الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستحقاق السياسي للانتخابات اللبنانية: مطلوب من حزب الله

علي الشهابي

2005 / 4 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


بات حزب الله الهدف الأمريكي في لبنان، وبات المطلوب تحصينه سياسياً، لا عسكرياً فحسب. لا بل إن تحصينه السياسي أهم من العسكري في هذه المرحلة. ويكمن هذا التحصين، فيما يكمن، بوجود رئاسة وحكومة مضادتين للمشروع الأمريكي. وهو ما لا يتم إلا بوجود أغلبية برلمانية مناهضة لهذا المشروع. فمن الظلم السياسي للشارع اللبناني أن يصوت على أساس الانقسام إلى معارضة وموالاة. فهذا الانقسام من المفترض أنه انتهى بخروج الجيش السوري، لكنه لم ينته. واستمراره يخدم المشروع الأمريكي، لأن التصويت على أساسه ليس تصويتاً على كيفية بناء لبنان، بل أقرب ما يكون إلى استفتاء شعبي على انتهاكات الجيش السوري والأمن السوري ـ اللبناني. والنتيجة حكماً ضدهما، وليس مهماً أن تكون ضدهما أو لصالحهما طالما أنهما باتا من مخلفات الماضي.
فالتصويت الحقيقي يجب أن يتم على أساس كيفية رؤية اللبنانيين لمستقبل لبنان، والأهم لكيفية تعاملهم مع المشروع الأمريكي. وهذا التصويت لن يتم إلا بإطلاق رصاصة الرحمة على هذا الانقسام، الذي لم ولن يموت إلا بفعل سياسي مدروس. وهو ما يتمثل بطرح برنامج سياسي لمستقبل لبنان ينقسم عليه الشارع. وهذا الانقسام مطلوب لأنه حقيقي، باعتباره يعكس تعدد صور رؤية اللبنانيين لمستقبلهم. والمؤهل لمثل هذا الطرح حزب الله، لا لقوته العسكرية بل لوزنه السياسي، طالما أن المهمة المطروحة سياسية بامتياز. فمن غير الكافي الآن، وبالتالي من الخطأ الفادح، اقتصار موقفه على "يدنا ممدودة لكل من يلتقي معنا في الخط السياسي، بغض النظر عن مواقفه السابقة". بل المطلوب أن يمد يده إلى كل اللبنانيين ليلتقي معهم، ومن يرفض اللقاء معه فهذا شأنه وحقه.
هذان الموقفان يبدوان متماثلين، لكنهما في الواقع متعاكسان. موقفه الحالي سلبي، لأنه يعني "إن ما نريده معلوم للجميع، ومن شاء أن يقف معنا فأهلاً وسهلاً". هذا قد يكون كافياً في الأحوال العادية، أما في ظل المخطط الأمريكي الفاعل فعله يومياً داخل لبنان ففي منتهى السلبية. أعتقد أن عليه المبادرة إلى تحصين نفسه لبنانياً، بمحاولة جذب كل طرف قد يختلف مع المشروع الأمريكي. وهذا ممكن بطرح برنامج سياسي لكل لبنان يتضمن:
1. حرية لبنان وضمان استقلاله برفض التدخل الخارجي فيه.
2. دعم كل تحقيق لبناني أو عربي أو دولي يسهم في الكشف عمن يقف وراء اغتيال الحريري.
3. ضمان ديموقراطية لبنان التي تتضمن أيضاً:
· حق العودة لكل من يريد من أبنائه إليه، وحرية ممارسته لحقوقه كمواطن.
· إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين، بمن فيهم الذين صدرت بحقهم أحكام جنائية جرّاء الحرب الأهلية اللبنانية. فالكل حارب الكل، قتل وتعرض للقتل، ليقوم القاتل المنتصر بمحاكمة القاتل المهزوم.
4. سلاح المقاومة شأن لبناني داخلي، ومتى شعر اللبنانيون أنه صار مشكلة لهم، فهم الأقدر على طرحها وكيفية حلها.
مثل هذا البرنامج استحقاق سياسي للانتخابات لسببين: أولاً لأنه يفعل فعله في محاصرة المشروع الأمريكي، فلا يرفضه إلا المتطابقون معه. وثانياً لأنه ضروري جداً لمستقبل لبنان، إذ سيرغم وضوحه الأطراف الأخرى على توضيح برامجها، مما يؤدي إلى تصويت اللبنانيين على برامج واضحة، يصيرون معنيين بقطف ثمارها وتحمل تبعاتها. فالانتخابات في ظل هذا الوضوح تعكس حقيقة اللبنانيين، أما في ظل الانقسام الحالي إلى "معارضة وموالاة" فتعطي صورة مشوهة عنهم، لأنها تخفي عنهم الكثير من العفن الموجود داخل الطبقة السياسية التقليدية، سواءً في الموالاة أو المعارضة.
علي الشهابي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!