الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما زال هناك وقت للحوار

جمال الهنداوي

2013 / 5 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في البدء, ان وجود طروحات معارضة واخرى مؤيدة لمفردات الحراك السياسي, هو في صميم اي عملية سياسية تتخذ من التعددية والتنوع اسلوبا للتداولية السلمية للسلطة,ان لم يكن من ضرورات ترصين الحراك السياسي وادارة التنوع الفكري والعقائدي للمنظومات المجتمعية الانسانية..وهو ما قد يعبر عن المساحة الواسعة لحرية التعبير التي تعد ركناً اساسياً للحقوق الاساسية التي نص عليها الاعلان العالمي لحقوق الانسان، وان حماية هذه الحرية تعد هدفاً سامياً ومؤشراً أكيداً لاستمرارية النهج الديمقراطي التعددي الذي بنيت عليه عمليتنا السياسية الناهضة..
ومن هنا تكون الاحتجاجات والاعتصامات التي تشهدها بعض مناطق العراق انعكاسا طبيعيا للمتبنيات الوطنية العليا التي عبر عنها الشعب باختياره الحر والمباشر عن طريق اتخاذه للديمقراطية كخيار واسلوب حياة, ولا ننكر اهمية هذه الممارسات في تصويب مسيرة العملية السياسية وتصحيح خطاها تجاه التعبير الاوسع والاكثر شمولية عن الخيارات الشعبية وقدرتها على تقديم الافكار الاصلاحية عن طريق الحوار الذي سيسمح لجميع الاطراف ان يلامسوا هموم ومخاوف بعضهم بعضا وان يعيدوا بناء جسور الثقة فيما بينهم.
واهمية ونبل وقدسية الحوار الوطني بين مكونات الشعب هي ما تدفع الى الدعوات الملحة من قبل العديد من الفعاليات الوطنية الى تفعيل الآليات التي تضمن النجاح لهذا الحوار واهمها فتح قنوات الاتصال ما بين القوى السياسية ونبذ اسلوب المقاطعة مقابل تحقيق الحزمة الكاملة من المطالب الذي ثبت انه لا يصلح الا الى ايقاع القطيعة والفتنة والتباغض بين القوى المتصدية لأدارة الشأن العراقي العام..
قد يكون الخيار الاسهل هو في الدعوة الى تحقيق السقف الاعلى من المطالب لما يمثله من امكانية الحصاد الاوفر للمكتسبات ,الا انه يجب عدم اغفال الظروف الاقليمية التي تتعقد يومأ بعد آخر مما يجعلنا نكون اكثر حكمة وواقعية من خلال التخلي عن الخيارات البيضاء والسوداء من أجل فسح المجال لمزيد من المصالحة والتفاهم..
في هذا الوقت نحن بحاجة إلى البحث عن سبل تقرّب وجهات النظر ما بين القوى السياسية والفعاليات الشعبية المتقاطعة,ونحن بحاجة إلى من يعيد مد الجسور بين الاطراف لكي تفتح قنوات الحوار وتبعد الساحة الداخلية عن اي تشنجات قد تؤثر على الوضع السياسي وقد توفر ايضا فرصة لمن لا يريد للمسيرة الاصلاحية خيرا.
وعلى هذا الاساس فإن الدعوة إلى الحوار ينبع من الحرص استمرارية العملية السياسية وتطويق الجهات التي تدفع الى التقاطع مع انجازات العملية السياسية التي تحققت بسواعد ابناء العراق البررة الشرفاء المخلصين..
نؤمن بان الوقت لم يفت بعد، وبان قوة التواشج والمشتركات الكثيرة التي تجمع بين ابناء الشعب العراقي النبيل ستكون المثابة التي تنطلق من خلالها جميع الحلول للاختناقات التي تطرأ على مسيرة عمليتنا السياسية وتقدمها نحو بناء دولة المواطنة والتنمية والعدالة الاجتماعية.
لذا نثق بان الجميع بحاجة الى مراجعة المواقع التي يقفون عندها والبدء باتخاذ الخطوات التي تقرب من وجهات النظر بين اطراف العملية السياسية, واطلاق مشروع حوار وطني يتيح للجميع الاستمرار في التدافع السلمي الحضاري تحت سقف الدستور والقانون,فان الخلاف في المنطلقات الفكرية والعقائدية وفي وجهات النظر تجاه القضايا السياسية.حتى ما يمكن ان يصل لمستوى الازمات يجب ان لا تكون مبررا لنكأ جراح الشعب ووأد نضالاته وتضحياته الكبرى على مذبح الحرية والتقدم والنماء ..فمهما كانت السلبيات والمؤاخذات، فإنها تتضاءل امام مبدأ واولية التعايش السلمي والتواصل بين مكونات الشعب وقواه الفاعلة, وان الخروج من مبدأ الحوار والتمسك بالدستور لن يوفر بديلا حقيقيا سوى المخاطرة باتجاهات تشنجية لا تخدم احدا سوى اعداء العراق وتجربته الديمقراطية التعددية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام