الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوسف ليمود ل 24: ستسقط أقنعة الأخوان إلى الأبد أجرى الحوار الشاعر هاني نديم

يوسف ليمود

2013 / 5 / 15
الادب والفن


تشكيلي مصري خرج من صالات العرض وورق جدرانها إلى قاع المدينة، للقهر والجوع، نقل بأعماله واقع الشارع المصري المشغول بيوميات مرهقة ومتعبة. 24 التقى الفنان المصري يوسف ليمود خلال مشاركته الأخيرة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

“كان عليّ أن أبدأ من الصفر بعدما ظننت أني وصلت، والآن، وفي كل مرة، أبدأ من الصفر، ولا أعرف إلى أين”. هكذا يوطئ يوسف ليمود لحوار مختلف.

يشتغل ليمود على الجوع كثيمة أساسية ماذا يعني له الجوع؟

يقول: ” أنجزت عمل تجهيز “خبز” قبل الثورة بعام أو أقل، وكان انبثق في ذهني نتيجة انشغال طويل بتفاصيل منظر الشارع المصري الذي يشكّل الرغيف إحدى مفرداته، حيث يقف الناس في الأحياء الشعبية بالساعات يومياً في طوابير يتعاركون فيها أحياناً من أجل الحصول على بضعة أرغفة لا تُرمي حتى لكلبٍ في دولة تحترم مواطنيها. هذه الدرجة من العوز والتي لا تتعدى فيها أحلامُ الناس احتياجاتهم الأساسية، تعكس شيئاً أكبر من فكرة جوع المعدة ألا وهو سلْب الوعي الذي يميز الإنسان عن باقي الدواب. لقد نجح النظام السابق في تغييب الوعي العام إلى درجة حصر الجوع الإنساني للحب وللحلم وللعلم وللتقدم والارتقاء عموماً، في درجة حيوانية من جوع الأحشاء. الجوع مؤشر لاستلاب آدمية الفرد”.

ثورة.. خبز.. ثورة

على ذكر الثورة المصرية هل أتت حقاً أُكلها؟

يوضح ليمود ذلك قائلاً: “في بدايتها وحتى إسقاط النظام، كانت الثورة المصرية إبداعاً جماعياً أشبه بالمعجزة، ثم بدأ التآمر على تلك الطاقة المبدعة حتى جيء إلى الحكم بمن يكرهون الإبداع لأنهم عاجزون عن الإبداع. هذه الجماعة الكارثية المتأسلمة هي نتاج طبيعي لعقود طويلة من الجهل والفساد وتغييب الذات ووقوعها في براثن المتاجرين بالدين”.

ويضيف: “رغم كل الكوارث التي تسببوا فيها حتى الآن والفجائع المتوقعة، أشعر بالارتياح لفكرة اعتلائهم السلطة وتجريب الناس لإدارتهم الفاشلة وكذبهم حتى تسقط أقنعتهم مرة وإلى الأبد”.

تتصل أعمال يوسف ليمود بالشارع بشكل مباشر كعمله الذي اتكأ على “موقعة الجمل”، ما الذي يريده من تلك الأعمال؟

يجيب ليمود: “كنت محظوظاً بتواجدي في مصر قبل الثورة ومشاركتي فيها منذ أول أيامها. كنت أتردد على ميدان التحرير يومياً طوال الثمانية عشر يوماً إذ كنت أسكن في منطقة عابدين القريبة من الميدان، وكانت الشوارع المؤدية إليه مليئة بالطوب والحجارة التي استخدمت في موقعة الجمل. وحين طُلبت مني المشاركة بعملٍ في معرض عن الثورة، وكنا ما زلنا في غمرة الفرح بسقوط النظام، ترددت كثيراً وفكرت أنه لم يمر الوقت الكافي للاشتغال على موضوع لم تتضح أبعاده بعد، وهنا بالضبط لمعت الفكرة في رأسي. أقصد فكرة اللا وضوح التي تغلف الموضوع. فأخذتُ الرمز الذي كان مازال طازجا “الحجارة” وأقمت منها هرماً صغيراً في ركن الغرفة لا يُرى من سطوحه الأربعة المفترضة إلا سطحاً واحداً. أما الركن فيستدعي فكرة الإهمال والتجاهل، وهو ما كانت تتعرض له الثورة بالفعل في كواليسها من خلال مؤامرات وصفقات المجلس العسكري الذي كان يحكم البلد وقتذاك”.

وهم “أدلجة” الفن

يقول ليمود: “لا محدودية الوسائط والخامات التي يتيحها التناول المعاصر للفن فتحت الأبواب على مصاريعها للاشتغال على كل الموضوعات المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالسياسة وقضايا المجتمع والاقتراب منها. أعتقد أن حساسية البعض من تناول الفن موضوعات مثل الفقر والجوع ناتج عن الثقب الأسود الذي تركته تجربة فنون الواقعية الاشتراكية في روسيا الشيوعية. أين هي من سلم الإبداع اليوم؟ عموماً أرى أن عصر الأيديولوجيات في الفن قد انتهى، تلك التي لم تكن سوى تضييق لأفق التعبير الفني وحصر للمعنى. من ناحية أخرى، منذ دخلت فكرة “المفهوم” على العمل الفني، اشتبك الفن مع كل ما يحيط به من تفاصيل، كبيرة كانت أم تافهة، وتغير، بالتوازي مع ذلك، مفهوم أو معنى “الجميل”، فصار القبيح موضوعاً جمالياً، أو موضوعاً فنياً بمعنى أدق. وهنا فرصة لأعود إلى لوحة “الكورس الشعبي” للفنان المصري عبد الهادي الجزار التي رسمها سنة 1948، التي اشتغلتُ عليها في عملي الفراغي “خبز”. هذه اللوحة الصغيرة، في ظني أنها من أقوى ما أنتجه الفن المصري الحديث، ولكن لم يكن هذا هو سبب اشتغالي عليها، بل إن فكرة إضفائي بعدا تاريخيا في عملي كانت هي السبب، فاختياري نفس شخوص تلك اللوحة، التعساء المتسولين، والذين سجّل بهم الجزار صورةَ الشعب المصري في زمنه، استخدامي إياهم في عمل فني يتناول ذلك الواقع نفسه اليوم، لهو تأكيد على حقيقة أن شيئا لم يتغير في المنظر، منذ ستين عاماً”.

بين الشعر والتشكيل

يكتب ليمود الشعر إضافة إلى التشكيل، ما مدى صلة الشعر بالتشكيل، هل النص لوحة موازية أم مساندة لعمل ليمود؟

يجيب: “اللغة وسيط أتعامل معه تعاملي مع أي وسيط فني آخر. والحسابات الرياضية التي أبني بها النص الأدبي هي الحسابات نفسها التي تحكم نصوصي البصرية. الرياضة الداخلية في عملي هي عنصر أساسي، وتكاد، بالبلدي، تكون “سر الصنعة”. في النصوص التي اشتغل فيها على عمل فني ما، أجدني، بشكل تلقائي، أحاول خلق معادل لغوي للعمل الذي أتناوله. أما النصوص التي تأتي بشكل فجائي أو تلك التي لا همّ فيها إلا ذاتها، فتقريبا تكتب هي نفسَها، تماما كما اللوحات، ترسم نفسها، بينما أنا كمن يتفرج”.

يرى يوسف ليمود التشكيل المصري اليوم “مشدوداً بين التقليدي والمعاصر. الأول يمثله أولئك الذين تجمدوا عند معطيات وقيم الفن الحديث بصيغته المصرية، والأخير، من شباب الفنانين الصاعد المنجذبين إلى الأداء المعاصر على تعدده، غير ملتفتين إلى الممارسات التقليدية لأسباب عدة لا يتسع المجال هنا لذكرها، وأعتقد أن كثيراً من هؤلاء الأخيرين يتابعون ما يحدث دولياً في عالم الفن بل إن بعضهم يشكل جزءاً من المشهد العالمي. في المقابل ينظر التقليديون بعين الريبة إلى تلك الأشكال والممارسات المعاصرة ويكادون يعيشون في زمن وعالم آخرين”.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: تكريمي من الرئيس السيسي عن


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: نفسي ألعب دور فتاة




.. كل يوم - دوري في جمال الحريم تعب أعصابي .. والمخرجة قعدتلي ع


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: بنتي اتعرض عليها ب




.. كل يوم-دينا فؤاد لخالد أبو بكر: أنا ست مصرية عندي بنت-ومش تح