الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- أيزيديوا العراق تحت النار -

سندس سالم النجار

2013 / 5 / 18
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


" أيزيديوا العراق تحت النــار "
ـ لماذا تتكرر الهجمات والجرائم التي تستهدف الايزيديون ؟
ما اثر هذه الجرائم على الوضع السياسي في العراق ؟
ما صدى هذه الاعتداءات اللاانسانية لدى العالم ؟
لاشك ان العراق كالعالم العربي اجمع ، كانت وما زالت حقوق الاقليات الدينية من المشكلات الاساسية التي مر بها التاريخ العربي والاسلامي عامة وتسبب في حروب ومآسي لاتعد ولا تحصى ، ولم يضع لها حد حتى بتقدم البشرية وتبني حقوق الانسان وبسط الحريات في ظل نظم الديمقراطيات ، تلك الديمقراطية التي رفع شعارها العراق الجديد الرشيد بتلقين دروسها الحقيقية ! التي راهن على زيفها مشارق ومغارب العالم العربي خاصة والغربي عامة ، لانه من المحزن انها لا تمت للحضارة بِصِلة ( لعدم اعترافها بالآخر ) .
ولا شك ان المجتمعات الناضجة ، هي من عرفت الديمقراطية وقيمتها السامية والنفعية ، وآمنت بها وقبلتها بهدف تجنب مثل تلك الصراعات الدموية على السلطة او على الهوية كما يحصل في ظل ديمقراطية العراق ..
ان استهداف الاقليات الدينية والعرقية في العراق بشكل متواصل ومنظم ، والذي نال منه نصيبه الجميع بلا استثناء ، اصبح عنوانا يتكرر ويتصدر الصحف كل صباح بين قتيل ومخطوف او منهوب المال او تخريب المحال على مرأى ومسمع الحكومة العراقية ، ولا سيما ان تلك الممارسات لم تكن من نصيب اتباع الديانة الايزيدية فحسب بل ونالها الاخوة المسيحيون والمندائيون ايضا دون اي وازع ديني او اخلاقي متسترين على تلك الجرائم اعوانهم من دعاة السلفية وافكار الظلام ...
و مؤخرا كانت جرائم التصفية الدموية التي طالت اتباع الديانة الايزيدية المسالمة في بغداد وهي تمارس حياتها باسوء طرق العيش في مهنة بيع المشروبات الروحية، مؤكدة ذلك تحت شعار السلام وحق المواطنة والاخاء مع انها لم تكن المرة الاولى ، بل انها واحدة من تلك الجرائم البشعة والمنظمة في حلقات ، عن ضحايا بشرية ، اضافة الى اشكال الابتزاز واعمال التنكيل والمطاردة التي يتعرض لها ابنائنا واهلنا في بغداد خاصة . الا ان تلك السمات الانسانية السامية من قيم نبيلة ومبادئ وسلوك ايجابي ، لا يحلو لأولئك المتطرفين الذين لا يعرفون ولا يعشقون الا دروب الرذيلة.. .
مم يجدر تكراره دائما ، ان اهمال الاقليات الدينية في العراق ما زال مستمرا، مما له اثار سلبية كبرى على الحياة السياسية والاجتماعية والنفسية للفرد العراقي . وال تعليل المنطقي لما يجري ، يعود الى مجموعة عوامل ، اولا ـ ضعف الحكومة العراقية ، فالقائمون عليها لا يبالون بقيمة وحق المواطن العراقي اولا كمواطن ، وثانيا كانسان ، ولا بمصلحته الوطنية ولا المستقبلية . ثانيا ـ نلاحظ غالبية معالجات المشاكل التي تحدث في البلد تكون مؤقتة وغير مدروسة ولا رصينة او استراتيجية بما يتناسب وتاريخ العراق وما يتجرعه الفرد العراقي من آلام ومرارة يومية بل وابدية ..
ثالثا ـ افتقار الحكومة العراقية الى الخطط والبروتوكولات بين مؤسساتها لان المسؤولية لدى المسؤولين ليس لها وجود اصلا لانهم غير محاسبون . وان كُشف المقصرون في واجباتهم ، فلن يتم محاسبتهم او طردهم لانهم مسنودون من رجال الدولة ذاتها.. .
حقيقة الشجب والاستنكار والصراخ لم يعد مجديا ولا وافيا من وجهة نظري ولكنني ارى الشروع بالتحقيق الجدي بهذه الجرائم واعلان النتائج على الملأ ، وهذه مهمة الاخوة من البرلمانيين والمسؤولين واصحاب القرار من ايزيديين وغيرهم .
فضلا عن ، تعزيز ثقافة التعددية الدينية والعرقية والقومية بالتأكيد على الانشطة الاعلامية التي تعنى بترسيخ ثقافة الاخاء والمساواة وروح المواطنة ، ونبذ التمييز ومنعه والتذكير دائما بهذه المجموعات الدينية الاصيلة مما له دور رئيسي وهام جدا في اشادة حضارة العراق القديم ولا سيما اعلام العلم والمعرفة والفكر والاجتماع والسياسة في بناء الدولة العراقية المعاصرة .
واخيرا اقول ، لا يكفي ان نشاطر اهلنا الحزن ووجع الخسارة بارواح ابنائنا واخوتنا الغالية ، فالذكر الطيب لجميع الراحلين الى جنات السرمدية بذويهم اجمع ، ولغدهم اقول : باننا لن نتوقف عن اعلاء كلمة الحق او الباطل على اساس الاخاء والعدل ، فالتقدير لبناة الحق ومجد العراق . والاصلاح او الموت للجناة ، والحياةوالكرامة للاصلاء ....
سندس النجار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح