الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقف الطلاب من تدريس مادة حقوق الانسان

محمد ثامر

2013 / 5 / 16
حقوق الانسان


موقف الطلاب والهيئات التدريسية والتدريسيون
من مادتي حقوق الانسان والديمقراطية
د. محمد ثامر
رئيس لجنة حقوق الانسان – جامعة ذي قار.


ينظر معظم الطلاب في الكليات غير المختصة نظرة غير مسئولة لمادتي حقوق الإنسان والديمقراطية ويشبهها الكثير منهم بمادة الثقافة القومية في العهد السابق خصوصا في الكليات والأقسام العلمية ، وقد يبدو الطالب محقا وهو يقارن بين مادة أساسية تشكل صلب الاختصاص بالنسبة له وبين مادة حقوق الإنسان والديمقراطية ولكن هذه النظرة وأن كانت في ظاهرها صحيحة ألا أنها في الجوهر خاطئة لسببين أثنين : ـ
1 ـ أن هذا الطالب في المستقبل أما أن يكون مسؤولا أو تحت المسؤولية وهو في كلا الحالتين عليه أن يراعي حقوق من يسأل عنهم إذا كان مسؤولا وعليه أن يطالب بحقوقه إذا كان من الرعية .
2 ـ أن هذا الطالب وقبل أن يكون طالبا ومهندسا ودكتورا فهو إنسان وإذا شأت الامور أن يفقد أي صفة من هذه الصفات فأن الصفة اللصيقة به هي أنه إنسان .
ومن جهة اخرى فقد يكون الطالب محقا مرة اخرى إذا أن كثيرا ما نواجهه ونحن نعطي محاضرات في حقوق الإنسان بالسؤال التالي . . أين هي حقوق الإنسان ؟ لقد . . . ثم يبدأ الطالب بذكر انتهاكات لحقوق الإنسان خارج نطاق الجامعة أو داخلها . . ملخص الفكرة أن حداثة فكرة حقوق الإنسان في المجتمع العراقي والعربي عموما تغلغلت إلى الجامعة أما برفض الفكرة والامتناع عنها بشكل كلي وباستدراجها نحو تطبيقات لا ينبغي لها أن تطبق فيها وفق مصلحة ومنهجية وأيدلوجية من يتبناها .
اما عن موقف الهيئة التدريسية في القسم غير المختص أو الكلية غير المختصة من المادة ( التدريسيون والإدارة ) .
لايختلف الأمر في شئ فالتدريسيون في الأقسام غير الاختصاص يحاولون قدر الإمكان التجاوز على الساعات المخصصة للمادة أما عن طريق ألمظي قدما في محاضرتهم وتجاوز محاضرة حقوق الإنسان التي تلي محاضرتهم أو ترتيب جدولهم على أساس تعويض الطالب إذا حصل تأخير في أي من المواد الأساسية من الساعات المقررة لمادة حقوق الإنسان وأتذكر يوم كنت أدرس المادة في كلية علمية وانتهت محاضرة الأستاذ ولم يخلي القاعة فبادرت إلى دخول القاعة حسب الوقت المحدد في الجدول ومسحت البيانات و الجداول والأرقام المكتوبة فاستشاط التدريسي غضبا واشتكاني إلى رئيس القسم والعميد وكنت أظن أنهما سيقفان معي ضد هذا التدريسي الذي تجاوز الوقت المحدد له وتجاوز على الساعة المخصصة لحقوق الإنسان ولكنهما بدلا من ذلك وقفا إلى جانبه متذرعين بالعذر الأساسي وهو أنها مادة ثانوية وأن مادة الأستاذ مادة أساسية ولا أدري ما هو المعيار لنحدد ما هو أساسي وثانوني من المواد .

اما عن موقف الأستاذ المنتدب لتدريس هذه المادة .

فيعاني هذا الأستاذ من صعوبات جمة في تدريس هذه المادة خصوصا إذا كان منتدب من كلية أخرى كما جرت عليه العادة والذي في الغالب يكون منتدب من كليات القانون أو السياسية أو من قسم التاريخ في كليتي الآداب والتربية . وعلى كل حال يمكن إجمال هذه الصعوبات بنقطتين : ـ
1 ـ صعوبات علمية قلة الثقافة التخصصية في مادة حقوق الإنسان وعدم توفر المؤثرات والندوات والمشاركات الداخلية والخارجية وانعدام الترابط والتلاقح بين الجامعية والوزارة ككل والمؤسسات المدنية والحكومية المعينة بحقوق الإنسان التي يمكن أن تقوم بزيادة وعي التدريسيين وتخلق لديه مهنية عالية يستطيع أن يوظفها في مجال تدرس حقوق الإنسان .

2 ـ صعوبات مادية تتعلق بالقيمة النقدية للمحاضرة الملقاة والتي لاتتجاوز 000 / 1 ـ 00 5 / 1 وهي لاتناسب التعب الذي يبذله التدريسي وأحيانا لا تكفي لسد مصاريف تنقله من مقر عمله إلى المكان المنتدب للتدريس فيه الأمر الذي يؤدي إلى أما الى الاستمرار بتضحية عالية ومثالية أو العزوف عن تدريس هذه المادة .
ناهيك عن أن التدريسي المنتدب سوف لن يحظى بما يحظى به التدريسي من هيبة واحترام وتقدير من قبل الطلبة الأمر الذي يتطلب عليه بذل مزيد من الجهد للتعرف إلى عينة جديدة يجهلها تماما .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على أبرز ردود الفعل على مجزرة مدرسة الأونروا بمخيم النص


.. 40 قتيلا من النازحين بغارة إسرائيلية على مدرسة لـ-الأونروا-




.. -يونيسف- تحذر من كارثة ضد أطفال غزة: 90% منهم يواجهون مجاعة


.. الأمين العام للأمم المتحدة يدعو لتجنب ما وصفه بالجحيم المناخ




.. تفاعلكم | أغرب اعتقال لمعارض في إيران