الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العادي والزائل

نصيف الناصري

2013 / 5 / 16
الادب والفن


حروبنا المعتدلة ....

أضحية مشؤومة نقدّمها الى آلهتنا في الأصائل ، وكلّ قربان نغطسه في بئر
السهام ، يمزّق المرتجى وينطفىء الموقد . اسراع شيوخنا في العودة من فراغ
ماضيهم الذي تنوء بحمله أيّامهم ، فعل يثقبه تبرّمهم من الأشياء التي يرقّصون
فيها وصيفات أكفانهم ، والقربان الذي يحترق في المركب المطلسم للصلاة بعيداً
عن ذويه ، يهبنا المرآة التي نرى فيها حمقنا المتواشج مع اعتقاداتنا في الآلهة
المتجهّمة . الانسان صورة الله . يقتل ويزني ويشحذ ويخنق الأطفال ويدمّر كلّ
ما هو جميل ومقدّس في العالم ، وهو في أفعاله ليس خائناً لصورته . إيذاء طويل
للطبيعة والتاريخ ليس بميسورنا التخلَّي عنه ، وفي امتلاكنا لقوّة مضادة للخيّر ،
نواري المعرفة الرماد ، وكلّ ما يصمد في فطرته الأولى ، نطمره في المستنقع
الذي نحيا فيه . معابد كثيرة هدَّمناها في حروبنا المعتدلة مع بني جنسنا ، وشرّدنا
الآلهة في الريح ونفخنا وراءها قتلى تضرّعاتنا . زمر ضارية يصرعها فزعها من
الفناء ، وفي ثأرها من مصائرها المحجوزة في الرماد ، تضيِّق قشور القمح على
نفسها وتكفر بالخلاص المُصان من عدم تحقيق الوعد .





العادي والزائل ...





نرمَّم معهم في شقاء طويل عظام غرقاهم ، ونؤالف بين الحاضر والماضي .
أيّام مفكوكة نسلّم فيها السأم ملح أحلامنا ، وتتعاطف معنا انشادات الغرقى في
استئناسهم لبعدهم عن الكمال . شعائر مفسوخة عن ايماننا نقوم بها من أجل
تهدئة روح الغائب ، وفي ايقادنا النار على الشواطىء بانتظار إشارة ما ،
نختزل الكثير من أفياء الصيف وندفن فيها العادي والزائل . كلّ قبر أسيئت
فيه كرامة الميت ، نزدريه ونستغني عنه وننقل الكافر الى روضة يحرَّم الطير
فيها على نفسه أذية الشرير .




برفقة الملائكة ...

ذهب مشدود الى الشمس في سباخهم ، يهلكون أنفسهم في عطشهم اليه ، وفي
غرفنا له برفقة الملائكة ، نحيِّر الأغنياء منهم والجماعات الغريبة التي
تصاهرهم . قابلية على مقاومة ما يتخفَّى في اتحاده بذاته ، تعلَّمناها في نومنا
بأريج نعناع أحلامنا ، وخبرة ورعة وصارمة نلطّف فيها ملل النيران . زوابع
عظيمة هدَّمت عصي الأدلاء في البراري ، وفي تخفَّينا منها بحظائر النجوم ،
نتظاهر بتوقيرنا لما يستل سيفه ويجهز على نشور الموتى .

رهوننا المتعسّفة ...


تحفَّزنا كراهية مخزية وانحرافات ، تؤرقنا في مرورنا بأبنيتهم التي يؤدب
فيها اللوطيون رغباتهم . النبي الملاَّح في انتظاره للطوفان وملازمته لرمد
العالم ، استثنى في قائمة من يركب معه كلّ رجل ينام البعوض في بخار
آباطه . مضايقة الوردة في بيتها الحزين وإحاطتها بالعوائق ، يلزمنا أن
نتحمَّل رهوننا المتعسّفة ونتخلَّى عن عهودنا مع الطغمة التي تثيرها
الخطيئة ، وللذود عن الكثبان التي ندفن فيها الموتى وإبعاد الغير من تسخيرها
لعنادهم وآثامهم الشائخة ، يتقدَّمنا رؤساء العشائر ويهيلون الرماح عليهم في
إنشاد مرفوع الى النظام المتناغم في الطبيعة .



العمل الصالح ...


إتاوة كبيرة ندفعها لكهنة معابدنا في إجلالنا لهم وهم يحرسون الفضيلة في
سعيهم لنيل الشهرة وسلبهم الله كلّ ما يملك . اسقاط الآبار على أرضنا
الدهماء في القيظ ، عادة وراثية زكَّتنا فيها الطبيعة منذ الأزل ، لكنَّ هؤلاء
السفِلة ينسبونها لأنفسهم ويزيحون الثمرة عن صلاتهم المقفلة . مضمار
طويل نسابقهم فيه الى العمل الصالح ، وهم يعانون الكرْب من امتلاكهم
للغيرة والحقد علينا في تنحّي الله لنا لنعبر تحت غفرانه ورحمته العظيمة .


ما يشين آدميتنا ...


اتزان عظيم نظهره للضالعين في إلحاق الضرر بنا ، وحياتنا محرومة من
النسمة الضئيلة للاحسان . في توخّيهم الحذر منّا ونحن نُوقّرهم في تقوانا
ونفاقنا ، يقتصدون في زمنهم بالمرحاض ، ويرمون صوبنا أشياء مضادّة
لما آمّنا به . تَمثّل الكرامة ومضاعفة ما يشين آدميتنا في خنوعنا للطغاة ،
نواتج رذائلنا التي تعاقبت من سلالة الى سلالة ، وفي إمالتنا لأنفسنا على
المزالق الخطرة للإيمان في المفازة ، نتشابه مع أولئك الذين خلَّدتهم إهانتهم
لعدل حياتهم .


15 / 5 / 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع