الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حق الانسان في الرفاهية

محمد ثامر

2013 / 5 / 15
حقوق الانسان



من اهم الحقوق المعاصرة للانسان هو حقه في الرفاهية.
لا يستطيع الفرد أن يتمتع بحقوقه وحرياته السياسية تمتعا فعليا إلا إذا كان على درجة من الوعي تمكنه من معرفة هذه الحقوق والحريات وممارستها والدفاع عنها بالوسائل القانونية .
وإذا كانت ظروفه الإقتصادية لا تسمح له بإمتلاك وسائل المعرفة والثقافة وتبعده عن الحاجة والخضوع للآخرين للحصول على قوت يومه ، فكيف يتسنى له مباشرة حقوقه السياسية بحرية .
كما أن الظروف الإجتماعية السيئة نتيجة الفقر والجهل والمرض لبعض طبقات المجتمع تحول دون تمتع هذه الطبقات بحقوقهم السياسية لإنشغالهم عنها ، فالمشاركة في الحياة السياسية ترتبط بالمشاركة في الحياة الإجتماعية ، وبدون توفير ظروف ثقافية وإقتصادية وإجتماعية متوازنة أو مناسبة للحياة الديمقراطية لأصبحت الضمانات الدستورية والقانونية لممارسة الحقوق السياسية جسدا بلا روح ، فقوة الرأي العام والتعددية الحزبية ومدى تأثيرهما وفاعليتهما ومساهمتهما في خلق معارضه قوية منظمة لتحقيق ديمقراطية نيابية سليمة ومتقدمة تتوقف على مدى إرتفاع المستوى الثقافي والإقتصادي والإجتماعي للفرد .
أن تمتع الشعب بدرجة معينة من النضج الثقافي ضرورة لتحقيق مشاركة سياسية فعالة ولا شك ان التعليم والثقافة العامة وسهولة الإتصال العلمي بين الشعب والتقدم التكنولوجي لوسائل الإتصال الحديث جعل العالم قرية صغيرة ، وأصبحت شتى المعلومات في كافة المجالات في متناول الجميع بعد القفزة الهائلة في عالم المعلوماتية والتكنولوجيا الحديثة ، وقد أدى ذلك إلى نضوج الشعوب وتطلعها إلى الديمقراطية واقع لا مفر منه .
ومن ناحية أخرى ، أن المواطن يزيد إرتباطه بالوطن كلما زاد ماله ، فيصبح له مصلحة في المساهمة في إدارة شئون الحكم ليضمن مصالحه الشخصية ، سواء عن طريق الترشيح للمجالس النيابية أو إنتخاب ممثليها أو تولى الوظائف العامة .
وإرتفاع المستوى الإقتصادي يدفع المواطن إلى السعى نحو تحقيق ضمانات لحرياته السياسية حتى يستطيع صيانة هذا المستوى .
ومن أهم عوامل رفع المستوى الإقتصادي زيادة الإنتاج وتحسين مستوى المعيشة والإتجاه نحو المشروعات الإقتصادية الكبرى التي تعود بعائد كبير على الأجيال الحاضرة والمستقبلية والتقدم التكنولوجي والعلمي ورفع معدل النمو وحل مشكلة البطالة ،هذا ويرتبط إرتفاع المستوى الثقافي بإرتفاع المستوى الإقتصادي فتوجد علاقة طردية بينهما ، فكلما ارتفع المستوى الإقتصادي إرتفع المستوى الثقافي ، وهذا يبرر إشارة دانتون إلى أن التعليم تالى للخبز فالجائع لا يفكر إلا بعد الحصول على رغيف الخبز .
كما يوجد إرتباط آخر بين الإرتفاع بالمستوى الثقافي والإقتصادي ، فكل منهما يؤثر في الآخر ويسانده ، فالمتعلم والمثقف والعامل المدرب والفني يستطيع أن ينتج أكثر ، ومن يملك المال يستطيع أن يتثقف ويتعلم ويفكر ويبدى رأيه ويكون لديه رغبة قوية في المشاركة في شئون الحكم والمحافظة على صوته الإنتخابي .
كما أن للعوامل الإجتماعية أثر واضح في تشكيل الإتجاهات السياسية ، فالوضع الإجتماعي للمواطن والطبقة الإجتماعية التي ينتمي إليها وعقيدته الدينية والمزاج الإجتماعي والفكري لأسرته جميعها مؤشرات ذات أثر في تشكيل إتجاهات الفرد تجاه القوة السياسية والمشاركة في شئونها .
فنجد أن ذوي الدخول المرتكزة إلى الملكية يكونوا محافظين في موقفهم تجاه السلطة خشية المساس بمراكزهم الإقتصادية المستقرة ,أما الطبقات العمالية والحرفية في المجتمعات الرأسمالية قد تتجه إلى الإندفاع في إتجاهات مضادة لنظام السياسي وأحيانا إلى التطرف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية