الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطغمة المستبدة

عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)

2013 / 5 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


الطغم الاستبدادية ، وعبر تاريخها الطويل مشهود لها ،أنها حكمت شعوبها بالحديد والنار.وكانت تبذل اموال خزينة الدولة من اجل شراء أو صناعة معدات وادوات تمكين الحكم.وفي معظمها - إن لم نقل كلها – أدواتٌ للقتل والتعذيب، بما يعادل إنفاقه على شراء الولاءات والضمائر. وفي مجملها مايندرج في إطار فرض رؤية الحاكم – بالقوة – نظامه السياسي والاجتماعي والاقتصادي على محكوميه الذين يتراءى له أنهم حراس مملكته ، وخدّام كرسي مجده.
وفي حقيقة الأمر، فإن السلطات الأمنية، استطاعت مجاراة التقدم التقني، لأدوات القمع والإخضاع المختلفة، قياساً لعجزها عن استيعاب تطورات وتجارب التنمية في مجتمعاتها، بلداننا مثالٌ حيّ على ذلك. لا تتوقف المسألة عند موات العناية بالتنمية، مقابل تأليه الأطر الأمنية، بل إن الغرب الذي خرج من الحرب العالمية الثانية، مبشّراً بأخلاقيات الإنسانية، كان هو المجتمع الذي رعى التقدم الهائل في وسائل الموت، وأدوات اغتصاب الكرامة الإنسانية، وهو المصدر الأساس لتلك المعدات التي استوردتها حكومات الاستبداد، بلا حدود أو قيود، ليتم استخدامها " المفرط " حسب التعبير الأخلاقي الدولي، ضد الشعوب، فانتهكت حقوق وحريات الملايين من النشطاء السياسيين السلميين وغيرهم، عبر استخدام تللك الأدوات، والأساليب التي ابتدعت، مواكبة لنمو ترسانة أدوات القمع والتعذيب والقتل، عند تلك الأنظمة، ومنها نظام الطغمة الأمنية-البعثية السورية، منذ نصف قرن .
هذا الغرب الأخلاقي، الذي زوّد – ولا يزال – اجهزة الداخلية والأمن بكل احتياجاتها، بدءاً بالقيد..الى مالانهاية ، مروراً ببرامج التدريب، هو من يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية الأخلاقية والقانونية، فهو في الحقيقة يخترق قوانين دولية، هو من وضع أسسها، مدركاً أن منتجاته توّجه لاستعمالها في أشد أوجه البشاعة ضد الناس. ومع ذلك فهو يغضّ الطرف.
أمام مايحدث في سوريا، فإن صمت المجتمع الدولي عن ممارسات النظام، يجعل منه شريكاً أساسياً، في صناعة الموت والتعذيب، ووجبت مساءلته !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مجلس صيانة الدستور في إيران يوافق على 6 مرشحين للرئاسة


.. عقب استقالة بني غانتس.. بن غفير يطالب نتنياهو بالانضمام إلى




.. غسان أبو ستة: لو أردت أن تمحو شعبا امحي تعليمه


.. يديعوت أحرونوت: عملية النصيرات ستقللُ بشكل كبير من فرصة إنقا




.. مجهول يعتدي على السفارة الأميركية في سيدني والشرطة تحقق