الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن جريمة خطف الجنود: عشر حقائق ثابتة

هانى جرجس عياد

2013 / 5 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


أثارت عملية خطف الجنود المصريين فى سيناء زوبعة من الأتربة والغبار، اختلط فيها الحابل بالنابل، وانهالت علينا تصريحات وأقوال من كل جانب، لكن يبقى لدينا وسط هذا الهرج الذى يسود البلاد عشر حقائق مؤكدة:
الحقيقة الأولى أن الدكتور محمد مرسى القائم بدور رئيس الجمهورية، وفور دخوله القصر الرئاسى، أطلق سراح عددا من القتلة والمجرمين، من تجار الدين، وقد كانوا (وما زالوا) مدانين بجرائم قتل وترويع المصريين.
الحقيقة الثانية أن عصابات الإجرام المتخفية وراء الدين، من جماعة إسلامية أو جماعة جهادية أو غير ذلك من ماركات مغشوشة للمتاجرة بالدين، قد قتلت 16 جنديا مصريا فى سيناء، فى أغسطس الماضى، وأن محمد مرسى مازال يتستر على القتلة. كما أن هناك ثلاثة ضباط ومجند شرطة اختطفتهم «عصابات مجهولة!» من سيناء فى فبراير 2011، وقد نشرت جريدة الوطن قبل أسابيع ما قالت إنه وقائع لقاء بين خيرت الشاطر وخالد مشعل فى منزل الأول بالقاهرة، وفيه يطلب الشاطر من مشعل الاحتفاظ بالضباط والجندى لديهم «لأن محدش عارف هيحصل ايه بكره»ـ وحتى الآن لم يجرؤ أيا من قادة عصابة الإخوان وتابعهم حماس على نفى ما نشرته الجريدة.
الحقيقة الثالثة أن محمد مرسى يتعامل مع المجرمين الذين يعيثون فسادا وقتلا وترويعا فى سيناء باعتبارهم «أبناؤه الذين يفكرون خطأ ويتجمعون فى سيناء» وأن «بعضهم لا يفقه ولا يعرف وإن كان لديه الإخلاص»، وفق ما قال بالحرف فى خطابه الذى ألقاه فى أكتوبر الماضى فى أسيوط. أى أن العصابة الحاكمة تعتبر كل المجرمين القتلة المتسترين بالدين أبناء لها و«لديهم إخلاص».
الحقيقة الرابعة أنه فى عصر حكم الإخوان أصبح المجرمون يتباهون علنا بإجرامهم، وهاهو عاصم عبد الماجد أحد قادة عصابة «الجماعة الإسلامية» يعلن فخورا على الهواء مباشرة أن «قتل ضباط الشرطة في حادثة أسيوط عام 1981 شرف لي»، دون أن يكون بوسعه أن يقول لنا كم قتل من جنود العدو الصهيونى.
الحقيقة الخامسة أن القيادى الإخوانى محمد البلتاجى زار سجن العقرب بمنطقة سجون طره، والتقى ضمن من التقاهم هناك «الجهادى!!» أحمد أبو شيتة، وبعد الزيارة بثلاثة أيام وقعت جريمة اختطاف جنودنا، ثم ظهر فى الأخبار اسم هانى أبو شيتة ابن عم «الجهادى!!» المسجون، كأحد الذين خططوا لتنفيذ جريمة الاختطاف، وبما يلقى ظلالا كثيفة، ومبررة، من الشك حول دور عصابة الإخوان المسلمين، فى جريمة اختطاف الجنود.
الحقيقة السادسة أن العسكر والشرطة أبلوا بلاء حسنا فى تعرية ست البنات فى ميدان لتحرير وسحل حمادة صابر أمام قصر الاتحادية، وتعذيب محمد الجندى حتى الموت، ومطاردة واعتقال وتعذيب ألاف المصريين، ثم كان أن قادة العسكر والداخلية وقفوا عاجزين أمام عصابات التأسلم السياسى، وليس ذنبى إن تذكر أحد الآن بيت الشعر الشهير «أسد علىَّ وفى الحروب نعامة» وليتها حرب ضد دولة، بل عصابة. واستطرادا، فقد تبين الآن أن الذين رفضوا محاولات بعض المصريين الاستنجاد بالجيش لتخليصهم من حكم عصابة الإخوان كانوا على حق، فها هى المؤسسة العسكرية تبدو عاجزة عن حماية جنودها، فما بالك بحماية شعب ووطن؟
الحقيقة السابعة أن مرشد الجماعة السابق مهدى عاكف عندما قال وكرر غير مرة عبارته الشهيرة «طز فى مصر»، إنما كان يعكس بأمانة وصدق فلسفة العصابة الإخوانية، فها هى الآن أمامنا عصابة بديع الشاطر وتابعهم مرسى يظهرون من الحرص على أرواح الخاطفين المجرمين أكثر من اهتمامهم بالجنود المخطوفين، ودعك الآن من هيبة البلاد وكرامتها، فالمتأسلم الحماساوى أقرب إلى الجماعة من المصرى غير الإخوانى، والمجرمون فى سيناء أبناء مخلصون للجماعة، بالضبط كما قال مرسى فى أسيوط.
الحقيقة الثامنة أن جماعة الإخوان دخلت رسميا مرحلة التآمر العلنى، محمد مرسى يقول إن حادث خطف الجنود أمنى وليس وراءه أية أبعاد سياسية، بينما أحمد المغير الملقب تلميذ الشاطر يتهم مليشيات محمد دحلان التى تتحرك بحرية فى سيناء باختطاف الجنود، أما باكينام الشرقاوى التى ادعت أمام الأمم المتحدة و«بما لا يخالف شرع الله» أنها نائب رئيس الوزراء، فتلقى باللائمة على المعارضة التى رفضت حوار محمد مرسى. وكذلك أبدع الجميع فى التشخيص والبحث عن أسباب، ثم تواطؤا جميعا مع المجرمين ضد الجنود المخطوفين.
الحقيقة التاسعة أنه قد تأكد الآن، لكل من كانت بعض أوهام لم تزل تراوده، أن عصابة الإخوان وتابعيهم قد سقطوا سقوطا مدويا، شرعيا وأخلاقيا وسياسيا، ولم يبق سوى تحرير شهادة وفاتهم، ومثلما وُلد ميكروب الإخوان فى مصر، يجب أن يموت ويدفن فى مصر أيضا، لكن الشعب وحده وليس غيره هو من سيكتب شهادة الوفاة ويتولى وحده مراسم الدفن.
الحقيقة العاشرة شوارع وميادين الثورة تنادى المصريين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نموت نموت وتحيا مصر
عادل الليثى ( 2013 / 5 / 20 - 15:10 )
أناشد كل صاحب منبر أوصحيفة او حزب أو إئتلاف أو جماعة أو رأى ... أناشد كل قائد كل من تزعم فصيل .. أن بكونوا معنا فى كل ميدان فى كل شارع .

اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال