الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب الصهيونية في العراق – مرة أخرى

شاكر كتاب
أستاذ جامعي وناشط سياسي

(Shakir Kitab)

2013 / 5 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق




كنت في مقال سابق بعنوان " الحرب الصهيونية في العراق " ونشر في أماكن عديدة قد أشرت إلى النظرية الجديدة للصهيونية في تفتيت العدو ودولة العدو. وذكرت أن هذه النظرية تقوم على اساس العمل على تآكل مجتمع العدو وبالتالي دولته بما فيها من معالم قوة وحيوية من الداخل. أي من صلب كيانه الداخلي. والسبيل إلى ذلك وهو ما أحاول توضحيه أكثر في مقال اليوم يعتمد ما يلي:-
أولا: البحث عن مكونات مجتمع دولة.
ثانيا: الكشف عن مواصفات ومميزات كل مكون على حدة. وهذه المعرفة يفترض حسب المنطق التخريبي للكيان الصهيوني أن تكون شاملة ودقيقة. شاملة بمعنى تاريخ هذا المكون وواقعه الحالي وتطلعاته القريبة والبعيدة.
ثالثا: الكشف عما هو مشترك بين هذه المكونات وعما هو مختلف بينها.
رابعا: العمل وبشتى السبل على دفع المشتركات إلى الخلف شيئا فشيئا ثم إلى عالم النسيان نهائيا. خامسا: تسليط الضوء أكثر فأكثر على نقاط الإختلاف وتأجيجها وتحويلها إلى موضوعة يومية تشغل بال الأطراف كلها.
وسادسا: تفعيل هذه الإختلافات وتحويلها بهدوء لكن بعناد وإصرار إلى خلافات تعاش يوميا.
سابعا: تحويل هذه الخلافات إلى صراعات تبدأ على شكل سجالات تمتد لتنتشر في كل أرض الدولة الهدف بما يضمن عدم العودة عنها.
ثامنا: العمل لتأخذ هذه السجالات والتي مواضيعها هي نقاط الإختلاف والخلاف طابعا تتزايد حدته شيئا فشيئا ليتحول عمليا إلى صراع فعلي يكون السلاح أداته الأساس.
تاسعا: العمل بشتى السبل على تطوير هذا الصراع المسلح إلى قتال شرس يفني مؤسسات دولة العدو وتفتيت وحدتها الإدارية وإزهاق أرواح الآلاف من أبناء مجتمع العدو المستهدف بما يضمن أمرين خطيرين إثنين. الأول - اللاعودة عن طريق الدم والحروب بل إستمراها وتوسيعها لتصبح حربا شاملة والثاني - كي يتوصل الجميع بعد أن سالت الدماء وتعمق الشرخ بين المكونات إلى قناعة أن لا مناص من تقسيم الدولة إلى أقاليم مثلا ومن ثم سوف يصار عمليا إلى الإنفصال التام لهذه المكونات وأجزائها الإدارية عن بعضها نحو تشكيل دويلات مستقلة ولتعاود هذه الخطة للتحقق والتنفيذ مرة أخرى داخل كل إقليم كي يصار إلى تجزأة المجزء. والله المستعان على ما يصفون.
لنلاحظ على صعيد المثال فقط أننا في العراق قسمنا وحسب منطوق دولة بريمر ذي الأصول الصهيونية إلى مكونات. ثم جرى ويجري التركيز على ما هو مختلف بيننا فقط في الوقت الذي دفع بالمشتركات إلى عالم النسيان. بل حتى هذه المشتركات يجري الآن التلاعب بها وتلغيمها بنقاط خلاف تنسفها نهائيا. كيف ؟. أنظروا إلى المشتركات بين السنة والشيعة. فهي كثيرة. وعدا عن كثرتها فهي جوهرية أساسية عميقة جدا. فالله سبحانه وتعالى هو الأمر الأول الذي تشترك الطائفتان بوحدانيته وبكونه الخالق وإليه يرجع الجميع ويؤمن الطرفان بكل صفاته العليا والمقدسة والتي تعرف بالأسماء الحسنى وأكثر من ثلاثين صفة مركبة أخرى. والأمر الثاني المشترك الإيمان بنبوة محمد ( ص ) وبأنه رسول الله وبالأنبياء والرسل من قبله وأن لا نبي من بعده. والأمر الثالث المشترك الإيمان باليوم الآخر وأنه يوم الحساب. والأمر الآخر المشترك واجبات المسلم في الصلاة والصوم والزكاة والحج والشهادة. والإيمان بالقرآن الكريم وأنه قول الله تعالى. والإيمان بآل البيت المطهرين وبالصحابة الكرام. والإيمان بالوحي. وألإيمان بالجنة والنار. والإيمان باستقامة المسلم وسلوكه الإنساني اليومي. وألإيمان بالعراق كونه وطنا لنا جميعا. لكن لننظر هل في صراعات السنة والشيعة في يومنا هذا هل من ذكر لهذه المشتركات الكبرى والمقدسة ؟ كيف تمكنت الصهيونية من إبعاد وإلغاء هذه المشتركات فنساها المسلمون. وكيف استطاعت الصهيونية دفع ما هو موضع نقاش وأخذ ورد بين السنة والشيعة ليأخذ الموقع الأول في السجالات التي تطورت إلى خلافات وصراعات يومية؟؟ كيف نسي المسلمون في العراق الله بكل عظمته وجلال قدره وتجنبوا الحديث عنه نهائيا كقيمة عليا وكقضية كبرى في الفكر الإسلامي وتمسكوا بما هو صغير تافه لا قيمة له في ميزان العقيدة. كيف نسي المسلمون في العراق محمدا الرسول الكريم نبيهم ورمزهم الأول وقائدهم وجامع كلمتهم وموحدهم؟؟ كيف نسينا الفروض الخمسة ونسينا كل أساسيات العقيدة الإسلامية ؟؟ ثم كيف نسينا الوطن وأهميته وقيمته المقدسة ؟؟ كيف نسي العراقيون العراق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لنلاحظ أن الصهيونية استطاعت أن تدس بين نقاط خلافات المسلمين في العراق تشويهات غير قليلة تتعلق حتى بالمشتركات نفسها. فالله نفسه يتعرض الآن للتساؤل عن الكثير من المسلمات التي تجمعنا لتصبح هي الأخرى موضع شكوك. لكن الصهيونية استطاعت أيضا أن تدفع "بالمنظرين والمفكرين والفلاسفة الخائبين " ومن السنة والشيعة على حد سواء إلى أن يسلطوا الضوء يوميا وفي كل محافلهم حيث تحضر جموع غفيرة من التابعين والمصدقين لكلامهم على أمور هي جد ثانوية وابعد من الثانوية لتكون في صدارة قلقهم وجهدهم التخريبي وليحرضوا أتباعهم من المصدقين لكلامهم ومن غير الممحصين له نحو ملء صدورهم بالغيظ والحقد والكراهية ضد إخوانهم في الدين وفي الوطن. وصارت الحرب الأهلية بين المسلمين في العراق قاب قوسين أو أدنى وها نحن نسمع مرعوبين دق طبولها.
اللهم هل بلغت....؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المشجب
بلبل عبد النهد ( 2013 / 5 / 17 - 10:29 )
مند ان مات محمد والمسلمون يتقاتلون بينهم ولم تكن هناك صهيونية هاته الكلمة التي اصبحت مشجب يعلق عليه المسلمون والعرب اخفاقاتهم الني لن تنتهي


2 - اطلع منها سالم
محمد تمكين ( 2013 / 5 / 17 - 14:11 )
نعم كل ما تقوله هذه الاسس التي عملت عليها الصهيونيةوعرفنا ماهي نواياهم لأنهم وضعوا منهج وبدؤا العمل به ويوجد لدينا كذلك مفكرين وكتاب كبار وصحفين ودكاترة في مختلف الاختصاصات وكذلك يوجد المحرك الاول ألا وهو المال ألا نستطيع ان نضع الخطة البديلة ونعمل عليهاام نعود مرة اخرى الى قصة الشماعة ونهتف عاشت الامة العربية والى انقسام ثاني جنوب السودان والقادم اقليم كردستان نعم نحن البسطاء نساهم في النشر الى كل الارض وليس الاصدقاء ولكن الامانة التي تقع على مراجع الدين والسياسيين والمثقفين والفنانين والشعراء وكل شخص يستطيع ان يساهم من موقعه لانكتفي اللهم بلغت فقط وكلمن يكول( ذبه براس عالم واطلع منها

)سالم)


3 - حاربوا المؤامرة الصهيونية في العراق لماذا التلكؤ؟
سيلوس العراقي ( 2013 / 5 / 17 - 16:18 )
ان أكبر مؤامرة صهيونية في العراق بحسب طروحات هذا المقال ستكون الاحتلال الايراني للعراق
فابدأوا بمحاربة هذا المخطط الصهيوني الذي سلّم العراق الى ايران
فماذا تنتظرون ؟ اتحدوا شيعة وسنة وكورد واشوريين و.... وحرروا العراق من المؤامرة الصهيونية الكبرى وحاربوا النفوذ الايراني في العراق
هل تنتظرون أن يصبح حال العراق كحال عربستان ؟


4 - أشهد اللهم لم تبلغ.
أحمد حسن البغدادي ( 2013 / 5 / 18 - 01:26 )
تحية لك أستاذ شاكر.

إن الخطر الذي يحيط بالعراق، هو بالضبط خطر التطرف الديني الإسلامي، شيعي أو سني، فهؤلاء المتطرفون قد تتلمذوا على كراهية وقتل المخالف، على يد شيوخ الإسلام، ومن كتب الإسلام من قرآن وحديث وسيرة، ولم يقرأوا في يوم من الأيام كتاب الأنجيل أو التوراة، ولم يدخل في جوامعهم أو حسينياتهم قس مسيحي أو حاخام يهودي، ليعلموهم كل هذا التدمير وكل هذا الشر لأخيهم إبن الوطن، ولم يذهبوا لإسرائيل ليكونوا عملاء لها.
وهذه الظاهرة، أي ظاهرة العنف والإرهاب، تزداد قوتها، كلما إزداد أعداد المؤمنين بمحمد ورسالته الدموية، في جميع الدول الإسلامية.
ياريت يدرسوا الإنجيل أو التوراة، ليتعلموا شيء من المحبة والتسامح، بدل أن يتعلموا؛ إقتلوا وإنكحوا من القرآن.

تحياتي...

اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا