الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللبلابيون

مصطفى بالي

2013 / 5 / 19
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يبدو أن نصيب سوريا من ربيع الشعوب كان أعاصيراً وبَرَدَاً عصفت بما زرعه السوريون من آمال بالتحرر وسوَّته بالأرض مزيلة كل أمل لهم بحصاد الحرية وكان قدرهم أن لا يتنعموا بشمس الربيع وعبق أزاهيره وأريج حقوله.
بدأ الحراك الجماهيري السوري من أزقة حارات مدنه على طول البلاد وعرضها معبراً عن أحلام الطفولة بغد أفضل وحلم الشبيبة بوطن حر,إلا أن لراكبي الأمواج كان رأي آخر, إذ هم المتربصون دائما بكدح الشعوب.
ركب اللبلابيون موجة الثورة وتماهوا مع الحالة بسرعة عجيبة غريبة يذهل لها المرء كيف يستطيع الإنسان تغيير جلده والتماهي مع الظرف بهذه السرعة لدرجة تثير فيك مشاعر الإعجاب أحيانا.
انقسم اللبلابيون لثلاث مكونات أساسية في موجة الثورة السورية تتقوت بالثورة وتسلب الشعب رؤيته
الأول: المكون الأول يرى نفسه ممثلا للشعب السوري ويرفض التنوع الإثني والعرقي والطائفي في سوريا، هذا المكون الذي عانى من النظام ماعاناه في غابر الأيام سقط في امتحان السلطة وأصبح وجهاً آخراً للنظام والتسلط برفض التنوع بل كان أسوأ من النظام في محطات أخرى حيث دأب النظام على تحويل المجتمع إلى (عربي اشتراكي موحد)بينما هو دعا إلى أسلمة المجتمع وقتل جمالية التنوع لصالح الطائفة(الفرقة الناجية)
الثانية: الثوار الجدد الذين انشقوا عن النظام وتحولوا لثوار بين ليلة وضحاها مستغلين انشغال الشارع السوري بمقارعة النظام وعدم قدرتهم على التفرغ لطرح السؤال عن مدى صوابية أوصحة تحول شخص ما من أحد أهم أركان النظام لثوري يدافع عن قوت ولقمة الفقراء من أبناء سوريا أومن أحد رموز القمع في اقبية الأمن إلى ثائر يعد الناس بالحرية
الثالث: الفئة التي وقعت في مصيدة مقولة(التخلص من النظام حتى لو تحالفنا مع الشيطان)ناسين أومتناسين أن تصور بناء النظام البديل هو أصعب بكثير من إسقاط النظام الحالي وبالتالي الإلحاح على إسقاط النظام قد يؤدي لسقوطه على الفقراء والمساكين من أبناء الوطن ويدهسهم دون أن نصل إلى الغاية الحقيقية من إسقاطه فإسقاط النظام ليس هدفاً بحد ذاته بل البديل هو الهدف الحقيقي.
الفئات الثلاث تحالفت كثالوث رعب على أنفاس الشعب السوري مضافاً إليهم وحشية النظام فاكتمل مثلث الرعب الذي يقض مضاجع شعبنا بكل مشاربه.
الثورات إذ هي نتاج كدح الشعوب يتربص بها المتسلقون عادة لكن موطن غباء المتسلق أنه لا يتخذ عبرة من التاريخ ذلك أن إرادة الشعوب هي الفيصل النهائي في الثورات ولا يصح إلا الصحيح في الثورات إذ لا يمكن للمتسلق أن يتسلق على مدى الدهر ولابد أن تأتي لحظة سقوطه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام




.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف


.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام




.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا