الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمرد وطنى على الدكتاتورية

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2013 / 5 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


النكبة الحقيقية التى تصيب شعب من الشعوب عندما تمارس ضده أساليب القمع والتشريد، لا لشئ إلا لأنه تمرد على السلطة الحاكمة ورأى فيها نظاماً فشل فى تحقيق آمال الشعب والثورة، لذلك خرجت فكرة ثورية من الشباب الحضارى المصرى هى حملة تمرد تعمل على جمع توقيعات الشعب لسحب الثقة من الرئيس، هى حملة تُظهر إرادة الشعب فى أستعادة ثورتهم وأحلامهم بالحرية وحقوقهم الوطنية المتمثلة فى العدالة الإجتماعية والمثير للغبطة والسعادة أن هناك شبه إجماع داخلى مصرى وعربى وعالمى على أن هناك تراجع وهبوط كبير لشعبية السلطة وجماعتها المحظورة، إن الرعب والخوف الذى أدخله شباب حملة تمرد فى نفوس الجماعة المحظورة دفع رجال الإخوان إلى التصدى لهم فى الشوارع بمختلف المحافظات والأشتباك معهم، بغرض إرهابهم وإيقافهم عن متابعة حملتهم السلمية فى جمع التوقيعات، ودفع ذلك الأهالى لأن يقفوا بجانبهم لحمايتهم من بلطجية النظام الحالى حتى ينتهوا من حملتهم السلمية.

رغم التهديدات الإرهابية من الرئاسة وحلفائها ورغم التشويه وأعمال العنف الذين يقومون بها ضد شباب حملة تمرد، إلا أنها أثبتت كونها حملة ثورية تدل على الإبداع المصرى فى إيجاد الحلول السلمية منذ ثورة يناير لإسقاط رموز القمع والأستبداد والطغيان، رموز إحتكار الحكم فى إقلية تعتبر نفسها خير شعب مصر وأتقاها، رموز تنتهك الحرية الإنسانية لأنها بعد ثورة يناير خرجت من السجون والكهوف بأفكارهم الغير إنسانية والغير حضارية ولم يستمعوا لصوت العقل صوت التنوير، بل نراهم يعملون على تقويض الأمن الوطنى للدولة وشعبها ليحافظوا على السلطة الفوضوية، لذلك من المهم أن حملة تمرد تقوم بعملها فى جدية وحيادية تامة وأن يكون إهتمامها بجمع التوقيعات التى يكون أصحابها واثقين من رأيهم، حتى تأتى نتيجة الحملة فى النهاية كأنها إختبار للأنتخابات القادمة لتقيس المعارضة مقدار وجودها وحضورها فى المجتمع المصرى ، ومدى التغيير الذى أحدثته فترة الرئاسة بعد الثورة فى أفكار وأذهان كل مصرى، وهل يعى المواطن العادى الأزمات الخارجة من جلباب الحكومة والرئاسة وجماعتها المحظورة، خاصةً أن المواطن العادى هو المواطن الذى هو ضمان نجاح التيارات الدينية لأنه يسهل عليها التأثير فيه بأسم الدين، وفى نفس الوقت هل يشعر المواطن بالصراعات والمحاربات المستمرة للنشطاء والقضاء وذلك لإحتكار السلطة وإغلاق أفواه المعارضين بشتى الوسائل.

من يتكلم عن وجود ديموقراطية هبطت فجأة على مصر وأوجدت خلافاً للقوانين والدستور أحزاب مرجعيتها دينية وصولاً بتسلقها أعناق الجميع بديموقراطية التكفير التى أوصلتها إلى كرسى الرئاسة، أعتقد أنه يقصد بذلك معجزة ديموقراطية الفوضى الأنتقالية والتى يعيشها الشعب منذ الثورة وحتى اليوم، لأن القائمين على السلطة وأعوانهم هم من كبار الخبراء فى المناورة والخداع والأستبداد القضية الآن إذن هى قضية مدى جدية الشعب نفسه وخاصةً الأغلبية الصامتة التى عليها الخروج من عزلتها وصمتها والتعبير عن رأيها لمصلحة الوطن المصرى الذى أوشك النظام السياسى على تسليم آخر بقعة من أرضه للأستثماريين ورجال الأعمال " الشطار" أو بتعبير آخر للذين أقترضت منهم مصر من أهل النفط والكرم من العرب، إن ثورة الشباب المصرى لا تستحق أن يغامر الجميع بتمزيق ثيابها الثورية يوماً بعد يوم نتيجة للأطماع الشخصية لبعض الأحزاب والتنظيمات والجماعات والتى هى أقلية تريد الأستئثار بأرض وشعب مصر.

المشكلة أن من يقول بأن النظام الحالى لديه شرعية أخذها بصندوق الانتخابات ولن يتنازل عنها إلا بصندوق أخر للأنتخابات لا نعلم ما بداخله وما لونه، يتغاضى عن أن النظام الجديد يبنى مؤسسات الدولة على نفس النمط والمنهجية التى طبقها النظام القديم، وعندما ترى الأغلبية من الشعب أن هذا تغيير أسم النظام السياسى الجديد ليزيل أسم مبارك وحاشيته ليضع مكانهم أسم مرسى وحاشيته، هنا يعتقد معى الكثيرين أن شرعية هذا النظام سقطت مثلما سقطت شرعية النظام القديم، وعليه يكون من حقوق كل مواطن أن يتمرد على ما يختلقه النظام من صراعات وأزمات وقمع مستمر للأصوات المعارضة له والتقليل من شأنها للهروب من المشاكل الحقيقية التى يعيشها المجتمع.

إن أسلوب تعامل رجال السلطة بدكتاتورية يلقى بمسئولية كبيرة الآن على النخبة المصرية الحقيقية، وأن يساهموا بجهودهم الوطنية لتوجيه أفراد الحملة لتوعية السواد الأعظم من المواطنين الذين سيلتقون بهم فى حملتهم الميدانية بواجبهم السياسى نحو وطنهم ونحو أنفسهم والفائدة التى ستعود عليهم لو أنهم أحسنوا الأختيار، وهى خير وسيلة سلمية لإظهار أن أصوات المعارضين للنظام الحالى هم أغلبية الشعب الذى أنخدع يوم خرج بعد الثورة للتصويت فى أنتخابات تكفيرية أسماها البعض ديموقراطية، وأن تتحد المعارضة فى دعم حملة تمرد للوصول إلى جميع المصريين لتكون المشاركة فعالة وتأتى بثمارها فى نجاح الحملة.

أنوار الثورة المصرية الكبرى لن يطفئها ظلام الإرهاب الدكتاتورى، وسيأتى اليوم الذى سينتشر نور العلم والعقل المصرى فى ربوع الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يغير نتانياهو موقفه من مقترح وقف إطلاق النار في غزة؟ • فر


.. قراءة عسكرية.. اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال




.. ما آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة؟


.. أمريكا.. طلاب جامعة كولومبيا يعيدون مخيمات الحراك المناصر لغ




.. شبكات| غضب يمني لخاطر بائع البلس المتجول