الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انا في محنة 1

نصيرة أحمد

2013 / 5 / 17
الادب والفن


أنا في محنة ...نعم ..هل أدرك هذا ...انا في محنة ..كلماتي تنفلت مني على رصيف الوزارة الرمادي ..زهور وردية يافعة ..الدفلى التي تشامخ طولي وترتفع عني بضعة سنتمترات ...انا في محنة ...نعم ...هل أدرك هذا ..برد شفيفٌ يعابث خدي ,وثرثرات قديمة تتسلل من سياج البيت الاثرى في المكان الحبيب ..ورد جهنميّ اتعثّر به فيسيل دمع احمر تحت الحذاء الانيق ...دمعي اسود على الخد البارد ...أنا في محنة ..أنا في محنة ...من يقولها لي ...هل تدركُ هذا ..؟ ..قلبي خطّ ساخن بين الرصيف والرصيف المعبق بذكريات بغدادية ...ليتك تدرك هذا... أنا في محنة ...نعم ...انا...أشتعل ببؤس اليتم الهمجي في بلدي .تركته على الرصيف المقابل يهذي بمحنته ..لكنه لم يتعرف على الاجزاء التي تبعثرت مني لحظتها ..كتمت صرخة وبكاء من زمن البلاهة العثمانية ينحدر من سهول رانية ..نحو ارض السواد..تتناثر القطع السود خلفي ..مات ..مات ..انتقل الى ...رحل اى ...مضى الى .....أنا في محنة ...نعم من يصدّق هذا ...؟ هل يتراءى لك القلب الشفيف يتلوى تحت الرداء الاسود...عالم يتسّع لعينيك..لغة تثرى بالنحيب الليلي..أنا في محنة ...يأكلني ورق الامنيات البائسة على حروف لاتعرفني او تصم اذنيها عن لغتي...وانا في محنتي...نعم ...انا في محنة ...( كل يوم تنثرين حقولا للخزامى على طريقي الذي يتردد في الوصول اليك ...صحراء ..غابة من الشوك الذي يلسع دمي ...هل تدركين هذا ؟..) ..تركته ينحني لبرد يلسع حزنه بفراقي ..بضعة خطوات ..هل استعيد شيئا من حسرتي وانا انحني لعينيه الدامعتين..؟ ..انا في محنة ..هل أدرك أن انحلال عصري حان الان ...؟..لم اقلها له ..يأكلني صمت فريد على الشاطىء الاخر لنهر لااعرفه..بدأ يأكل المدن القريبة ..صخب تحت السفن الخائفة وبكاء مر لن ينتهي قريبا..وانا بين الجسر والجسر ...الشوارع المرتبكة من خوفي ..أنا في محنة ,..نعم انا في محنة .من يقل لي هذا فأكتم هذا الصراخ المدوي وانا افارق الرصيف الذي ودعته عنده ..؟ ( انتظرك على الطرف الاخر من النهر الذي يغالي بنحيبه ..عجوز بري ينتفض للمسة من البريق المفترض..انتظرك ..لاتقولي لا ..) نعم..نعم انا في محنة ..احلم بك في الليل والنهار علّك تعيد لي زمن الاحتلال الذي عاصرته توا...يهاتفني ليل جديد ,,كم تدور لحظاتي بين طرفي العاصمة التي ماعادت تدفن اولادها ..حفاة في زمن العبث الذي يتعرى كل صباح ...لن أخبرك ان الدنيا توقفت عن الدوران على الرصيف المقابل.وانا محض ترنيمة اجهلها,,بين الجدار العالي للوزارة الانيقة وحديقة الثري الذي رحل الى او انتقل الى رحمة او شؤم في اخرته او مؤخرته البليدة ....بلهاء مدينتي .تبصق دما على سعفات نخيلها وهي لاتدري ..تعيش زمن العهر الاصم..تتعرى للرائح والغادي ..وانا اكتم صرخاتها ..في ليل الارصفة المشبوهة..من يقل لي ....أنا في محنة ..يهاتفني ..ليل بليد انخر في جسده تمثالا للحب المتعالي..ليتك تدرك ان الساعة آزفة بين يديك وانا اضم عيونك بغتة ..لعلك تخفي ارادتي ..نوارس قذرة على الجرف الهلع,,من قالها مرة ..سيضمحل الحب في زمن الفقر...ثراؤك يشغلني ياوطني ..بلا جدوى ..وانا في المحنة ...استجدي لهاث الطريق البري الى وزارة انيقة ..وزهر يتنفس الكذب المر..متى استجديك ياوطني الذي تركتك توا وانا امضي بسرعة نحو الجدار المحكم.وسارية بلا علم ..( أريدكِ لي ..متى ينهار الظلام الاخير ..فتشرق شمس أخرى بسحرك النادر...)..أداري الاسلاك الشائكة بقلب تزدحم فيه الاستغاثات..من يفعل هذا الان..؟ من يدرك انني في المحنة ذاتها وانا اتسلق اشواك الغاصبين ..؟( أريدكِ لي ..كل زمن ..وبلا زمن ..عصف من الحب النادر على ارض بلهاء تتقاعس عن رفع امنيتي...)..أنا في محنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف


.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين




.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص


.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة




.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس