الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنيف 2 - هل يمكن دفن الخلافات السورية - السورية ؟

علي مسلم

2013 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الاتفاق الروسي الأمريكي في موسكو حول دفن خلافتهما بخصوص سوريا في الثامن من هذا الشهر ( هذه الخلافات التي كانت وراء تأخر الوصول إلى صيغة حل دولي لإنهاء الصراع الدموي في سوريا حتى الآن ) والسعي معاً لإجراء محادثات حول ضرورة إجراء حل سياسي للنزاع الدائر في سوريا عن طريق حث الأطراف المتنازعة على قاعدة اتفاق جنيف التي توصلت إليها مجموعة العمل من أجل سوريا في 30 حزيران 2012 والتي ضمت بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية ووزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وزراء خارجية العراق وقطر والكويت وتركيا وكوفي عنان المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا حينها والمتضمن تشكيل حكومة انتقالية من طرفي النزاع مع الإطراف الأخرى (دون توضيح المقصود ) بحيث تمتلك هذه الحكومة صلاحيات تنفيذية كاملة والإبقاء على مؤسسة الجيش والأجهزة الأمنية بعد إجراء الترميمات اللازمة عليها (يجب تأمين استمرارية المرفق العام أو ترميمه ) دون الإشارة إلى مصير الأسد وذلك عبر مؤتمر دولي يحضرها نفس دول مجموعة العمل من أجل سوريا بالإضافة لممثلي طرفي النزاع في جنيف2 نهاية الشهر الجاري ، يأتي هذا الاتفاق المفاجئ وسط أجواء شديدة التعقيد على مستوى ساحات القتال في الداخل السوري حيث يتمادى النظام في ارتكاب أفظع المذابح بحق المدنيين العزل كما حصل في الجزء السني من بانياس ومنطقة القصير في محافظة حمص وباقي الأجزاء السنية من سوريا للإيحاء بأن طابع الصراع في جوهره طائفي حتى يفسح المجال لنفسه باتجاه عزل المناطق ذات الغالبية العلوية للاستحواذ بها عندما يتضاءل إمكانية الاستحواذ على كل سوريا والذي بات مستحيلاً ضمن المعادلة التي عمل لها النظام بالاتفاق مع الجانب الإيراني وحزب الله وأطراف دولية أخرى خصوصا بعد الاستخدام المحدود للأسلحة الكيميائية بمعرفة وموافقة روسية ، في المقابل تزيد فصائل الجيش الحر الغير منسجمة من حصارها للمطارات العسكرية وقطع أوصال الجبهات على مستوى الوطن السوري بعد استيلائها على أغلب المعابر الحدودية ومعظم آبار النفط الفاعلة في خطة ترمي إلى بسط نفوذها على الأجزاء الأخرى من سوريا، وهذا يفسر بالتأكيد محاولة كل طرف التحكم بالمزيد من أوراق القوة بغية استخدامها في الإطار التفاوضي المزمع إجرائه لاحقاً كخيار يبدو أنه الوحيد ، فربما يأتي هذا التطور المفاجئ في موقف الطرفين الدوليين على ضوء التطورات الدراماتيكية على ساحات الاقتتال الساخنة فالطرف الروسي ربما يعمل بكل ما يملك من قوة في سبيل الحفاظ على موقعه في المياه الدافئة في البحر المتوسط تعويضا لما فقده من نفوذ في دول ثورات الربيع العربي (مصر وتونس وليبيا واليمن) من خلال الإبقاء على الجزء العلوي من الجغرافيا السورية بما فيها محافظة حمص وبعض مناطق ادلب وجزء من محافظة حماة كدويلة علوية وبالتالي تقسيم سورية أرضا وشعبا ، يقابله إستراتيجية أمريكية مضمونها الإبقاء على سورية موحدة لكن بدون قوة ومنهكة اقتصاديا وعسكرياً بحيث تستطيع التحكم في مستقبلها بدون إي نفوذ أوربي وخصوصا الروسي منها ، فالمعارضة التي كانت ترفض أي حوار أو التقاء مع السلطة يكون الأسد رئيسها والتي ما زالت تتمسك بهذا الشرط بالرغم من الخلافات الداخلية التي لاحت بين صفوفها مؤخراً خصوصاً بعد استقالة الشيخ معاذ الخطيب من رئاستها والذي أفقدها جزءاً كبيراً من هيبتها كطرف وحيد استحوذ على شكل من الاعتراف الدولي يقابلها إصرار من الجانب الرسمي على أن أي حوار أو تفاوض يجب أن لا يكون شاملاً بحيث يمس الجوانب السيادية كمؤسسة الرئاسة ومؤسسة الجيش والأمن ،يأتي هذا الإصرار السوري الرسمي بعد الإفصاح عن صفقة أسلحة روسية نوعية سوف تحصل عليها خصوصاً بعد التسريبات الإعلامية التي نصت على فشل نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في إقناع الرئيس الروسي بوتين على العدول عن هذه الصفقة التي سوف تغير من الموازين العسكرية والسياسية على الأرض بالرغم من حالات التفكك والتقهقر التي ألمت بالجيش السوري كمؤسسة فاعلة وحاسمة في الميزان الاستراتيجي وفي الوقت نفسه يوحي هذا الاتفاق المزمع إن تحقق ؟ على أن الموقف الدولي المتأرجح ما زال بعيدا عن مسألة الحسم لصالح طرف وطالما انه يعمل ضمن صيغة أقل ما يقال عنها أنها توافقية فهي بالتأكيد تحمل بذور فشلها في أحشائها كون الوضع على الأرض قد تجاوز ذلك كثيراً من حيث التوقيت وحجم المأساة ، فالشرخ الذي طال الواقع المجتمعي السوري باعتقادي تجاوز مسألة الجلوس على طاولة واحدة وكأن شيئاً لم يكن، فآلاف الضحايا والملايين المشردة وهذا الدمار الكارثي قد لا يكون من السهل تجاوزها ونسيانها ، ومن الصعب أن يتجاوز الشعب السوري هذا الكابوس المزعج حتى وإن استطاع السياسيون تجاوزها و سيبقى الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه فقط هو الذي سيدفع هذه الفاتورة الباهضة ريثما ترسي هذه السفينة الرهيبة على بر.........؟؟؟
علي مسلم - عضو اللجنة السياسية لحزب ازادي الكردي في سوريا
هولير 19/5/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو