الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكتل الصغيرة ؟!

حسين رشيد

2013 / 5 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


1
بالرغم من ان التعديل الاخير، في قانون الانتخابات، لايلبي الطموح والرغبة في وجود تنافس ديمقراطي حقيقي. الا انه اهون بعض الشيء، في عدم اللعب باصوات الناخبين او سرقتها تحت يافظة الشرعية القانونية. وهذا ما حصل في انتخابات ماضية وعلى وجه الخصوص انتخابات مجالس المحافظات ومجلس النواب السابقة. اذ هدرت الالف الاصوات وذهبت لغير مستحقيها، اي "الكتل الكبيرة" المتنفذة. الامر الذي سبب خيبة امل عند الكثير من الناخبين، وربما يكون من اسباب عزوف البعض منهم في الانتخابات الحالية، لعدم وصل فكرة التعديل اليه او لعدم علمه بالتعديل الاخير على قانون الانتخابات.
قبل ايام نشرت صحيفة يومية عراقية، تفسيرا وتوضيحا، لبعض ما جاء بالتعديل على قانون الانتخابات، مع شرح كيفية حساب الاصوات، وتقسيمها على الحاصل العام وعدد مقاعد كل محافظة، وسعر كل مقعد وفق مجموع ما حصلت عليها القائمة الخ من امور تخص التعديل. الا انها اي الصحيفية بينت من خلال الشرح ان هذا التعديل اعطى المجال للكتل والاحزاب الصغيرة من الحصول على مقعد او مقعدين، الامر الذي سيسبب ارباكا في عمل المجالس وصعوبة في التوصل الى اتفاق في الكثير من القضايا، حسب قول وشرح الصحيفة. والذي يبدو ان سياسية الصحيفة تريد بقاء الحال على ما هو عليه والاقتصار على كتلة او اثنين او ثلاثة، حتى لو كان على حساب اصوات مئات الالف الاخرى من التاخبين. وهي بذلك تلوي عنق الديمقراطية والتغيير السياسي او التحرير مثلما اسمته تلك الصحيفة في ذكراه العاشرة.
2
وبعد الاعلان الاولي لنتائج انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة، ومن على فضائية منتمية لجهة اصدار الصحيفة المذكورة انفا، وفي ذات الشان خرج لنا محلل سياسي، وصف "الكتل الصغيرة" حسب تعبيره بالبرغماتية، ولا ادري كيف توصل هذا المحلل الصميدع وبفترة قياسية الى هذا الراي القاطع، وعلى اي اسس بناه او استنتجه، والحال يقول ان هناك نتائج اخرى، ربما تحصل به "الكتل الصغيرة" الغير متنفذة على مقاعد اضافية اكثر، وقد تتمكن من التحالف في ما بينها وتشكيل كتلة لا تقل حجما وتاثيرا عن "الكتل الكبيرة" المتنفذة الفائزة. وقد تصبح هي بيضة القبان وتمسك زمام الامور في ظل التقاطعات والتجاذبات والاختلافات بين الكتل "الكبيرة الفائزة" المتنفذة. وهذا من يعمل به في الكثير من الدول الديمقراطية الحقيقية.
لكن السوال الذي يطرح نفسه لماذا هذا الخوف والتخوف من صعود تيارات واحزاب ودماء جديدة الى ادارة المحافظات ومجالسها، ولماذا هذا العداء الكبير لها حتى قبل ان تمارس عملها. هي لم تاخذ من اصوات غيرها مثلما فعلوا هم أي "الكتل الكبيرة" المتنفذة، ولم تحتال على الناخب، وتهب الهدايا والعطايا، ولم تمنح الاصوات اسعار تباينت من 1000 الالف دينار في اطراف العاصمة والمحافظات، الى 50 الف دينار في مناطق اكثر قربا من مراكز المدن، وهكذا صعودا الى توزيع اجهزة ايباد وحواسيب وهواتف ذكية، وهي لم تعلق اعلانات ويافظة انتخابية باحجام كبيرة ملئت به شوارع وارصفة وبنايات المدن والمقابر والمعامل والقرى والارياف، واملتهم بوعود ستذهب ادراج الرياح مع اول اجتماع لمجلس المحافظة؟ ولم تستغل منصب اداري او مال عام في حملته الانتخابية، ولم ولم ولم؟.

3
النتائج الاولية اعلنت عن وصول او حصول قوى ديمقراطية مدنية على مقاعد عدة في بعض المحافظات، بواقع مقعد او مقعدين، ورغم ذلك، الا ان صوت او صوتين بمكانهما سحب العديد من الاصوات الاخرى بجانبهم من خلال طرحهم الرؤى الموضوعية ومعالجة الاموار وفق منظور وطني. وكان من المكن ان تزداد مقاعد هذه القوى لو كانت المشاركة اكبر في الانتخابات لكن وحسب ما علنته المفوضية العليا للانتخابات ان المشاركة بلغت 50 بالمائة، وهو رقم غير دقيق قياسا الى ما اعلنته منظمتا تموز وشمس والبالغ 46 بالمائة. وهذا يعني ان هناك 6 ملايين ناخب يحق لهم الاقتراع لم يذهبوا، واعتقد ان نسبة كبيرة منهم يأست من التغيير، ونسبة اخرى ابت ان لا يسرق صوتها او يعطي لمن لاتريد له الفوز او العودة. مع وجود نسبة ليست بالقليلة لم تجد اسماءها ضمن سجل الناخبين وهذا ما تتحمله المفوضية، بالاضافة الى الاجراءات الامنية المتشدة جدا، والتي حالت دون وصول اعداد كبيرة ممن يحق لهم المشاركة الى مراكز الاقتراع كل هذا الاموار واخرى اكلت من جرف القوى الديمقراطية والمدينة التي عانت من قانون الانتخابات قبل التعديل.
ولو عدنا الى عدد الاصوات التي حصلت عليها هذه القوى قبل تحالفه لوجدنا ان هناك فرقا كبيرا في عدد الاصوات مجتمعة، وهنا اذكر تصريحا لاحد قادة قوى التيار الديمقراطي الحالي ان هناك اكثر من 900 الف صوت شتت وهدر وذهب الى "الكتل الكبيرة" المتنفذة بفعل قانون الانتخابات قبل التعديل. واظن ان النصيب الاكبر من هذه الاصوات لقوى التيار الديمقراطي. الشيء الاخر الذي حصل في هذه الانتخابات ان هناك قوائم محلية فازت في بعض المحافظات على حساب "الكتل الكبيرة" المتنفذة وهي خطوة مهمة لزحزحة الكتل المتنفذة وتفكيكها عبر وصول احزاب وتيارات جديدة للعمل في مجالس المحافظات.
والذي يبدو ان هذا الامر لا يعجب ولا يرضي بعض الكتل المتنفذة، وهذا ما بان من خلال شرح وتفسير الصحيفة وتقرير الفضائية واللذان يبثان ويمولان من مالنا؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ولي العهد السعودي بحث مع سوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعا


.. سوليفان يبحث في تل أبيب تطورات الحرب في غزة ومواقف حكومة نتن




.. تسيير سفن مساعدات من لارنكا إلى غزة بعد تدشين الرصيف الأميرك


.. تقدم- و -حركة تحرير السودان- توقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب




.. حدة الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وغانتس يهدد