الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الاعدقاء- ومبادرة -وطن واحد-..

محمود جابر

2013 / 5 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


الاعدقاء ومبادرة " وطن واحد"

حين ادرت مؤشر التلفاز اليوم وانا اشاهد مؤتمر حزب "البناء والتنمية" الذراع السياسى للجماعة الاسلامية والمذاع على الهواء مباشرة بعنوان " وطن واحد وعيش ومستقبل مشترك "، تذكرت ابيات من شعر أحمد مطر وهو يقول :
قاعدة عند ولاة الامر عندنا اصبحت قاعدة// كلهم يسبو أمريكا وأمريكا قاعدة // فإذا ما قعدوا // قامت أمريكا لتبنى قاعدة .
وعلاقة المؤتمر بابيات الشعر علاقة عضوية، فالجماعة الاسلامية التى بثت الرعب والخوف فى نفوس المصريين مسلمين ومسيحيين وغيرهم، فالجماعة التى تلطخت يدها بدماء الابرياء والتى لم تقدم أى دليل على تراجعها عن فكرها، وارجو ان لا يحيلنا أحد الى ما الى تللك التخرصات المسماه " مبادرات نبذ العنف" او " المراجعات الفكرية"، فهى تشبه ما قاله المبدع صلاح جاهين فى اوبريت الليلة الكبيرة " تدخل يمينك وشمالك شارعين وفى التالت تكسر// على اليمين واخد بالك // وتمشى على طول تتمخطر// تفضل كذا تمشى وتدب وتخش من مطرح ماطلعت....
فحزب الجماعة الاسلامية ورئيس مكتبها السياسى صاح التاريخ الكبير فى القتل والتكفير، خرج – الله ينور عليه – ليقول للمجتمع والناس إن المسيحيين بجميع طوائفهم اخواننا فى الوطن والعيش المشترك، وأن جماعة حزب الجماعة تبحث عن حلول لمشكلة ازمة " المواطنة" وهو التعبير الذى لم يرد فى كلام " الزمر"، فالعيش المشترك شىء والمواطنة شىء اخر، فهم يؤمنون بعيش مشترك، واعتقد انه يقصد بـ "العيش" المشترك " الخبز" الذى سوف يحصل عليه المسيحى من نفس خبز المصرى وهذا غاية الكرم.
وما يجعلنى اتشكك فى تلك المبادرة وارجعها الى عناية امريكا وجناب البيت الابيض مجموعة من الامور :
الاول- أن الحزب مايزال منبثق عن ما تسمى الجماعة الاسلامية والجماعة الاسلامية تقدم نفسها بانها بديل عن المجتمع وانها تفرض نمطا اجتماعيا وسياسيا على المجتمع بالقوة "أمس" و" بالساسة اليوم"، نظرا لطبيعة المرحلة .
الثانى : أن الجماعة التى كانت وماتزال صناعة للنظام الاقليمى والدولى وعلى رأسها امريكا تجرى حوارات مع الامريكان حتى تكون هى البديل السياسى لامها الكبيرة جماعة الاخوان المسلمين ولهذا جاءت المبادرة فجأة ودون مقدمات حوارية او نقاشية .
الثالث: أن الاخ " الزمر" الذى طالب بالامس للتصدي للمد الشيعي في العالم الإسلامي وليس مصر فحسب, مشيرا إلى ان المذهب السني يقوم على أسس قوية وليس مثل دين الشيعة الذي يشبه الأساطير.
فهل " الزمر" الذى يرفض ويكفر المختلفين معه مذهبيا وهم يشهدون أن لا اله الا الله وان محمد رسول الله، هل سيقبل المختلفين معه عقائديا "كده من غير مناسبة"، ولكن المناسبة هنا هى طلبات وشروط الامريكان، وبعد الوصول للحكم يحلها ربنا.
الحاصل والشاهد أن الاعدقاء من السلفيين والجماعة الاسلامية والاخوان فى حالة حرب باردة حامية الوطيس يمكن ان يكونوا شركاء فى الحكومة المتعاقبة بفعل " الغرام والانتقام"، ويمكن ان ينتقلب الى "غرام الافاعى ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على تفاصيل كمين جباليا الذي أعلنت القسام فيه عن قتل وأس


.. قراءة عسكرية.. منظمة إسرائيلية تكشف عن أن عدد جرحى الاحتلال




.. المتحدث العسكري باسم أنصار الله: العمليات حققت أهدافها وكانت


.. ماذا تعرف عن طائرة -هرميس 900- التي أعلن حزب الله إسقاطها




.. استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة محلية الصنع في مخيم بلاطة