الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام الملكي وحالة عدم الاستقرار

وصفي أحمد

2013 / 5 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


( تابع إلى الأسباب التي أدت إلى انتشار الشيوعية )
بالعودة إلى الوراء , نرى حالات التمرد العشائري سمة أساسية من سمات الأوضاع أبان العهد الملكي , خصوصاً في المناطق العربية . و لم تكن حالات التمرد هذه بقيادة المشايخ , بل ضدهم .
و كذلك مرّ القلق في المدن أيضاً , خصوصاً في بغداد , التي انتقل إليها مركز الثقل السياسي مع تدهور العالم القبلي . و لابد لنا أن نذكر أن بغداد شهدت حالات من الاضطراب في العهد ما قبل الملكي , ومرت في تغييرات حادة , كما في سنة 1831 عندما انتهى فجأة حكم المماليك و شهدت تظاهرات جماهيرية , كتلك التي نظمها زعماء المدينة ضد مدحت باشا , سنة 1869 , و أحداث الشغب من أجل الطعام التي حصلت سنة 1877 عندما هددت المجاعة السكان . ولكن لم يكن لكل هذه الاضطرابات أكثر من أهداف سياسية محدودة . و شاطرتها الاضطرابات التي حصلت في بداية العهد الملكي هذا الطابع نفسه . و لم يكن للإضراب العام في سنة 1931 من هدف غبر هزيمة قانون ضريبي لا شعبية له . و لم يفعل أي من انقلاب الأعوام 1936 أو 1937 او 1941 العسكرية أكثر من تبديل حكومة بأخرى . أما في اواخر الأربعينات , ثم في الخمسينيات , فقد حملت التفجرات طابعاً لم يكن معروفاً من قبل . و كان الاستياء الذي بقي سياسياً حتى ذلك الحين , قد أصبح الآن اجتماعياً . و لم يعد موجهاً ضد حكومة معينة , بل نحو النظام الاجتماعي نفسه .
ونجد أن هناك علاقة مباشرة بين ارتفاع معدلات التضخم و انتفاضات العقد الأخير من العهد الملكي . و تعود أصول التضخم إلى الظروف التي رافقت الحرب العالمية الثانية , فقد جاء لهيب الحرب بالقوات العسكرية البريطانية إلى العراق , حيث وضعت هذه يدها على الكثير من الأشغال الانشائية وراحت تنفق لمدة من الزمن بمعدل يوازي ثلاثة أضعاف نفقات الميزانية العراقية ونفقات المشاريع الكبرى مجتمعة . و ما ان بدأ التضخم حتى راح يتغذى من نفسه , وحمله الاستغلال و المضاربة إلى أعلى مستوياته . و أستمر شح السلع لسنوات تلت الحرب و استمر تصدير الحبوب بكميات متزايدة دون النظر إلى احتياجات استهلاك السكان المدنيين المتنامين دوما . و خلال الأشهر الاثني عشر التي سبقت الوثبة , عندما كان فقراء المدينة يعانون - بمعنى الكلمة – الحاجة إلى الخبز .
هذه الشروط هزت التوزيع السائد للمداخيل و الثروات في العمق . وفي حين أن الفلاحين , الذين كان معظمهم مازال خارج دائرة الاقتصاد المالي , لم يتأثروا بشكل مباشر , فإن الطبقة الكبيرة العدد من العمال غير المهرة عانت بقسوة . و كانت أجور هؤلاء العمال تتخلف كثيراً وراء الأسعار .
وأدّى التحرك السكاني الواسع النطاق من كل أنحاء البلاد إلى بغداد – التي تضاعف عدد سكانها بين عامي 1922 و 1947 ثم زاد بمقدار النصف أيضاً بين عامي 1947 و 1957 – خصوصاً التيار ثابت التدفق من الفلاحين – القبليين الذين أثقلوا على بغداد بصرائف و أكواخ طينية لا تعد .
و بينما كان العدد الأكبر من السكان يعيش حياة البؤس كانت هنالك في الناحية المقابلة من السلم الاجتماعي شريحة رقيقة – تضم ملاك الاراضي و التجار و المضاربين و السياسيين و آخرين – تثري بسرعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قرارات بتطبيق القانون الإسرائيلي على مناطق تديرها السلطة الف


.. الرباط وبرلين.. مرحلة جديدة من التعاون؟ | المسائية




.. الانتخابات التشريعية.. هل فرنسا على موعد مع التاريخ ؟ • فران


.. بعد 9 أشهر من الحرب.. الجيش الإسرائيلي يعلن عن خطة إدارة غزة




.. إهانات وشتائم.. 90 دقيقة شرسة بين بايدن وترامب! | #منصات