الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فعالية الخارج وعجز الداخل

ساطع راجي

2013 / 5 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


واشنطن وموسكو ولندن وطهران وأنقرة وعواصم أخرى، الامم المتحدة ومعها منظمات دولية، تبدو كلها أكثر إهتماما بالشأن العراقي من القوى السياسية الحاكمة والمعارضة في العراق، الساسة العراقيون منشغلون بالادارة اليومية لخلافاتهم ومناوراتهم ولقاءاتهم التلفزيونية، واحيانا منشغلون حتى بإدارة صمتهم لتقليل مستوى فضائحيته، العالم منشغل بالعراق خشية من تأثيرات التدهور فيه على بقية المنطقة وما سينتج عن حرب أهلية واسعة تتزايد نذرها من اعباء دولية.
ساسة العراق منشغلون بادارة الأزمة حزبيا ولذلك هم اما يعملون على زيادة اشتعالها لرفع ارصدتهم وللتغطية على فشلهم العام أو يتجاهلون الازمة لأنهم لا يمتلكون القدرة على المبادرة وطرح الحلول وتحقيق المقاربات، الساسة عاجزون عن ايجاد مخرج للبلاد من الازمات التي يصنعونها هم انفسهم، هذا العجز هو فشل أصيل يمتد الى عقود من العمل السياسي المتخبط الذي بقي تائها حتى انقذه التدخل الخارجي، ونبدو اليوم بأمس الحاجة الى دور خارجي حاسم لايقاف الانهيار الامني والسياسي، وهو ما تدركه القوى السياسية العراقية وتعرفه ايضا القوى الدولية ولذلك هناك حراك ايراني وامريكي واسع، قد يصل الى حد المشاركة في الترتيبات الامنية، وعلينا ان نتذكر هنا التسوية الامريكية الايرانية في 2008 بعد سلسة مفاوضات أدت الى ايقاف الحرب الاهلية عبر تجميد المليشيات وتجنيد العشائر ضد القاعدة والضغط الامريكي على دول الجوار العربية لايقاف زحف الارهابيين والى حد تنفيذ عمليات داخل الاراضي السورية وضخ آلاف الجنود الامريكان الى شوارع بغداد وبقية المحافظات، هذه العملية كلها تم الاستيلاء عليها اعلاميا من ائتلاف دولة القانون لأن الامريكان والايرانيين غير معنيين بشجارات القوائم الانتخابية المتنافسة.
لقد جربنا في العراق فاصلا زمنيا بدون دور خارجي لردع الساسة المتخبطين والفاشلين واكتشفنا انهم جميعا قادرون على قتل المواطنين واطلاق النار عشوائيا واثارة الاحقاد الطائفية وتحريض مكونات البلاد ضد بعضها البعض وقادرون أيضا على مواصلة الفشل في كل القطاعات.
من المؤذي ان يكون العراق بحاجة الى اطراف خارجية لتهدئة أبنائه الغاضبين والمتقاتلين، خاصة وان هذه الاطراف الخارجية مسؤولة أيضا عن الجزء الاكبر من الازمات التي تعيشها البلاد، لكن من يمتلك حلا يؤدي الى ابعاد البلاد عن الاقتتال دون اللجوء الى الاطراف الخارجية، خاصة وان كل ما في العراق من مشهد سياسي صنعه الخارج ومازال يتحكم به واذا اردنا الخلاص من الخارج وجدنا انفسنا أمام قوى عاجزة عن كل شيء وفي كل المجالات، خياراتنا مرة وأحلاها هو ما يؤدي الى موت أقل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب