الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أنتم شيوعيون؟

محمد المثلوثي

2013 / 5 / 20
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


هل أنتم شيوعيون؟ في الحقيقة نعم. غير أن ذلك لا يجيب عن سؤال ما هي الشيوعية التي نتحدث عنها؟
الشيوعية حركة تقع في التاريخ المادي للبشر وليس في التأمل الفلسفي والايديولوجي ولا حتى في الأفكار التي يكونها الناس عن أنفسهم وعن عالمهم، وهذه الأفكار هي نفسها متشابكة مع تاريخهم المادي ولا تنفصل عنه الا في أشكال وهمية...الشيوعية هي تحول الانتاج الى انتاج اجتماعي، وهذا ما تقوم به وتدعمه يوميا الرأسمالية...الشيوعية هي تحول التاريخ الى تاريخ عالمي وخروج البشر من انعزالهم المحلي وهذا أيضا ما تقوم به الرأسمالية وتطوره من خلال السوق العالمية وتشابك اقتصاديات جميع الدول في بوتقة واحدة بما يجعل كل نزعة انفصال عن الرأسمالية بدون نشوب ثورة اجتماعية أممية محض خيال....الشيوعية هي تقلص حاجتنا للعمل وتوفر الامكانيات الهائلة للتمتع بما يسمونه الآن "وقت فراغ" بينما هو في الواقع حياتنا الانسانية الحقيقية وهو ما يقود اليه التطور الراسمالي.....وهكذا فكل ما يميز الشيوعية تاريخيا انما هو من انتاج الرأسمالية، أي من انتاج الحركة التاريخية نفسها وليس أفكار هذا الفيلسوف أو ذاك. غير أن التطور الهائل للقوى الانتاجية قد تحول منذ زمن الى قوة تدميرية في اطار التملك الفردي الطبقي لوسائل انتاج الثروة وتوجيه الانتاج نحو الربح والمبادلة والمنافسة وهذا ما يجد تعبيره في النهوض الثوري المتكرر لطبقة تتسع كل يوم هي طبقة المبعدين من الملكية، وهم ما يمكن تسميتهم بالبروليتاريا. هذه الطبقة الاجتماعية لا تملك بطبيعة وجودها أية مصلحة طبقية خاصة، بل ان مصلحتها تتعارض مع كل مصلحة خاصة، لذلك فان تحررها لا يكمن في اعلاء نفسها كطبقة سائدة بدل الطبقة البورجوازية، بل في انهاء كل سيادة طبقية. وهذا ليس لأن البروليتاريا تمثل اليسوع المخلص، بل لأنها لا تجد واقعيا أية امكانية للسيادة، فتحررها يعني انهاء شروط وجودها كطبقة وبالتالي انتهاء أسلوب الانتاج القائم والاستعاضة عنه بأسلوب انتاجي جديد لا يعتمد على العمل المأجور الذي هو المفرخ الفعلي للرأسمال. ذلك أن العمل والراسمال يشترطان بعضهما، والشيوعية بالضبط هي حركة تجاوز الرأسمال والعمل وليس اعلاء طرف على طرف آخر. أما انهاء الرأسمال والعمل (طرفا العلاقة الرأسمالية) فغير ممكن بدون الانهاء الثوري المسبق للدولة والاستعاضة عنها بادارة تعاونية كمونية، ذلك ان الدولة لا تمثل سوى العصابة المسلحة للطبقة السائدة ولا يمكن لهذا الجهاز القمعي أن يسمح بتطور أي بناء كموني ولا بأي تسيير ذاتي للبشر لشؤونهم.
اذا كان هذا هو المقصود بالشيوعية، واذا لم تتحول الشيوعية الى أسطورة خلاص تقبع في المستقبل البعيد بينما يكون مطلوبا من الشغيلة الآن الخضوع لسلطة جديدة باسم "الاشتراكية" و"الطور الأدنى للشيوعية" أو "المرحلة الديمقراطية" وغير ذلك من التخريجات الايديولوجية المبررة للتسلط والهرمية الاجتماعية، فنحن بالتأكيد شيوعيون
هيئـات العمـل الثـوري -حركـة تمـرّد (تونس)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا شغيلة اليد والفكر وكومونيوا العالم اتحدوا
فؤاد محمد محمود ( 2013 / 5 / 21 - 14:09 )
الرفيق العزيز محمد
حقا انكم تصعون النقات على الحروف بمنتهى الثورية والابداع
اعانقكم


2 - التصنيفات المعرفية
محمد البدري ( 2014 / 9 / 29 - 11:46 )
تحياتي وشكري الجزيل لهذه المقالة الكاشفة بوضوح معرفي ، ولعل المقال بكاملة يقع داخل الوعي بالراسمالية وشروط تنميطها لعلاقات العمل واتي عبرت عنها باختزال مكثف الجملة -ذلك ان الدولة لا تمثل سوى العصابة المسلحة للطبقة السائدة - . وهو قول ينطبق ببعض من التحفظ علي كلمة -مسلحة- علي العالم الرأسمالي لكنها تنطبق بكليتها بدون اي تحفظ علي اي كلمة فيها علي ما نقول عنه نظم عربية في المجتمعات التي ندعي انها عربية. فالعصابة المسلحة هناك رعت العلم والمعرفة وحرية الرأي بل انتجت الماركسية من داخلها لان الجدل كان فاعلا، اما العصابات العربية / الاسلامية عندنا فلا جدل ولا جدال ولا معرفة ولا فن ولا تعليم بل جهل وعتمة. فهل تضع الجميع كعصابات في خانة واحدة وتحت نفس التصنيف الطبقي. تحياتي واحترامي وتقديري.


3 - الحزب الشيوعي الذي اوجده ماركس
علاء الصفار ( 2014 / 9 / 29 - 12:31 )
تحيات السيد محمد المثلوثي
ان الدولة هي اداة عنف لتلطيف الصراع الطبقي,ان الشيوعية هي الشكل الوحيد الذي سيلغي الدولة كجهاز قمعي ان الظلم كان دائما من سيادة الملوك والنبلاء فهم كانوا يستحوذون على جهد الشعب العامل لذا كان وجوداً للدولة.فهكذا الاقطاع والكنيسة تطفلوا على الشعب من خلال جهاز السلطة والشرطة التي تجني الضرائب,أما الرأسمالية فهي من انتجت البروليتاريا,وكل أعمال الرأسمالية ضرورية إذ نشرت قيم الثورة البرجوازية وزجت بالشعب إلى المعامل و ثقفت بالعدالة الاجتماعية وضربت رجال الكنيسة و حولت الانتاج إلى شكله الاجتماعي وبعدها صار سلطة الرأسمالية قوة رجعية لا ترعب بالمسير بالثورة شوطاً أبعد,للإبقاء على الملكية الخاصة المتناقضة من شكل الانتاج الاجتماعي لذا ان الشوط لانهاء الاستغلال يذهب ابعد من العدالة الاجتماعية التي نادت بها البرجوازية حين كانت ثورية, فأن ماركس حدد أن البروليتاريا من سيلقي بجهاز الدولة الرأسمالية إلى المتحف مع المحراث الخشبي,فالخلاص من ظلم طبقي يأتي عبر إزالة الفوارق الطبقية وليس بكلمة معسولة عدالة اجتماعية لجهاز القمعي( القوة لاتمنح شئ).الشيوعية شعب بلا جهاز قمع إذ لاسرقة

اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم