الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فى لغة القرآن (1) مقدمة

داود روفائيل خشبة

2013 / 5 / 17
الادب والفن


فى لغة القرآن (1) مقدمة
داود روفائيل خشبة

خطر لى أن أشرع فى كتابة هذه السلسلة من النظرات فى لغة القرآن، وأنا لا أعلم إلى أى مدى سأمضى فيها، فأنا فى السابعة والثمانين ولا أظن أنه قد بقى لى كثير من الوقت لأعمل فيه، ثم أنى قد أجد مشاغل أخرى أحب أن أفيها حقها فى الوقت المحدود المتاح لى. ومع ذلك فلا ضير فى أن أبدأ، فحتى القليل الذى قد أنجزه قد لا يكون بلا فائدة.
كى لا يساء تأويل ما أكتب على أن أوضح غايتى من هذه النظرات ومنهجى فيها.
بدءًا، أظن القارئ يعرف أنى لست مسلما، وبالتالى فإنى لا أتناول القرآن باعتباره نصًّا مقدّسا يحوى كلام الله، وإنما أتناول القرآن ككتاب عربى أنشِئ فى نحو منتصف القرن السابع الميلادى وقت أن كان للعرب شعر منظوم إلا أنهم لم يكونوا قد عرفوا النثر الأدبى ولا كانت لهم تجربة فى وضع الكتب. من هنا تأتى أهمية القرآن الأدبية كعمل رائد فى هذا المجال. وسأحرص على أن تكون معالجتى لغوية موضوعية وألا أقترب من عقيدة وفكر القرآن إلا من حيث يستحيل الفصل التام بين اللغة والفكر.
أوضح ثانيا أنى لست لغويًّا متخصّصا، ولست أدّعى أى تبحّر أو تعمّق فى دراسة اللغة؛ "بيد أنّ لى انتسابا"، فأنا مؤلف ومترجم، اللغة أداتى التى أعمل بها، ولا بد أن يكون لى اهتمام بقضاياها وأساليبها.
ماذا عن منهجى فى تدوين هذه النظرات فى لغة القرآن؟ حيث أنى أقصد تناول القرآن كعمل أدبى رائد، فإن ذلك يقتضى أن أتابع نصوص القرآن فى تسلسلها الزمنى، لكن ذلك يصطدم بكون المصحف غير مرتب زمنيًّا، بل إن السور فى المصحف تكاد أن تكون قد رُتـِّبت على عكس ترتيبها الزمنى، وفى داخل السورة الواحدة قد تأتى آية أو آيات من مرحلة زمنية مغايرة لزمن مجمل السورة. كما أن ترتيب الآيات فى السور لا يتبع منهجا واضحا، إذ يبدو أن جامعى القرآن لم يكن بمقدورهم أن يتحققوا من تسلسل الآيات فاعتمدوا فى كثير من الحالات على تماثل القوافى فى نهاية الآيات. فما العمل؟
هناك اتفاق عام على تقسيم السور بين تلك التى وُضِعت فى مكّة قبل هجرة النبى وأصحابه إلى المدينة وتلك التى جاءت فى المدينة. ومن بين السور المكية قد لا يجانبنا الصواب إذا قلنا إن أقصر السور طولا وأبسطها تركيبا هى السابقة، وهذه تأتى بصورة عامة فى آخر المصحف. لهذا فإنى، إذ أعمل على تدوين هذه الملاحظات، سأقرأ السور فى ترتيب عكسى، بادئا بالمعوّذتين وصاعدا لأعلى، متجاوزا السور المدنية المبثوثة وسط السور المكية، لأعود إليها بعد ذلك.
داود روفائيل خشبة
القاهرة، 17 مايو 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رحلة مخيفة مع القرآن
شاكر شكور ( 2013 / 5 / 17 - 17:27 )
نتمنى لك عمراً مديداً لأنجاز مهمتك ونتمنى ان لا تمنعك خيوط سورة العنكبوت او تخاف من سورة الجن حين ترى مسار مرعب في غار حراء حيث ستشاهد كيف اراد عفريت ان يخنق محمد حين قال له إقرأ اي انك ستعيش في نفق مرعب لأنك ستشاهد تقطيع الأيدي للسارق والسارقة وسلخ فروة رأس المشركين وقتل المرتدين وصراخ السبايا دون ان تقدر مساعدتهم ، وبما انك غير مسلم فستفرض عليك جزية بعملة اليورو ، بالموفقية ونتمنى الرجوع بالسلامة


2 - نوع أدبي فريد ..اسمه القران
عبد الله اغونان ( 2013 / 5 / 17 - 22:52 )
القران الكريم
احسن كتاب حتى بغض النظر عن القداسة الدينية
ليس له شبيه
ليس شعرا ولانثرا
فيه فلسفة ومنهج للحياة وعن المصير
فيه التعريف بالله والدعوة الى عبادته
وفيه تشريع المعاملات الحلال والحرام
والأوامر والنواهي
وفيه الدعوة الى مكارم الأخلاق
وفيه القصص لأخذ العبرة
فيه أمثال وحكم
الكتاب الوحيد الذي يتلى ويحفظ ويجود ويعمل به
ترجم الى جل اللغات
فيه سور طوال وقصار
تنزيل من رب العالمين
لغته أصيلة بالغة التأثير
يتعبد بتلاوته
نزل بلسان عربي مبين
رسالة الله الى العالمين
من الروح الأمين
الى محمد صلى الله عليه كل وقت وحين
ااااااا مييييييين

اخر الافلام

.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور


.. كواليس عملها مع يحيى الفخراني.. -صباح العربية- يلتقي بالفنان




.. -بين المسرح والسياسة- عنوان الحلقة الجديدة من #عشرين_30... ل


.. الرباط تستضيف مهرجان موسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين




.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 22.4 مليون جنيه خلال 10 أيام عرض