الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تظلموا جبهة النصرة

احمد عسيلي

2013 / 5 / 16
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


رغم الكثير من الحسنات التي لا يمكن ان ننكرها للفيسبوك الا ان ميزة الشير و الكوبي ربما غطت على بعض هذه الحسنات....فلا تجد صورة ما او مقطعا ما يضعها على صفحته احد المشاهير فيسبوكيا حتى تجد المئات من الليكات و الشير و الكوبي لما يقوله دون اي تأمل او تفكير...و تتالى بعدها موجات ضخمة ببغائية لما قاله هذا المشهور الفسيبوكي دون اي تقدير للاثر السلبي الذي يلحقه كل شخص بما ينقله على العميان
و ربما يكون مشهد اعدام ثلاثة من ضباط الجيش في الرقة على ايدي عناصر جبهة النصرة دليل على ذلك
فأولا و قبل كل شيئ اعلن انني ارفض هذا الشكل من الاجراء تماما لان الحق و العدالة لا تسمح القيام بذلك الا بعد حكم قضائي يسمح به لهؤلاء في الدفاع عن انفسهم...لكني بالمقابل لا ارى اي مبرر لمقارنة ما فعله اتباع جبهة النصرة بسلوكيات النظام او جرائمه و ذلك للاسباب التالية
1- رغم شناعة المنظر لكننا نلاحظ وجود طقوس لهذه العملية تحترم ارواح هؤلاء البشر...فثمة شخص يتلوا بيان يبرر به هذه الحق في هذا الفعل..و الاشخاص الذين تم اعدامهم عيونهم معصوبة و ذلك بهدف عدم التعرف عليهم بشكل كامل احتراما لذويهم و من اجل عدم السماح برؤية الخوف و الفزع الذي يمكن ان يكون قد ارتسم على وجوههم...و بالتالي العملية ليست بهدف الانتقام او التشفي...
2- احد هؤلاء الثلاثة قدمه وضع عليها الجبس و بالتأكيد لا يوجد ضابط في المعركة برجل مجبسة و انما تم وضع الجبس عليها لاحقا..اي انه تم مداواته و من ثم تنفيذ حكم الاعدام فيه و هو ما يتماشى مع تعاليم الاسلام الذين يتمسكون به....و هذا يعني ان هناك مجموعة قواعد و اصول يتعاملون بها......اي ان هناك اشخاص لديهم خبرة في اصول المحاكمات الاسلامية قد التزموا او اجبروا اعضائهم على الالتزام بها
ربما تكون هذه الاصول و الاليات متخلفة بالنسبة لنا لكنها تحظى باحترام بالنسبة لهم و احترام يتماشى مع احترامهم و تقديسهم لحق الحياة....و لم يلتفت لهذا الجزئية حسب علمي الا صفحة تنسيقية دمشق....ربما لان المشرفون على هذه الصفحة لديهم علم و خبرة بطرق تفكير المجموعات الجهادية المتشددة......و الذي لا يملكه معظم مثقفيننا العلمانيين للاسف
3- اذا ما اجرينا مقارنة بين هذا المقطع بالمقاطع التي يقوم بها الشبيحة بالاعدامات الميدانية او بحلقات التعذيب للضحايا..نجد ان هناك فرقا شاسعا لطرق التفكر و الاحترام للروح الانسانية.....فلا بيانات تقرء لتوضح سبب هذا الاعدام..و لا عيون معصوبة و لا اي شكل من الطقوس التي تدل على رهبة الموقف....بل ان الكثير من المقاطع التي صورها الشبيحة انفسهم تظهرهم و هم يسخرون من الضحايا و ينكلون بهم ويتعمدون التشفي بهم....و لا يحاولون ابدا اخفاء معالم هؤلاء حفاظا على مشاعر اهاليهم....بل ربما ادرك حجم السخرية الذي ينتاب البعض من مجرد قراءة هذه الكلمات كمشاعر الاحترام او الخصوصية حيت يتعلق الموضوع بالشبيحة.....و هذا يدل على انه لا يوجد ابدا اي وجه للمقارنة بين سلوك نظام بشار الاسد و بين سلوك جبهة النصرة
4- دلل البعض على وجود طائفية لدى جبهة النصرة من خلال استخدامهم لمصطلح النصيرية في المقطعو ان هذه الكلمة دليل استهزاء بالطائفة العلوية التي ينتسب لها الضباط الثلاثة......و هذا امر ابعد ما يكون عن الواقع......فكلمة نصيرية جاء استخدامها حصرا لانها الكلمة المتواجدة في ادبيات الفكر الديني التراثي عن هذه الطائفة...و هي الكلمة التي كانت مستخدمة حتى الربع الاول من القرن العشرين من قبل ابناء الطائفة انفسهم.....و لأن الفكر الجهادي بمعظمه لغة و مضمون و طرق حياة و تفكير مستمد من تعاليم رجال دين عاشوا قبل هذه الحقبة فان استخدامهم لتلك اللفظة جاءت متوافقة مع اللغة الشائعة التي يستمدون افكارهم منها....دون اي هدف للاهانة او السخرية.....وربما يدل على ذلك انهم لم يلحقوا بهذا الاسم اي لفظ اخر كما تعودنا ان نسمع من فيديوهات الشبيحة من كلمات نابية طائفية او مناطقية او مسبات شخصية للضحايا
5- لاحظنا بالمقطع انه لم يتم تصوير اجواء العملية لا من حيث التجهيز للاجراءات و لا من حيث وضع جثث الضحايا بعدها....وما تم تصويره هو فقط فترة قراءة البيان و تنفيذ الحكم....فالهدف ليس الترويع او الاهانة لهؤلاء و لا نشر الفزع في قلوب الناس بل فقط تصوير العملية كاجراء قضائي و تم اطلاق النار عليهم بطلقة الرحمة المميتة فورا كي لا يتعرض هؤلاء للالم...اي لم يكن هناك اي نية في تعذيبهم باللحظات الاخيرة لحياتهم......
و بالنهاية ربما يكون هذا العمل مدان لانهم حسب الاتفاقيات الدولية يعتبرون اسرى حرب و لهم حقوق على الجهة المنتصرة و ليس لجبهة النصرة الحق الشرعي في مقاضاتهم بل عليهم الانتظار لجهة مخولة قانونيا القيام بهذه المهمة......لكنها للاسف الحالة السورية المليئة بالفوضى و انشتار حالة التسيب...و ايضا لان هاؤلاء الناس لا يعترفون بكل تلك المواثيق و المعاهدات الدولية.....و من هنا يمكن ان ينشأ الخلاف معهم لاحقا....لكن متى كان النظام ايضا يعترف بتلك المواثيق؟
اذن نحن كسوريين اصبحنا امام حالتين....كلتاهما يشتركان بعدم احترام المواثيق و الاعراف الدولية لكن احدهم يستمد فكره و سلوكه من تفسيرات للاسلام بشكلها المتشدد و الاخر ليس لديه اي قيم او فكر او اخلاق يستند اليها......و رغم اني لا اؤيد اي منهم.....لكن ايهم اولى بالاحترام و التقدير و ايهم ادعى للاحتقار ؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل


.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو




.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي