الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايها المجتمعين في جاكارتا ماذا ابقيتم من ذكرى باندونغ وعدم الانحياز.

حسين خميس

2005 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الثامن عشر من نيسان 1955هو التاريخ الرسمي لافتتاح قمة باندونغ التاريخية في اندونيسيا والتي استمرت عديد الايام من شهر نيسان لتبحث في سبل التضامن مع نضال شعوب دول العالم الثالث من اجل الاستقلال وتصفية الاستعمار وكانت من نتائج المؤتمر ظهور المجموعة الافرو اسيوية في الامم المتحدة وهي دول حازت على استقلالها حديثا الامر الذي ترك بصماته على مجمل العلاقات الدولية المعاصرة ولا نريد التذكير والاطالة الى الابطال الذين قادوا هذا المؤتمر وسياسته حتى لا نتهم بالبكاء على الاطلال والحنين الى الماضي الذي لن يعود ما دمنا عاجزين عن رفع صرخة في وجه الاستعمار والانتهازيين الجدد في اروقة السياسة
الدولية الجديدة ،والذين وضعوا الخطوط العريضة لسياسة عدم الانحياز التي كان مؤتمر باندونغ نقطة الانطلاق الرسمية لسياستهم وان اختلفوا على التبيرات لوصف ملقاهم هذا من اوصاف مثل عدم الانحياز او الحياد الايجابي او التعايش السلمي فانهم كانوا متفقين ان الوصول الى هذه النتائج يتطلب قبر الاستعمار مرة والى الابد لانه الطريق السليم الى العيش بحرية وكرامة يتطلب عدم التهاون مع بؤر الاستعمار القديمة والجديدة واليوم وبعد مرور خمسون عاما على المؤتمر وسياسته المشرفة ما الذي دعا البعض الى احياء الذكرى بعد فترة طويلة من النسيان والهمود والتبعية وفقدان الكرامة الوطنية عند البعض ولماذا هذا الجو الاحتفالي بالمناسبة ؟لو نظرنا الى المشاركين في الاجتماع الحالي لما وجدنا فيهم الاوصاف والمعايير التي حددها واضعوا استراتيجية عدم الانحياز لتمكنهم من الانتماء الى هذه المجموعة المشرفة ولنبدأبذوي القربى حتى نكون منصفين مع انفسنا الدول العربية جميعها بدون استثناء منحازة للسياسة الامريكية الاستعمارية الظالمة حتى انها متورطة حتى النخاع بالاعمال القذرة التي تقوم بها الاذرع الاستعمارية الغربية في شتى انحاء المعمورة والدول المجاورة للوطن العربي متأثرة بالسياسة الامريكية مثل تركيا الدول الافريقية وحتى ايران التي غازلت امريكا اثناء الاستعدادات لشن الحرب الظالمة على العراق وحتى الدولة المضيفة للمؤتمر الحالي والسابق لم تعد نفسها الدولة التي شاركت ووضعت اسس لسياسة عالمية جديدة وحتى قاعة المؤتمر لم تكن بهذه الفخامة ولم تكن الخشية الامنية على المشاركين كما هي اليوم .
ما نريد ان نقوله ان الاجواء السياسية العالمية في سنوات الخمسون واليوم في الالفية الجديدة لم تتغير فمثلما كانت الحاجة ماسة لانتهاج تلك السياسة من قبل عبد الناصر وتيتو ونهروا اليوم نحن بحاجة ماسة الى سياسة تضامنية وايجابية في مواجهة الاخطبوط الاستعماري العسكري والاقتصادي والاجتماعي الذي تقوده ام الاستعمار امريكا واوروبا نحن بحاجة الى مواقف مشرفة من قبل الشعوب العالمية المغلوب على امرها لمنع امريكا واوروبا من السيطرة على العالم نحن بحاجة الى وقفة مع الشعب العراقي البطل ومقاومته الشريفة من اجل رحيل الاحتلال وليس مع امراء الحرب الذين جاؤوا على ظهر الدبابات الامريكية نحن بحاجة الى وقفة مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي لارضه وبشره نحن بحاجة الى وقفة مع الشعوب الافريقية في مواجهة الفقر والمرض ومحاولة القوى الغربية السيطرة على ثرواته الطبيعية نحن بحاجة الى ميثاق جديد يحدد منهجا جماعيا للشعوب المغلوبة على امرها للتخلص من ظلم حكامها وظلم الدول الاستعمارية التي تريد ان تجعل لقمة الخبز مغمسة بدمائنا وعرقنا ، ونعود ونوجه السؤال الى المجتمعين في جاكرتا ما دمتم جزئا من المنظومة الامريكية لماذا اجتمعتم وما دمتم قد فقدتم حسكم الانساني وتحولتم الى وكلاء للمشروع الامريكي لماذا اجتمعتم ؟والجواب عندنا هو فقط من اجل الصور التذكارية من الطبيعي ان التاريخ لا يعيد نفسه مرتين وبالذات مع اشخاص ابتليت بهم شعوبهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في إسرائيل تطالب نتنياهو بقبول صفقة تبادل مع حماس |


.. مكتب نتنياهو: سنرسل وفدا للوسطاء لوضع اتفاق مناسب لنا




.. تقارير: السعودية قد تلجأ لتطبيع تدريجي مع إسرائيل بسبب استمر


.. واشنطن تقول إنها تقيم رد حماس على مقترح الهدنة | #أميركا_الي




.. جابر الحرمي: الوسطاء سيكونون طرفا في إيجاد ضمانات لتنفيذ اتف