الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ

محمد السباهي
(Mohamed Ali)

2013 / 5 / 14
الادب والفن


قال تعالى :(قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ).
((حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْدِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ لَحْنِ الْقُرْآنِ إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ سورة طه آية 63 ، وَعَنْ قَوْلِهِ : وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ سورة النساء آية 162 وَعَنْ قَوْلِهِ : وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ سورة المائدة آية 69 فَقَالَتْ : ] يَا ابْنَ أُخْتِي ، هَذَا عَمَلُ الْكُتَّابِ أَخْطَئُوا فِي الْكِتَابِ[ )) . (1)
((إن بلحارث بن كعب، وخثعما، وزبيدا، وقبائل من اليمن يجعلون ألف الاثنين في الرفع والنصب والخفض على لفظٍ واحد ...
يقول ابن جماعة على حاشية الجاربردي: (( نسبها إلى بني الحارث من النحويين الكسائي، ونسبها أيضاً إلى خثعم، وزبيد، وهمدان، ونسبها أبو الخطاب لكنانة، وبعضهم لبني العنبر، وعذرة، ومراد، وغيرهم)).(2)
((على أن من العرب من لا يخاف اللبس ويجري الباب على أصل قياسه فيدع الألف ثابتة في الأحوال الثلاث فيقول قام الزيدان وضربت الزيدان ومررت بالزيدان وهم بنو الحارث بن كعب وبطن من ربيعة وأنشدوا في ذلك :
تزود منا بين أذناه طعنة ... دعته إلى هابي التراب عقيم))(3)
وقال الآخر :
( أعرف منها الجيد والعينانا ... ومنخرين أشبها ظبيانا)
يريد العينين ثم إنه جاء بالمنخرين على اللغة الفاشية وروينا عن قطرب
( هياك أن تمنى بشعشعان ... خب الفؤاد مائل اليدان)
وقال الآخر
( إن أباها وأبا وأباها ... قد بلغا في المجد غايتاها).
((وخرج عليه قوله تعالى: (إن هذان لساحران) وقوله صلى الله عليه وسلم: ]لا وتران في ليلة [ وجاء عليها قول الشاعر:
]تزود منا بين أذناه طعنة دعته إلى هابي التراب عقيم[
فإن من حق ] هذان، ووتران، وأذناه [ لو جرين على اللغة المشهورة أن تكون بالياء: فإن الاولى اسم إن، والثانية اسم لا، وهما منصوبان، والثالثة في موضع المجرور بإضافة الظرف قبلها، وفي الآية الكريمة تخريجات أخرى تجريها على المستعمل في لغة عامة العرب: منها أن ]إن [ حرف بمعنى ]نعم [ مثلها في قول عبد الله بن قيس الرقيات:
]بكر العواذل في الصبوح يلمنني وألومهنه ويقلن: شيب قد علاك وقد كبرت، فقلت: إنه[
يريد فقلت نعم، والهاء على ذلك هي هاء السكت، و ]هذان[ في الآية الكريمة حينئذ مبتدأ، واللام بعده زائدة، و " ساحران " خبر المبتدأ )). (4)
((قال أبو عبيد في فضائل القرآن: حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال: سألت عائشة عن لحن القرآن عن قوله تعالى - إن هذان لساحران - وعن قوله تعالى - والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة - وعن قوله تعالى - إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون - فقالت: يا ابن أختي هذا عمل الكتاب، أخطئوا في الكتاب. هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وقال: حدثنا حجاج عن هارون بن موسى، أخبرني الزبير بن الحريث عن عكرمة قال: لما كتبت المصاحف عرضت على عثمان فوجدت فيها حروفاً من اللحن، فقال: لا تغيروها فإن العرب ستغيرها: أوقال: ستعربها بألسنتها، لوكان الكاتب من ثقيف والمملي من هذيل لم توجد هذه الحروف)). (5)
((وقال ابن الأنباري : هي لغة لبني الحارث بن كعب وقريش قال الزجاج : وحكى أبو عبيدة عن أبي الخطاب - وهو رأس من رءوس الرواة - أنها لغة لكنانة يجعلون ألف الاثنين في الرفع والنصب والخفض على لفظ واحد وأنشدوا :
فأطرق إطراق الشجاع ولو يجد مساغا لناباه الشجاع لصمما)) (6)
هل حقيقة أن في القرآن الكريم لحناً أو خطأ؟ إن هذا الزعم لا يبت به إلا قليل المعرفة متسرع في القول والحكم! لو رجعنا لما قال الله تعالى في محكم الكتاب لعلمنا مقدار الجهل الذي حاق بالعقول، فالقرآن الكريم يقول (بلسانٍ عربي مبين) وهم يقولون بلسان قريش. فهل هناك توافق أم تنافي بين لغة قريش ولغة القرآن؟
لماذا لم يغير الخليفة عثمان من ]الخطأ[ الوارد في القرآن الكريم وقد بلغه ذلك؟! ولماذا أصرّ على كتابة القرآن بلغة قريش ((إن القرآن نزل بلغة قريش وقال للرهط القرشيين الذين كتبوا المصحف هم وزيد : إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش ; فإن القرآن نزل بلغتهم ))؟!
قال عمر لابن مسعود أقرئ الناس بلغة قريش ولا تقرئهم بلغة هذيل ; فإن القرآن لم ينزل بلغة هذيل؛ وقال: (لا يملين في مصاحفنا إلا غلمان قريش وثقيف).
((قلت : وللعلماء في قراءة أهل المدينة والكوفة ستة أقوال ذكرها ابن الأنباري في آخر كتاب الرد له, والنحاس في إعرابه, والمهدوي في تفسيره, وغيرهم أدخل كلام بعضهم في بعض .
وقد خطأها قوم حتى قال أبو عمرو : إني لأستحي من الله أن أقرأ ] إن هذان [ وروى عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت عن قوله تعالى" لكن الراسخون في العلم " ثم قال: " والمقيمين " وفي ] المائدة [ ] إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون[ [ المائدة: 69] و] إن هذان لساحران[ فقالت يا ابن أختي ! هذا خطأ من الكاتب .
وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه : في المصحف لحن وستقيمه العرب بألسنتهم
وقال أبان بن عثمان: قرأت هذه الآية عند أبي عثمان بن عفان , فقال لحن وخطأ; فقال له قائل: ألا تغيروه ؟ فقا : دعوه فإنه لا يحرم حلالا ولا يحلل حراما .
القول الأول من الأقوال الستة أنها لغة بني الحارث بن كعب وزبيد وخثعم وكنانة بن زيد يجعلون رفع الاثنين ونصبه وخفضه بالألف ; يقولون : جاء الزيدان ورأيت الزيدان ومررت بالزيدان , ومنه قوله تعالى : " ولا أدراكم به " [ يونس : 16 ] على ما تقدم .
وأنشد الفراء لرجل من بني أسد - قال : وما رأيت أفصح منه :
فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى مساغا لناباه الشجاع لصمما
ويقولون كسرت يداه وركبت علاه; يديه وعليه; قال شاعرهم [ هوبر الحارثي]: تزود منا بين أذنيه ضربة دعته إلى هابي التراب عقم
وقال آخر :
طاروا علاهن فطر علاها أي عليهن وعليها
وقال آخر :
إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها أي إن أبا أبيها وغايتيها .
قال أبو جعفر النحاس : وهذا القول من أحسن ما حملت عليه الآية ; إذ كانت هذه اللغة معروفة , وقد حكاها من يرتضى بعلمه وأمانته ; منهم أبو زيد الأنصاري وهو الذي يقول : إذا قال سيبويه حدثني من أثق به فإنما يعنيني ; وأبو الخطاب الأخفش وهو رئيس من رؤساء اللغة , والكسائي والفراء كلهم قالوا هذا على لغة بني الحارث بن كعب .
وحكى أبو عبيدة عن أبي الخطاب أن هذه لغة بني كنانة .
المهدوي : وحكى غيره أنها لغة لخثعم .)) .
ــــــــــــــــــــــ
(1) السيوطي/ الإتقان في علوم القرآن ج 1 ص 388 النوع 41
(2) نظرية النحو القرآني/ د. أحمد مكي الأنصاري، ص 57 .
(3) سر صناعة الإعراب ، ج2، زيادة الألف .
(4) شرح ابن عقيل/ ج1،
(5) الاتقان/ السيوطي، النوع الحادي والأربعون.م/س.
(6) تفسير القرطبي/ سورة طه،الآية 63 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس