الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


2 / نظرية المؤامرة أم مؤامرة -نظرية المؤامرة- / نَمَوْذَجٌ مستو في سورية ]

أيوب بن حكيم

2013 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



سؤال : منذ متى و إيران الصنديدة مهددة بضربة ؟ فلوازن طريقة تعامل الغرب مع العراق و وسعودية الملك فيصل وبين طريقة تعامله مع إيران، لنفكر قليلا ولنفترض أن العراقَ نظامٌ ممانع و إيران نظام ممانع ؟ بالله عليك كيف يدخلان في حرب الثمانية سنوات ؟ ينتج من كلامي نتيجة واحدة لا ثاني لها "أحدهما كان يعمل لأجندة".
بما أنني لا أصدق الجزيرة ولا أصدق قناة الدنيا ولا الميادين فلا دليل على أن الكيان الصهيوني يعطي الأسلحة للثوار ولنفكر قليلا : كيف يقبل الثوار "وأغلبهم الآن سلفي جهادي" من كيان ـ لا يطيقون وجوده ـ أسلحة ؟ أما تدفق الأسلحة إلى سورية من جهات كثيرة فواضح أنه صحيح، والنظام الذي لا يحمي حدوده عليه أن يرحل حتى ولو كان شريفا، ولنفترض أن بشارا بقي، ماذا سيحكم ؟ دولة دون اقتصاد ؟ مدنا خراب ؟ من سيمول انذاك عمليات الإعمار و 90 في المئة من الكون ضده ؟ من سيتكفل ؟ عملية حسابية بسيطة لموازين القوى ستجعل هذا النظام حتى ولو بقي دون مال مع عداء شديد لجيران كان يعول عليهم إلى الأمس القريب
ـ هذه سياسة سيدي الصنهاجي،وسأعطيك الدليل القاطع على تأويلي السياسي :
قبل أشهر صرح الكيان الصهيوني المسمى"إسرائيل" بأن أعدى أعدائه هو "دولة قطر"، فإن صدقنا هذا كنا مهابيل لاشك، وإن صدقنا رضى أمريكا على "المنبطحين" سنكون مهابيل أيضا، فالسعودية تمول جهارا تنظيم القاعدة، وبها ملايين ملايين آبار البترول، لذلك تضرب أمريكا و الغرب صفحا عن تصرفاتها، اما فيما يخص تركيا فهي مقيدة باتفاقيات دولية لا تستطيع الخروج منها من عهد "النظام العسكري"، ولا ننسَ ان تركيا لديها مشكلة عويصة مع إخواننا الأكراد، وأمريكا تعرف هذا جيدا وتستغله بقذارة شديدة ....
أما الشق الأول من السؤال " لماذا أمريكا ليست راضية عن سوريا وإيران" من قال لنا هذا ؟ سأذهب مع هذا الافتراض إلى النهاية، لو صح هذا الكلام لما ضربت إيران العراقَ بصواريخ مستوردة من ما يسمى بإسرائيل لو وضعت أمريكا و الحلف الأطلسي أعينها على إيران هل سيبقى نظامها ؟ ولاتنس أن الشعب الإيراني ـ في شق منه ـ ثار ضد نظامه إبان الانتخابات وتم محق الثورة وسكتت أمريكا وصفقت روسيا !! وقال النظام الإيراني أنذاك "هذه مؤامرة" فلو كانت مؤامرة لم صمتت أمريكا صمت القبور ولوجدتها فرصة للانقضاض .
يقول البعض إن سورية وقفت إلى جانب حماس، هذا الوقوف نصفق له لامحالة [رغم أن غزة قصفت مرتين وهو يتفرج ]، وجولانه مايزال محتل ولم تطلق منه رصاصة واحدة [ يالها من ممانعة ] أما فيما يخص "حزبَ الله" فالجميع يعلم أن سورية و حزب الله مشاركان في السراء و الضراء و-لك لا علاقة له بالممانعة في شيء، ولو كان هذا النظام ممانعا لم احتل دولة أخرى ـ لبنان ـ في حين لم يجرؤ على تحرير جولانه .
من جهة ثانية فما أعلمه هو أن الأنظمة الممانعة تمحى فورا من الوجود [اغتيال الملك فيصل ] وتجربة صدام ـ تجويعا و إنهاكا و قصفا ـ لا تزال على مرأى منا، فإن صح أن صداما كان ممانعا فلماذا اتهم حافظا البعثي مثله بالحيانة المدوية ؟ و يلزم من كلامي نتيجتان لا ثالث لهما :
1 ـ إما ان صداما كان خائنا .
2 ـ إما أن النظام السوري خائن .
والسنن [القرينة ] و المؤول في ذلك هو أن حربا ضروسا دارت رحاها ين إيران و العراق استوردت فيها إيران الأسلحة من إسرائيل [1] في حين أن سورية تختبئ تحت معطف إيران، فيلزم منطقيا أن أحد الطرفين خائن للقضية : إما العراق أو إيران وسورية، ولا احد يرمي صداما بالخيانة، فتنتج عن ذلك نتيجة مُفادها أن النظامين السوري و الإيراني يعيثان فسادا في الأرض، ولو أرادت أمريكا أن تطيح بإيران ـ عدوة الأعراب كما يرى البعض ـ لأزالتها بألف سبب وعلة، وبما أن إيران منبطحة ولا تملك سوى الكلام الرنان فقد أخلي سبيلـُها، وبما أن سورية لا تملك بترولا ولا غازا كافيين لإسالة لعاب الغرب فهاهو تركها لمصيرها،ولو كانت تمتك آبار الذهب الأسود على غرار ليبيا لما بقي بشار و آله لحظة واحدة ....
فكرتي الأولى تتلخص في شيء واحد : عدم استمراء التلون الفكراني، فيجب ألا ننسى أنفسنا ونتحدث بمصطلحات "الرأسمالية" و "الإمبريالية" وهي مصطلحات تنتمي إلى حقل فِكراني واضح يجب أن نتحرر منه ومن جميع المكبلات الأخرى التي تمنعنا من التفكير غير المضغوط .
من جهة أخرى فقد تابعت فيديو لصدام حسين يخوّن فيه حافظا الأسد تخوينا مهولا، ومتى حضرني بعثته لك .. إن صح هذا فإيران الممانعة الصنديدة كانت لتزول منذ أمد، أليس تركيا ممانعة وبشرف؟ فكيف تتآمر دولة ممانعة على دولة ممانعة ؟ الحاصل أن كل نظام يرى نفسه في وضع داخلي مأزوم يلقي بالمعطف إلى الخارج ليتقي حر الداخل، سؤال : لو صح كلام "أن المعارضة تستورد السلاح من إسرائيل" فهذا يعني شيئين لا ثالث لهما:
1 ـ أن المعارضة السورية غبية جدا.
2 ـ أن المعارضة السورية خائنة جدا ...
والغباء و الخيانة لا تدفع بالناس إلى الاستشهاد في سبيلهما

هوامش :

[1] راجع كتاب "الأستاذ الخميني في الميزان" وهو لمرجعية من مرجعياتهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا