الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وسرتُ بقاربٍ سومري

أسماء الرومي

2013 / 5 / 19
الادب والفن


قاربٌ رأيتهُ في دربي
كان سومرياً
رأيتهُ يتمايلُ مع القصبِ
سابحاً بعطرِ شبعاد
والمجدافُ نغمةً جنوبية
غنّى وتماوجَ ورفّ الهوى
رفّتْ السنينُ لتُعانقَ قلبي ، نقلتني والزمنُ قربَ جدتي لأمي والمكانُ بغداد
كانتْ تجلسُ لتسمع الأغاني الريفية بصوتِ حضيري أبو عزيز وناصر حكيم . لم أكن
أفهمُ هذا الطورِ من الغناء في ذلك الحين،ولكنّي سمعتُ خالي والذي كان طالباً في المرحلةِ
النهائىة لكلية الهندسة،قال إن لحضيري أغنية قديمة جميلة،وقد فهمتُ بعد زمنٍ بأن الأغنية
من الطور المحمداوي .حين عدتُ ذات يومٍ لبغداد بحثتُ عنها..ولازلتُ أسمعها
في ذاك الوقت كنتُ أحبُ الجلوسَ قربَ جدي لأمي والذي عاش أكثر سني حياته في بغداد
كان يعشقُ المقامات البغدادية، ومثله أنا في حبي لهذا الغناء لكن الروحَ تبقى معجونةً
بالأنغامِ السومرية
وتبقى دفْ أهلي أنغامٌ حملني إليها زورقُ الأهوارِ السومري
كنتُ أسمعُ عن زوارقِ الأهوارِ والذي كان جدي لأبي أحد الماهرينَ في صناعتها. سمعتُ
إنه حين يتعب من العملِ ومن ضجةِ العائلةِ الكبيرة كان يذهب إلى الهور،وفي زورقِه يبقى
أياماً يعيشُ على السمكِ الذي يصطاده بيده.سمعتُ الكثيرَ عن هذا الجد لكني لم أره ولاالجدة
ولا البيتُ الذي سمعتُ القصصَ عنه وعن الشاطئ بقربه وأمسيات القهوة العربية
والمضيفُ الذي كان يأوي المارين في الطريق
أحببتُ أن أرى هذا البيت،وفي أواسط الثمانينات من القرن الماضي وخلال الحرب العراقية
الأيرانية،ذهبتُ مع إحدى قريباتي،كان لها إبنة تخرجتْ للتوِ من كلية الطب ولسماعِها الكثير
عن قلعةِ صالح من أهلِها طلبتْ أن تكون إقامتها التطبيقية والتي تسمى قرى وأرياف،في هذه
الناحية وهي إحدى نواحي مدينةِ العمارة في الجنوب،وذهبتُ مع قريبتي ومع إحدى
بناتِ عمي
حين وصلنا لمدينةِ العمارة في المساء قضينا الليلة في فندقٍ للأستراحة . وفي النهار توجهنا
إلى قلعةِ صالح ،ولم تكن تبعد كثيراً عن المدينة
هذه الناحية لم تكن واسعةً ولا مزدحمةَ البناء،لكن أي عذوبةٍ .كان الهواءُ عذوبةَ النهرِ الذي
يقسم المنطقة إلى قسمين والأرضُ كانتْ بساتينُ النخيلِ، ولازلتُ أذكرُ طعمَ التمرِ الذي كان
يأتينا من هناك .سألنا عن البيت وبسهولةٍ قادونا إليه،رأينا في الساحة الواسعة للدارِ نسوةً
وأطفال . سألنا النسوة ما الذي جاء بهم قلن هم عوائلٌ من القرى على طريقِ البصرةِ هربوا
من الصواريخِ الأيرانية ولجأوا لهذا البيت وكان فارغاً
وفي وتقريباً السنين الأخيرة من الثمانينات ولا زالت الحربُ لم تنتهي، جاءت أختي من
السويد في زيارةٍ لبغداد. قالتْ أريدُ أن أرى بيت جدي
ذهبنا وفي نفس الطريق ،لازلتُ أذكر حين وقفنا قرب الشاطئ مقابلَ البيت،بكتْ وقالت
أريدُ أن أعيشَ هنا وفي هذا البيت ولا أريدُ السويد
ولا أي مكانٍ آخر غير هذا
إنهُ الحبُّ ، هو هناك
هناك الحبُّ في ظلالِ ا لحنين
وبين أفياءِ العيونِ السومرية
هناك الهورُ للقلوبِ يغني
لا يعرفُ مسلماً ولا مندائياً
هناك الذكرياتُ جاءتْ عابرةً بدمعةٍ
والقارِبُ نغمٌ سومري
فأيّ ندىً لامسَ القلبَ
18/5/2013
ستوكهولم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج