الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأغلبية فى مصر تحصد ما زرعته يداها

مجدى خليل

2013 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الأغلبية فى مصر تحصد ما زرعته يداها
مجدى خليل
تحدث أستاذ جامعى المانى عن تجربته تحت حكم النازى قائلا، عندما بدأ هتلر فى قتل اليهود لم احتج فلست يهوديا، وعندما بدأ فى التخلص من المعارضة لم احفل فلست معارضا، وعندما بدأ فى اعتقال الشيوعيين لم اعترض فلست شيوعيا، وعندما جاء الدور وقبض عليى لم اجد أحدا يدافع عنى. وهكذا من يقبل الظلم على غيره سيصل اليه هذا الظلم يوما ما، ومن يدعم ديكتاتورا مستبدا للمنفعة الشخصية سينقلب هذا الديكتاتور إن لم يكن عليه فعلى أولاده، وهكذا وصل المجتمع الإنساني الراشد إلى قناعة تامة بأن مصلحة المجتمع الإنسانى تكمن فى الدفاع عن الحريات للجميع والحقوق للجميع والمسأواة للجميع وعدالة القانون وسيادته على الجميع والديموقراطية للجميع.
يصرخ المجتمع المصرى الآن من التمييز الواقع على الأغلبية المسلمة من الأقلية الاخوانية، حيث يتحكم اقل من 1% من السكان فى معظم المناصب القيادية فى مصر بعد أقل من سنة من سيطرتهم على رأس الدولة والبرلمان، ولكن نسى هؤلاء أنهم ارتضوا التمييز الممنهج ضد الأقلية القبطية فى مصر منذ عقود طويلة، بل وفلسفوا هذا التمييز وبرروه مرة بزعم أن الأقباط اختاروا البيزنس بديلا عن السياسة ومرة بزعم تقصير الأقباط فى التقدم للوظائف وما شابه ذلك من مبررات واهية. قبلت الأغلبية على نفسها وعلى ضميرها قوانين ظالمة وتمييزية وأحكام قضائية ظالمة ضد الأقلية، ودارت الدائرة على الأغلبية وحصدت ما زرعته يداها فى قوانين عوراء مصنوعة خصيصا لتمكين الأقلية الاخوانية من مفاصل الدولة ونائب عام ملاكى يراعى مصلحة الجماعة لا العدالة. لم تفعل الأغلبية شيئا فى مواجهة الإضطهاد والعنف المخطط والممنهج والمستمر الواقع على الأقباط منذ عقود، وهى الآن تواجه عنف هذه الجماعات الدينية التكفيرية وفصائل الإسلام السياسى المختلفة.عندما يقبل ضمير الأغلبية على المواطن المصرى البهائى أن يعيش بدون بطاقة للرقم القومى ولا هوية يستطيع أن يتحرك بها ويعمل ويتزوج،أى موت مدنى كامل لأنه بهائى، فسيأتى حتما وقت وستموت مصر المدنية كلها نتيجة لهذا التردى الأخلاقى.
لم يرتفع صوت الأغلبية عندما اعدمت حكومة مبارك أكثر من مائة الف خنزير بطريقة وحشية بالجير الحى بحجة واهية وهى الخوف من انفلونزا الخنازير، ولم يتحرك ضميرها أمام هذا العمل البربرى الأجرامى، وكانت النتيجة استوطان انفلونزا الطيور فى مصر وليس الخنازير، وارتفاع أسعار اللحوم إلى عنان السماء نتيجة غياب البديل الحيوانى الذى كانت تقبل عليه الأقلية مما حرم ملايين الأسر المصرية من تناول اللحوم، وفقدان مئات من الأسر الفقيرة لمورد رزقها. منذ أيام كنت اتناول عشاء شرائح المارتديلا مع أسرتى وحماى فى أمريكا، فقال لى حماى أن ما حدث للخنازير جعل أهم محل ومصنع لهذه المنتجات فى الاسكندرية يغلق أبوابه ،وهو محل موناكو، ورحل صاحبه اليونانى إلى خارج مصر بعد أكثر من مائة عام من العمل فى هذه الصناعة، واختفت هذه المنتجات من الأسكندرية تماما ولم نعد نأكلها الآن.
لقد قبل المصريون تزييف عبد الناصر لتاريخ الوفد والملكية، وها هى جماعة دينية صغيرة تعتزم تزييف التاريخ كله حتى الفراعنة من آجل اعلاء شأن الدولة الدينية وبضعة أفراد متطرفين منها. إن معنى وقيمة الحرية هو أن تطلبها لغيرك اولا،ومعنى العدالة هو أن تدافع عن هؤلاء الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، والرقى الإنسانى يتمثل فى الدفاع عن وحماية الكائنات الضعيفة سواء كانت إنسانا أو حيوان. لقد كتبت سيدة سعودية ليتنى كنت بقرة سويسرية أو كلب أمريكى، هذه السيدة التى تشتكى من وضع اسوأ من وضع الحيوانات فى الغرب هى تعيش فى ظل مجتمع من العبيد، فالرجل الذى يترك زوجته تعانى هذه المعانأة تحت حكم دينى منغلق ومستبد هو فى الواقع يعيش نفس العبودية الدينية والسياسية.
إن ما يحدث فى مصر حاليا هو تطور طبيعى لسقوط أخلاقى مريع قبل أن يكون سقوطا سياسيا،وهو تطور طبيعى لتسارع الظلم والكره والعنف والعدوانية وكراهية الآخر وكراهية الذات. لقد وصل اليأس بأكاديمى مصرى المانى وهو حامد عبد الصمد بقوله " هل الدكتاتورية هى التى تعوق بيننا وبين حلم الحرية والرخاء؟ أم أنها طبقة كثيفة من الطين هى التى تغلف عقولنا ووجداننا فتحول بيننا وبين رؤية الحقيقة؟.... حراس الأخلاق فى بلادنا يزدادون يوما بعد يوم فى حين تختفى الأخلاق الحقيقية من تعاملاتنا مع بعضنا. التدين الظاهرى ينمو كالسرطان فى حين تنحسر روح الدين ومبادئه....أما من يسمون أنفسهم بالمصلحين فيذكروننى بعازفى الموسيقى على متن تايتانيك الذين واصلوا العزف حتى غاصت السفينة فى البحر،كانوا يعزفون ويعزفون رغم إدراكهم أن احد لا ينصت إليهم على الإطلاق".
عندما تفيق عقولنا وضمائرنا وتتطهر قلوبنا وارواحنا ونطلب الحرية والمسأواة والعدل للجميع، وقتها فقط نكون قد تحركنا فى الطريق الصحيح،أما ما نحن فيه فيقول أن تايتانيك فى طريقها للغرق فى الوقت الذى يعيش الكثيرون وهما خادعا بأنها فترة قصيرة وكابوس اقترب من نهايته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليس هناك فائدة.
أحمد حسن البغدادي ( 2013 / 5 / 14 - 19:18 )
تحية لك أستاذ مجدي خليل.

ليس هناك فائدة من الحديث مع البلهاء، فالأبله حين تحدثه بالعقل والمنطق، أما يضربك، أو يدعي عليك، أو يخلق لك مشكلة، وهذا حال الغالبية العظمى من المسلمين.
فنحن حين نتحدث مع المسلمين عن خطورة الشريعة الإسلامية، ومدى إنتهاكها لحقوق الإنسان والحيوان، على حدٍ سواء، يتهمونك إنك تعادي الإسلام،
وحين تقول لهم، أليس الإرهاب الإسلامي دليل على إجرام العقيدة الإسلامية؟
يقولون لك، كلا ُ هؤلاء الإرهابيون عملاء، يعملون لصالح أمريكا وإسرائيل لتشويه صورة الإسلام،
وحين تقول لهم إن القرآن يدعوا للإرهاب، والتفاسير تؤيد ذلك، يقول لك إنها خطأ من المفسرين،
وحين تقول لهم محمد نفسه، ومن سيرته، قتل ونهب، يقول لك هذه سيرة شيعية والشيعي يقول هذه سنية، لتشويه صورة النبي.
الحل الوحيد هو الإنفصال، ودع الزمن يوقضهم، فلا أمل لهم، ويتركون يتمرغون بدمائهم يوميا ً لوحدهم، من أجل شخص عاث في الدنيا فسادا ً ولازال، منذ ١٤٠٠ سنة.
فليس لهم علينا دينا ً كي يفرضوا علينا نمط حياتهم، بل العكس، هم مدينون لنا، بإحتلال بلداننا ونهبها، وقتل الملايين من أهلنا، حتى بدون تعويض أو كلمة أعتذار واحدة.

اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر