الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكافحة الإرهاب وتحويل حزب النهضة منقذا لتونس

بشير الحامدي

2013 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


مكافحة الإرهاب وتحويل حزب النهضة منقذا لتونس

لئن كانت الثورة حدثا لا يمكن تحضيره في مكاتب الأحزاب والتنظيمات مهما ادعت هذه الأحزاب والتنظيمات الثورية وتمثل مصالح الطبقات صاحبة المصلحة في الثورة ولئن كانت الثورة وبهذا المعنى فعلا أكبر و أوسع و أعمق من عمل الحزب وحتى الطبقة وحدثا جماهيريا واسعا ديمقراطيا جذريا متجاوزا للعفوية بالضرورة ينتهي في لحظة ما من تقدمه إلى تأسيس وضع جديد يكون الرجوع فيه إلى الوضع الذي كان أمرا مستحيلا لئن كانت هذه هي الديناميكية الأصيلة للثورات فإنه يمكن القول أن مسار 17 ديسمبر الثوري في تونس مسار بقي يتخبط في بداياته الثورية ولم يقدر على التقدم والتطور لبلوغ وضع مثل الذي ذكرنا ولكنه لم يضمحل بعد.
ضعف الحركة الثورية سمح ومنذ 14 جانفي 2011 لقوى الانقلاب أن تتقدم في محاصرتها وفي فرض مخططها الانقلابي عبر محطات عديدة آخرها المحطة الراهنة التي يروجون على أنها معركة لمكافحة الإرهاب.
هكذا هو الصراع في الساحة الاجتماعية والسياسية لاشيء تأتي به الصدفة.
وكما هو دائما لا نصر فيه للعفوية.
على هذه القاعدة تتوالى محطات الانقلاب على الحركة الثورية .
وكما للثورة ديناميكيتها للانقلاب على الثورة ديناميكيته.
فمن تهريب بن على إلى انتخابات 23 أكتوبر 2012 إلى اغتيال شكري بالعيد إلى "مكافحة الإرهاب "
كم أستحضر هنا معان و أطروحات نعوم تشومسكي.
نعم إنها استراتيجية الالهاء .
التحكم بالمجتمعات.
تطويع المضطهدين.
الالهاءات وتشتيت الاهتمام عن المصير والحقوق والمشاكل .
التخويف .
التطويع.
كم أستحضر الأسلحة الصامتة للحروب الهادئة.
كم أستحضر أيضا أن الديكتاتور بن علي حكم 23 سنة بالتخويف بالإرهاب.
استراتيجيا بن علي في الحكم هي نفسها تعود بعد بقاء نظام بن علي رغم 17 ديسمبر الثوري وقوى 17 ديسمبر وهذا موضوع آخر.
ولكن السؤال الأهم هو: لماذا لجأت قوى الانقلاب والآن بالتحديد إلى لعب هذه الورقة ورقة الارهاب؟
جزء من الجواب هو نجاح هذه القوى في تفريغ الساحة من فاعل سياسي قادر على مواجهة الانقلاب على قاعدة مواصلة تنفيذ المهام الثورية وهي فترة قد شارفت على النهاية بعد أن وقع استقطاب كل القوى لمسار"الانتقال الديمقراطي" أي لمخطط الانقلاب أما الجزء الآخر من الجواب فهو التحضير للمرحلة القادمة وأهم ما فيها هو أن يكون حزب النهضة بمثابة منقذ تونس في عيون الناخبين وفي وعيهم. و ضامن أمنهم و أمامهم .
توظيف مكافحة الارهاب هو الورقة التي ستسحب البساط من تحت اقدام كل المزايدين انتخابيا على حزب النهضة وعلى لا ديمقراطيته ولا مدنيته.
حزب النهضة سيكون منقذ تونس من الارهاب لكن ليس هناك من مشكلة في أن يؤسس لنظام ديكتاتوري.
عصا وديكتاتورية النهضة أفضل ربما من عصا وديكتاتورية أنصار القاعدة الارهابيين. هكذا تريد قوى الانقلاب أن تزرع في وعي المواطنين منذ الآن.
إنه حزب النهضة أمام امتحان كذبته التي يتنفس منها:
كذبته أنه حزب يؤمن بالديمقراطية وبالتداول على السلطة وبالدولة المدنية .
إنه حزب ديمقراطي والدليل هاهو يكافح الارهاب والإرهابيين ولا يسمح لهم بأسلمة المجتمع وتأسيس دولة الخلافة وتطبيق الشريعة و الحدود.
حزب النهضة لم يكن بمقدوره خوض هذه المعركة لتبييض رصيده من الفشل بكل هذا النجاح الذي سيأتي لولا مراكز القوى المالية والعسكرية التي تربت في أحضان دولة الديكتاتورية دولة بن علي والتي استمالها وتحالف معها ووضع معها اليد باليد.
من أين جاء هؤلاء الإرهابيون ؟ هل تسللوا للبلاد؟
الجواب بلا ... إنهم صناعة عسكرية بوليسية نهضوية .
تنظيمات عصابات يتدفق عليها المال والسلاح و تشتري الأنصار بالمال وتنشط بطرق نشاط المافيا ممولوها ورعاتها معروفون و الهدف من زرعها معروف وغايات توظيفها في الصراع معروفة ...
ابتكر المشكل ... ثم قدّم الحلول ابتكر معادلة [ ـ المشكل - ردّة الفعل – الحل ] في الأول ابتكر مشكلا لتثير ردّة فعل معيّنة من قبل الشعب ثم مرّر الإجراءات التي تريد. مثلا: ازرع الارهاب وأطلق عنانه أو حتى موّه به حتى يطالب الشعب بقوانين لقمعه على حساب حرّيته ويحولك منقذا. [الفكرة مستوحاة من نعوم تشومسكي]
ثم تقدم للانتخابات..... وستفوز
من المفارقات أن هؤلاء المدعوين ارهابيين اليوم هم أنفسهم من سيكونون غدا في الصفوف الاولى لتحوز النهضة على أغلب الأصوات.
مكافحة الإرهاب ليس فقط مكافحة ارهاب أنصار القاعدة إنه كذلك الارهاب الذي سيأتي من المفقرين والمستغلين والمعدمين ذلك الذي سيأتي من الأغلبية التي ستقاوم .
الاحتجاجات الاعتصامات العصيانات الاضرابات كلها ستدخل تحت طائلة التجريم وستقمعها الدولة.
هكذا يستمر الانقلاب على الحركة الثورية وهكذا تؤسس حركة النهضة لسلطة شمولية وستقترن حملة مكافحة الإرهاب بتمرير الدستور المهزلة وبتحظير القاعدة القانونية للانتخابات القادمة التي ستحصد النهضة والتجمعيون أغلب مقاعدها. وقتها ومن المؤكد أن تسقط فزاعة الارهاب مقابل فزاعة أو فزاعات أخرى سيبتدعونها هذا إذا ما بقيت للحركة الثورية دون تأثير حقيقي في الصراع ولم تفرز الحركة الشعبية ومن داخلها بناءاتها التنظيمية الديمقراطية الثورية وسياساتها الراديكالية المقاومة
ـــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
15 ـ 05 ـ 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة المصرية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية | #عاجل


.. إسرائيل تعرض خطة لإدارة قطاع غزة بالتعاون مع عشائرَ محلية |




.. أصوات ديمقراطية تطالب الرئيس بايدن بالانسحاب من السباق الانت


.. انتهاء مهلة تسجيل أسماء المرشحين للجولة الثانية من الانتخابا




.. إيلي كوهين: الوقت قد حان لتدفيع لبنان الثمن كي تتمكن إسرائيل