الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


... حكي من القلب

إبراهيم إستنبولي

2005 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


I - تساؤل :
- لماذا لم يسبق لنا نحن السوريين أن رأينا ( كما عند باقي خلق الله ) كيف أن الوزير الجديد يتسلم الوزارة من سلفه . و بكل روح رياضية و ديموقراطية ، كما حصل مؤخراً في لبنان مع أن الوضع هناك " مخربط " الآن ؟
- لماذا لم نسمع في يوم الأيام وزيراً يرفض أو يعتذر بلباقة عن الاشتراك في الحكومة .. لأي سبب و لو مرة واحدة في تاريخنا الحديث ؟ كما فعلها الأستاذ غسان سلامة مع حكومة نجيب ميقاتي .
- لماذا لا يحدث عندنا أن وزيراً أو نائباً أو مسؤولاً أمنياً قدم استقالته احتجاجاً على سياسة معينة أو إحساسا منه بأنه ارتكب خطأ فادحاً في وزارته أو و هو على رأس عمله - ربما جرّ البلاد إلى كارثة ؟
- لماذا لا يوجد عندنا اختصاصيين قادرين على تمثيل شركات أدوية عالمية لإلقاء محاضرة حول عمل بحثي يتعلق بعقار ما .. بينما دائماً يقوم بهذا الدور زملاء من لبنان أو الأردن أو مصر ؟ لماذا لا يثق أي مسؤول سوري بالطب الوطني .. ما يجعله ينتقل إلى أوروبا أو إلى لبنان على وجه السرعة عند تعرضه لأي وعكة صحية ؟ .. طيب و المواطن الغلبان حي يعمل أيه ؟
- لماذا المثقفون السوريون ، المعارضون خصوصاً ، بيكتبوا كويس .. لكن بس يطلعوا ع التلفزيون بيتلخبطوا و ما عاد يعرفوا يناقشوا كويس أو يعرضوا أفكارهم بشكل مرتب و واضح ؟ ( على الأرجح لأنو طول عمرنا عايشين في أجواء ديموقراطية و دون أن يتعرض المثقفون لكم الأفواه و السجن على رأي أو كلام قالوه ).
- ...
- ...

II - لو :

لو كنت صاحب قرار :
- كنت ألغيت الصفحة الرياضية من الجرائد الرسمية . و بذلك كنت وفّرت على الدولة ثمن الورق و الحبر و استهلاك آلات طباعة و أجور عاملين و أجور صحفيين .. إذ ليس سراً أنه لا توجد عندنا بالمعنى الصحيح للكلمة لا رياضة و لا رياضيين و لا إعلام رياضي .. و لا ما يحزنون .
- كنت ألغيت الصفحة الثقافية .. التي لا تزيد علاقتها بالثقافة عن علاقة الصفحة الرياضية بالرياضة .. و لأن الأسماء و ما تكتبه فيها تتكرر لدرجة صرت أشك أن الأمر لا يتعلق بالثقافة فقط ..
- كنت ألغيت كلمة " الثقافي " من اسم الملحق الثقافي ...
- كنت ألغيت الصحف الرسمية بما فيها " صحف أحزاب الجبهة "... و لكنت اشتريت بكلفتها و بأجور الكثيرين من " الكتبة " فيها أعداد من جريدة الحياة و السفير و النهار و وزعتها مجاناً على من يرغب .
- كنت سحبت من الخدمة آلاف السيارات التي تم وضعها في خدمة المهندسين و الموظفين في مختلف مؤسسات الدولة .. فهي تجوب شوارع المدن ليلاً نهاراً يقودها الموظفون و أبناؤهم و يستخدمها معظمهم في أعماله اليومية و الخاصة .. و لكنت خصصت لنقل الموظفين وسائل نقل حديثة و أنيقة .. تحضرهم إلى العمل صباحاً و تعيدهم إلى المنزل في نهاية الدوام الرسمي . وبذلك يتم توفير مبالغ لا تعد و لا تحصى على الدولة و على البيئة و لكانت خفت زحمة المرور في المدن الكبيرة ... و لكان صار البنزين أرخص بكتير .
- ...
- ...

III - يا ريت :
- يا ريت ترجع بلدنا اجمل بلد في العالم .. و يصير فيها حدائق و غابات تضاهي حدائق بابل .. و تكون شوارعها نظيفة واسعة .. و الهواء نظيف غير ملوث .. و البحر كمان نظيف .. و الشاطئ مثل شواطئ البلدان الأخرى خالياً من الوسخ و الفوضى و في متناول المواطن الغلبان .
- يا ريت تختفي كل الطرطيرات و السيارات العتيقة المهرهرة .. و أولها الحكومية و سيارات الجيش .. و من اجل ذلك يا ريت يصير سعر السيارة متل باقي البشر ..
- يا ريت تختفي أحزمة الفقر حول دمشق .. و ترجع الغوطة بكل بهائها .. و ينتقل قسم مهم من الوزارات و مؤسسات الدولة إلى خارج العاصمة .. و يرجع إلى ضيعته كل من هاجر إلى دمشق بحثاً عن لقمة العيش أو ذهب إلى الخدمة الإلزامية و لم يعد ...
- يا ريت تصير الدولة عندنا علمانية : الدين لله و الوطن للجميع .. عن جد و بلا نفاق .. و يصير كل إنسان حر أن يذهب إلى الجامع أو الكنيسة أو إلى حانة فريدي في شارع العابد اللي عم يحاولوا يغلقوها أو إلى أية حانة في أية مدينة سورية .. و يصير كل واحد حاسس انو سوريا بلده بكل ما للكلمة من معنى بغض النظر عن دينه أو قوميته .. و هذا ممكن ببساطة و جدا .. وقد لمسته في سهرة على هامش ندوة طبية في منتجع مشتى الحلو .. حيث راح المطرب يغني عن البنت القامشلية و الحلبية و الشامية و اللبنانية و العراقية و الطرطوسية و الدرعاوية و من السويداء و من دير الزور .. العربية و الكردية و التركمانية كمان .. و راح الحضور يرقصون " من كل قلبهم " .
- يا ريت الشعب السوري عمرو ما يحمل سلاح ع بعضوا .. و مهما كبرت الخلافات يبقى الحوار هو سيد الموقف .. و يا ريت السلطة في سوريا ما تستخدم التعذيب أو السجن أو الاضطهاد ضد المواطنين بسبب رأي أو محاضرة أو عمل سياسي سلمي ..
- يا ريت كل مواطن يحافظ على المال العام .. و كل أموال سوريا ترجع تعمل و تعمّر ها البلد ... و يا ريت كل إنسان يدرك أن المال لن يطيل عمره و لن يمنع عنه المرض و الموت .. و أن المال ما بيعمل لا سعادة و لا طمأنينة .. و أنه لن يأخذ معه إلى القبر سوى أعماله. و للجميع أسوة حسنة في سيرة الرئيس الراحل الحريري ( رَحِمَهُ الله ) : يذكره الآلاف بما قدم من مساعدة لهم في التحصيل العلمي أو لناحية بناء المساكن و المدارس . فهل يدرك أثرياؤنا ذلك ؟
- ولذلك يا ريت يرجع للثقافة دورها .. و يصير المثقف إذا مش أهم فعلى الأقل متل أي مسؤول .. بينتج فكر و أدب و شعر و سينما و مسرح .. و هو مرتاح البال انو ما رح يجوع .. كي لا يصير مثقف تابع للسلطة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج