الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيدة مكتب الارشاد !

عبد صموئيل فارس

2013 / 5 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


قبل الثوره المصريه كانت القبضه الامنيه محكمه والغموض يسيطر علي اغلب الامور في مصر مجرد تداول لأسرار وحكايات السلطه ولا توجد معلومات اكيده حول كثير من الامور التي كانت بالنسبه لكثيرين مجرد تخمينات ولا تخرج عن هذا الآيطار ولكن بعد يناير فُتحت الابواب واصبح اللعب علي المكشوف وبمنتهي البجاحه السياسيه

في اواخر شهر يونيه من عام 2011 جاء تعيين سفيره جديده للولايات المتحده في القاهره وأثار الكثير من علامات الاستفهام حول هوية وطريقة عمل السفيره الجديده نظرا لتاريخها السياسي المعروف والمرصود سلفا فقد

ولدت "آنا باترسون وودز" عام 1949 فى مدينة فورت سميث بولاية أركنساس الأمريكية، حصلت علي درجة بكالوريوس من كلية الآداب جامعة ويلسلي وحضرت الدراسات العليا في جامعة كارولينا الشمالية في تشابل هيل لمدة عام، متزوجة من ديفيد باترسون - ضابط متقاعد في السلك الدبلوماسي.

عملت باترسون كدبلوماسية أمريكية وموظفة بالسلك الخارجي منذ عام 1973, وشغلت منصب كبير موظفي وزارة الخارجية الامريكية والمستشار الاقتصادي للمملكة العربية السعودية منذ عام 1984 وحتى عام 1988 ثم بوصفها المستشار السياسي في بعثة الولايات المتحدة لدي الأمم المتحدة في جنيف في الفترة من 1988 إلي 1991.

تدرجت السفيرة في المناصب الخارجية, فشغلت منصب مدير وزارة الخارجية لدول الأنديز ما بين عامي 1991و 1993, ومنصب نائب مساعد الأمين لشئون البلدان الأمريكية ما بين عامي 1993و1996.

خدمت باترسون كسفيرة للولايات المتحدة في السلفادور في الفترة من 1997 إلى 2000، ثم سفيرة الولايات المتحدة في كولومبيا من عام 2000 إلي 2003، لتشغل بعدها منصب نائب المفتش العام في وزارة الخارجية الامريكية, وفي عام 2004 تم تعيينها نائبة المندوب الأمريكي الدائم لدي الأمم المتحدة, حتي نوفمبر 2005 عندما عينت كمساعد وزيرة الدولة لشئون المخدرات الدولية وتطبيق القانون حتي مايو 2007.

وفي عهد الرئيس الأمريكى جورج بوش عينت باترسون سفير الولايات المتحدة لدى باكستان من يوليو 2007 وحتي أكتوبر 2010 ليتم تعيينها بمنصب السفيرة الأمريكية بالقاهرة لتصبح أول سفيرة أمريكية عقب ثورة 25 يناير خلفاً لمارجريت سكوبى.

ونشر موقع ويكيليكس عدة وثائق تدين السفيرة وتشير إلي أنها احد أركان النظام الامريكي المنفذ لخطط الاغتيالات في عدة دول نامية, فضلا عن كونها أداة رئيسية لإقامة إعلام مواز لإعلام الدولة التي تتواجد بها يعتمد علي الدعم الامريكي وينحصر دوره في المشاركة في زعزعة الاستقرار وإحداث فوضي وبلبلة بها.

ووفقا لما نشرته صحيفة داون الباكستانية: أظهرت برقيات دبلوماسية أمريكية سرية نشرت بموقع ويكيليكس أن قوات أمريكية خاصة رافقت قوات باكستانية في مهمات جمع معلومات أثناء صيف 2009, وهذه القوات شاركت مع القوات الباكستانية في عمليات في إسلام أباد بحلول 2009

وتعتبر آن باترسون هى المسؤولة عن تفجير قضية التمويل الأجنبى لحركات سياسية ومنظمات حقوقية حين كشفت باترسون بكل وضوح أمام مجلس الشيوخ الأمريكى فى جلسة عقدت فى يونيو الماضى عن أن واشنطن أنفقت 40 مليون دولار لدعم الديمقراطية في مصر منذ ثورة 25 يناير، وقالت إن المنظمات الأمريكية التى تعمل في مصر على تشجيع الديمقراطية ودعم وتنمية قدرات منظمات المجتمع المدني المصري في المرحلة المقبلة.

إستهلت السفيره الامريكيه مهمتها الاساسيه في التعامل المباشر والترويض المحكم للجماعه المسعوره تجاه حكم مصر لذلك وبعد أن جلس قيادى من الإخوان على مقعد رئيس مجلس الشعب المصرى، زارت باترسون مقر جماعة الإخوان المسلمين، فى 19 يناير 2012 فى خطوة هى الأولى منذ إنشاء جماعة الإخوان المسلمين على يد الشيخ حسن البنا عام 1928، وهناك استقبلت بحفاوة بالغة، حسب تعبيرها، وهو ما كان بمنزلة التطبيع الكامل للعلاقات بين الجماعة وواشنطن. زارها بعد ذلك فى 26 يناير القيادى الإخوانى عبد الرحمن البر فى منزلها، وكان موقع الإخوان الناطق بالإنجليزية حريصا على نشر أخبار بالمضمون الذى تريد الجماعة نقله إلى الغرب، فى حين كانت السفارة تتكتم على تفاصيل ما جرى فيها.

فى الشهور التالية ابتلعت واشنطن لسانها تماما تجاه ممارسات الجماعة وبخاصة تهميش الأحزاب العلمانية فى البرلمان، رغم شعار «مشاركة لا مغالبة» الشهير الذى رفعته قبل ذلك، ولم يزعج الولايات المتحدة بعدها نكوص الجماعة عن وعدها بعدم خوض الانتخابات الرئاسية.

وكتبت صحيفة «النيويورك تايمز» فى أبريل 2012 تقول إن المسؤولين الأمريكيين الذين كانوا يخشون فى السابق من سيطرة الإخوان على الحياة السياسية، يبدو أنهم الآن يرون فى الجماعة حليفا لا يمكن الاستغناء عنه، فى مواجهة قوى أخرى مثل السلفيين.

أمتد نفوذ السفيره في مصر بصوره لم يعرفها الشعب المصري من قبل تتجول في طول البلاد وعرضها واصبحت لقائتها بالقيادات الاخوانيه شبه اسبوعيه مع سخونة الاحداث السياسيه وهرتلة الجماعه في الحكم بصوره لم تكن تتوقعها ان تسقط الجماعه بهذه الصوره في اختبار الحكم وصرحت في احدي الصحف المصريه انها يوميا تتابع مع قيادات الاخوان مستجدات الاحداث

وفوجئ الجميع ان عدوة الامس هي من تحكم اليوم مصر عن طريق الجماعه تتدخل في كل كبيره وصغيره وترسل رسائلها وتحذيراتها بدون رقيب تستميت من اجل ان ينجح الاخوان في السيطره حتي تحقق ما ارادته في باكستان وفشلة فيه فلم تعرف باكستان استقرارا بسبب سياستها التي رسمتها بين المتطرفين والجيش هناك

تحاول الضغط بكل الوسائل علي الاداره الامريكيه مستغله نفوذها السياسي حتي لاتعلن واشنطن سخطها علي الجماعه فالاداره الامريكيه منقسمه بين شطري الكونجرس والبنتاجون والمخابرات الامريكيه وبين الخارجيه بدبلوماسيتها ونفوذها المستمد من اللوبي اليهودي الذي يشجع بقوه حكم الاخوان نظرا لحالة الانبطاح التي تبدو عليها الجماعه تجاه تل ابيب

كانت السفيره الامريكيه تمسك بكثير من اوراق اللعبه في واشنطن لصالح سياستها في مصر ولكن بعد ان اكتشفت الاداره زيف تقارير باترسون حول الاوضاع في مصر وبخاصة حرية الرأي والتعبير وموقف الاخوان من الاعلام وبخاصة الاعلامي الساخر باسم يوسف الذي فضح زيف ما يقدم لواشنطن من تقارير بعد ان قامت السفاره في مصر بوضع رابط حلقه جمعت بين جون استيوارت وباسم يوسف علي اثر هذا الامر حدثت ازمه دبلوماسيه بين واشنطن والقاهره

فقد استضاف استيوارت يوسف في برنامجه المؤثر في الرأي العام الامريكي ودافع عن نظيره المصري من ملاحقات الاخوان له وفضح زيف حرية الرأي وقد أفاد الصحفي الامريكي إيريك تريجر ان استضافة يوسف في برنامج استيوارت لن تغير في سياسات الرئيس المصري شيئا ولكنها قطعا ستجعل من زيارة مرسي الي البيت الابيض شبه مستحيله وجاء هذا التصريح في تغريده للصحفي الامريكي علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر

ومع هذا الموقف العابر تم التركيز مع السفيره الامريكيه حول سياستها في مصر عن طريق ادارتها في واشنطن ولكن مازالت هذه السفيره الي الان هي من تحكم وتتحكم في كثير من القرارات التي تصدر عن مكتب الارشاد لرسم سياسات البلاد فباترسون التي وجدت ضالتها في الجماعه المسعوره تجاه الحكم اصبحت هي بالفعل الان سيدة مكتب الارشاد وملحقه في القصر الرئاسي !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر