأمطار ويمكن الرجوع إلى مقالنا هذا حيث ما زال موجودا في أرشيف عدد من المواقع الألكترونيّة ومعالجة تصريف مياه الأمطار بتصميم شبكة ومنظومة متكاملة وليس بأجزاء متفرّقة ومنفصلة وعلى الأسس العلميّة التي يتم تدريسها في أغلب الأكاديميات الهندسيّة وبالنسبة للمدن ذات الطبيعة الطوبوغرافية المستوية يجب إعتماد مضخات المياه وتوزيع محطات فعّالة مع مشغّلين متفرّغين لهذه الأغراض مع ما يلزم من أعمال الصيانة الدوريّة، أمّا من حيث بناء الشبكات في المدن التي تكون فيهاالمياه الجوفيّة عالية فتحتّم الأمور أن يتم الحصول على إستشارات عالية ومتخصّصة لغرض إعتماد حلول مبتكرة جديدة
ومن ناحية أخرى يجب وبشكل عاجل وضروري أن يتم إعداد خرائط تبين تفاصيل الأبنية التحتيّة على خرائط المدن وإجراء مسوحات تفصيليّة وتحديث المعلومات والخرائط باستمرار وخصوصا فيما يتعلّق بالمجاري بنوعيها وشبكات مياه الشرب وكذلك القابلوهات الكهربائيّة وقابلوهات الإتصالات جميعا وأيّة أنابيب أو قابلوهات يتم تمديدها في أنحاء المدينة من مثل شبكات الميكروويف والقابلوهات البصريّة وغيرها.
ولا تتوقّف عملية إصلاح الأبنية التحتيّة على هذا بل إن أهم أركان إصلاحها هي توفير القدرة الكهربائيّة ويجب أن تتمتع بأقصى حالات الإهتمام والأولوية إذ علينا أن نعي أن أي إصلاح لا يمكن المباشرة به بدون توفير القدرة الكهربائيّة فهي التي تدوّر عجلة الصناعة ويكمن فيها كل ما يجعل الحياة المعاصرة تستيقظ من سباتها.
النقل والمرور
لا بدّ قبل كل شئ أن يتم إجراء عمليّة من الأهميّة بمكان وهي المسوحات والإحصاءات المرويّة والقيام بعمليّة ما يُدعى بـ (Origin – Destination )أو التي تُسمى برحلة العمل وهذه المسوحات والخرائط هي التي تساعد على معرفة خصائص التيار المروري وكثافته وحجمه وكثير من المعلومات عنه لكل شارع وبالإستناد إلى ذلك يستطيع مهندسو المرور ومخططوه أن يستنبطوا جميع خصائص الشوارع والتقاطعات وعدد المسارات وما يُنصح به لحل مناطق الإجهاد المتنوعة و ما إذا كانت الحلول تقضي بعزل المسارات أو بالعزل بالضوء أو بعزلها بالمستويات والطوابق فضلا عن كثيرمن آفاق الحلول الأخرى ولا يصح أن يُركن إلى أي حل خصوصا للتقاطعات بغير معرفة هذه الخرائط والمسوحات المهمة حاليا ومستقبليا
فالتصميم يختصّ بالحال الآني والمشاكل والإختناقات الحاليّة ، أمّا التخطيط والمخططون فهم معنيون بالأحوال المستقبليّة أيضا.
ولا بد أن تتم دراسة إعادة نشر وسائل نقل عام كالباصات او السكك المحمولة على طوابق علويّة أو مونوريل إذ أن الإعتماد على وسائط النقل الخاصّة سيُفاقم المشاكل بشكل كبير جدا وسيجعل الحلول العملية بعيدة المنال وسيُصبح موضوع النقل والمرور واختناقاته مصيدةً للإدارات المختلفة للأسف
في السكن
إن الحاجة لمشاريع الإسكان ما زالت عظيمة جدا لأن ما هو مطروح منها ضئيل ولا يوازي المشكلة ولا يجب التوسّع بإ فراز الأراضي وتوزيع القطع السكنية بل يجب إيقافها تماما وذلك لضيق الأرض الحضريّة في أغلب المدن وخصوصا المدن والحواضر الكبرى، كما أن تقسيم الأراضي لم يتم مطلقا بشكل يؤمن المتطلبات الحضريّة المختلفة ولا الإستعمالات الملحقة والمتكاملة من خدمات أو مناطق تجاريّة أو ترويحيّة أو غيرها.
لهذا نشدد على البدء بإنشاء مشاريع كبرى للإسكان على أن يتم تدقيق التصاميم بكل دقة من قبل إستشاريين يعملون لصالح مؤسسات الدولة لضمان تطبيق جميع متطلبات التصميم في الخرائط من جميع النواحي التخطيطيّة والهندسيّة والمعماريّة بتوفير متطلبات كافة إستعمالات الأرض الحضريّة وفق هيكل إنشائي متعارف عليه.
في التشريعات والأنظمة
توجد حاجة ماسّة لتحديث أنظمة البناء وإجراءات تخطيط المدن ووضع ضوابط ومحددات ومدونات محليّة تنظم قيام المدن حاضرا ومستقبلا أي ما ندعوه بالتنمية المستدامة (Sustainable Development ) مع تثقيف الكوادر العاملة على ذلك وتوعيتها بالأنشطة والأعمال والتشريعات التي تختص بالفعاليات الحضريّة المختلفة وتشديد العقوبات على التجاوز على القانون والنظام وعلى مخالفة المخططات والتصاميم التي تعدّها الجهات المختصّة والقيام بتوعية شعبيّة تهدف إلى كسب الرأي العام إلى جانب الجهات المنفّذة
في تحديث عمل المؤسسات المسؤولة عن إدارة المدن
وتوجد حاجة ماسّة أيضا في تحديث العمل الإداري للوحدات المحليّة التي تقوم بإدارة المدن والقصبات وإعادة هيكلتها وفق الأسس الحديثة وإدخال العمل الألكتروني والوسائل والتقنيات الحديثة في كل أشكال العمل الرسمي ولا سيما إعداد وتصنيف وتبويب وحفظ الخرائط والمخططات والمعلومات وأرشفتها
كما يتوجب أيضا إعداد دراسات حول تقسيم المدينة إلى وحدات صغرى وتهيئة الكادر اللازم وتفكيك العمل المركزي مع مركزيّة التخطيط والتصميم ووحدة القرارات الكبرى والشاملة .
في التخطيط الشامل وليس الإدارة الشموليّة
نعني إعتماد مبدأ التخطيط الشامل (Comprehensive Planning ) ولا نقصد بذلك التوتاليتاريّة أو السياسة التوتاليتاريّة ( Totalitarianism )
أيها الأخوة والأخوة المسؤولون !
كل شئ لا يمكن أن يبدأ ويستمر بغير المنهج العلمي والإخلاص والجدّ والمطاولة والصبر
الآن يجب أن نبدأ.
واللحظة التي نبدأ فيها هي اللحظة المناسبة
دائما هناك فرصة لنستطيع أن نبدأ من جديد
وأهم شئ أن نترك العناد والأنانيّة ونتحلى بالإخلاص
إن شعبنا ووطننا بحاجة إلى نهضة مستمرّة ومتواصلة والوقت لم يعد في صالحنا.
وللحديث صلةٌ والسلام عليكم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا