الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطور و التجديد في الهتاف للقائد

جقل الواوي

2013 / 5 / 17
كتابات ساخرة


عندما تخرج باسل الأسد من كلية الهندسة المدنية، ظهر مطرب ذو صوت جهوري كأنه تريلا مليئة بالصخور يدعى علي حليحل غنى نشيدا "وطنيا" يقول مطلعه:
أبو باسل قائدنا يا بو الجبين العالي.. تسلم و تصون بلدنا من غدرات الليالي
اصيبت النخبة السياسية بالوجوم بشكل مؤقت للتغير المباشر في طريقة مخاطبة القائد و قد أعتادت تلك النخبة على نداء تراثي مزركش بفولكلور وطني يردد "أبو سليمان"، و لكن سرعان ما أستعادت النخبة جأشها الفارط عندما أستوعبت المحتويات الشبابية الكامنة في نداء "أبي باسل"، التي تبرز راهن طازج مفتول العضلات قادر على فتح تغرة في الواقع المصاب بتخثر شديد . تم هضم هذه الإزاحة من أبي سليمان الى أبي باسل و أكتشفت مضامينها الثورية و ترجم ذلك الفهم بمهرجان الباسل و بطولة الباسل و سد الباسل و نهر الباسل الى أن فقدنا الباسل في حادث سير غادر.

أغنية علي حليحل أظهرت ميولا "ميتا طائفية" عند حافظ الأسد تقفز فوق الجماعة المذهبية و تحط عند طموحات ملكية تتبنى مفهوم السلالة منهجا للحكم ، السلالة بمعناها العمودي و ليس الأفقي و قد كان حافظ الأسد حاسما بعشقة للطريقة العامودية في نقل الإرث. كانت أغنية حليحل الشهيرة "أبو باسل" مفترق مهم و نقطة علام بارزة لإنتهاء مرحلة "ديرو الميه عالطاحون حافظ أسد ما بيخون و ديرو الميه عالكاسة حافظ أسد الماسة"و إبتداء مرحلة أبو باسل رمز الثورة العربية، في تكريس لا يعرف الكلل لأبو باسل و ابنه باسل على حد سواء.

لأن الوزن الشعري لا يسمح بتبديل العبارة أبو باسل قائدنا الى أبو بشار قائدنا تمددت المخيلة الشعرية لمنتجي الشعار و أخرجت حزمة شعارية جديدة ذات طيف واسع و معنى كثيف يتخلص في كلمة وحيدة عاشقة مكتوبة بخط رقعي محمر و تنبثق من خارطة الجغرافيا السورية التي تنقص لواء اسكندرون و هضبة الجولان تقول بإحساس متيم "منحبك"، تغير هذه الكلمة العلاقة بين القائد و الجماهير و قد كانت العلاقة في السابق جمهورا يراقب قائده يجترح المعجزات واحدة "ورا" التانية ليحقق التنمية و التحرر للشعب أما في ظل "منحبك" فأصبحت العلاقة "عشقية" لا ينتظر فيها العاشق شيئا من محبوبه إلا البقاء أمامه متخذا وضعيات "سكسية" لتدوم حالة الهيام.

تضمنت كل الشعارات رغم تبدلها و "تطورها" كلمات من قبيل الوطن و الحرية و الثورة الى جانب كلمة القائد أو الأسد بنسختيه و لم تبال تلك الشعارات بتبديل اسم حافظ على وزن فاعل الى بشار على وزن فعال لأنها قبست من كلمة اسد أو الأسد التي رافقت الأسمين معان و قوافي مبتكرة مثل قائدنا الى الأبد.و هذا الشعار بالذات كان فائق الذكاء لأنه تقل الى السوريين رسالة محبطة مفادها "لا حدا يعزب حالو".

عندما نحتت الجماهير شعار خاص بمعزل عن التأثيرات الأسدية و أبتكرت هتاف "الله سورية حرية و بس" لم تحتمل الة إنتاج الشعار حالها فأنتفضت مزمجرة ضاربة عرض الحائط بكل محتويات الوطنية في شعاراتها السابقة و أبقت على المادة الخام فيه و هي عائلة الأسد و مستفيدة مرة آخرى من تسهيلات القافية في اللغة و صرخت "الأسد أو نحرق البلد".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس