الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعلام العار .. عورة العقل

طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)

2013 / 5 / 20
الصحافة والاعلام


إعلام العار .. عورة العقل
إعلام العار . مصطلح أطلقه الموالون لجماعة الإخوان المسلمين ، تجاه وسائل الإعلام التى تتحرك فى مسارات مغايرة لفكر وتنظيم الجماعة ، وقد انجرف الكثيرون دون وعي خلف المصطلح ، على اعتبار أن الأفكار لابد وأن تكون مؤيدة أو متفقه فى أغلبها مع المطروح الحكومي . فكان لابد للمتلقي أن يقبل نكاح الأطفال ورجم القرود الزانية والجدل حول اباحة أو تحريم صعق البعوض بالكهرباء ، وأن يشعر المقهرون بالرفاهية والراحة ، طالما ذكر إعلام اللاعار ذلك . فى محاولات بائسة لتعليب الوعي فى مسارات سلطوية خادمة للتنظيم ، على الرغم من يقين هذه الوسائل بأن القوانين الطبيعية للبشر ترفض قطعيا تلك الممارسات التغيبية حتى و إن أثمرت مؤقتا تعليبا وهميا للأفكار . أما الوسائل الإعلامية المعارضة فتتحرك هى الأخرى على مسارات أكثر تغييبا للجماهير من محطات التكفير والتغليف وادخال الجنة والاخراج من النار ، بممارسة ألاعيب الاستعلاء العقلي على المتلقي ، وتكريس جميع مفردات العمل الإعلامي من الصوت والصورة للتلاعب بوجدان الجماهير ، فيخرج المتلقي بعد عرض الرسالة بفراغ عقلي متكامل وحيرة وتشويش نتيجة تعرضه للرسائل الاستعلائية . ولأن طبيعة المتلقي العربي تخرج عن مقتضيات التفكير الممنهج وتنحصر فى التلقي الوجداني للرسائل ، فقد أصبح من السهل أن يطلق إعلام المولاة على إعلام المعارضة " إعلام العار " ومن السهل أيضا ، أن يطلق إعلام المعارضة على إعلام المولاة " إعلام الجهل " فى مشهد غير مسبوق من " الردح " الفكري المتغول بتمويلات داخلية أو خارجية ، تهدف إلى تحقيق مصالح فئوية لهذا أو لذاك ، دون وضع مصلحة الأوطان فى الاعتبار . فعلى المستوى الفضائي مثلا ، نجد إعلاما رسميا ممولا من ميزانية الدولة ، وعليه يخضع تماما لرؤية الممولين سواء كانت سليمة أو معيبة ، وإلا أغلقت المحطات الحكومية أبوابها نتيجة حجب التمويل ، وعلى الجانب الآخر نرى محطات تجارية برؤوس أموال داخلية ، تهدف إلى تحقيق ربحية لمالك قناة الإتصال . سواء كانت تلك الربحية فى شكل أموال مباشرة أو خدمة فصيل سياسي بعينه ، يكون بمثابة ربحا مستترا أو وعودا مستقبلية . أما القنوات التجارية الممولة من الخارج والتى لا تهتم بالربحية المادية لملاك قناة الإتصال ، كانت أكثر وحشية فى طرح أفكار راديكالية مؤطرة بالتجهيل المتعمد لخدمة أهداف الممولين . ربما يتساءل البعض عن شكل الإعلام الذي يمكن للمتلقي الوثوق به ، نعود به إلى عشرات الأبحاث والدراسات التى نشرناها من قبل حول " إعلام الهيئات الوطنية " وقد أفضنا من قبل فى هذا الموضوع المهم . فقبول تلك الاصطلاحات الدعائية كإعلام العار وإعلام الجهلة وما شابه من مصطلحات ، دون وقوف على المصطلح لغويا وإجرائيا ، ليس عارا فى الإعلام ولكنه عوار فى العقل الذي يقبل هذه الترهات دون وعي بطبيعة الإعلام والنظريات الحاكمة له .
طلال سيف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة