الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتنة الأمن

ساطع راجي

2013 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


لا معنى لمساءلة أحد بعد الآن عن الانهيارات الامنية، ولا حاجة لاحصاء الجثث حتى لأن تفجيرات الامس وجثثها نسيت خلال محاولة البحث عن جثث اليوم، الامر لايعني أحدا باستثناء اولئك الذين سيحملون الجثث او ما تبقى منها الى المقبرة واقامة مأتم مهدد هو الآخر بالنسف، أموات يشيعون أموات، ليس على سبيل الحكمة وانما بفعل شعب ينتظر الموت ويهيء له عدته ويكتب وصايا جماعية لن ينفذها أحد، شعب يؤيد زعاماته في إن الأمن فتنة يجب أن لا نقترب منها.
اليوم لايموت البشر فقط، هناك بلاد تموت بين أيدينا، ونفكر فقط كيف سنتعامل مع جثتها، تبدو هذه الجثة عبئا ثقيلا بالنسبة للمواطنين العاديين، لكن الزعماء الذين يعتبرون أنفسهم "سيرثون الارض ومن عليها" يرفضون التزام الصمت في حضرة الموت بل هم يواصلون العراك على تقسيم الارث أيضا حتى قبل الدفن، هم لايترددون في اطلاق النار من أجل تركة لن تكون لهم ولا لأي عراقي آخر، تركة ستتحول الى عبء أبدي ولعنة نحاول جميعا الهرب منها الا انها تلاحقنا، تلتصق بنا، سنكون الحمقى الاكثر شهرة في تاريخ البشرية، لأن حقدنا أعمانا عن الموت الذي يحاصرنا، وجشعنا، شعبا وزعامات، أهدر ثروات طائلة.
الانهيارات الامنية المتلاحقة، ليست فقط تعبير عن مستوى القسوة بل هي أيضا تعبير عن البلادة والغباء والكسل، نحن منذ أشهر نراقب كل شيء يتداعى لكننا مقتنعون ان الاهتمام بمهرجان فني أو شعري بائس، او بمباراة بين فريقين اسبانيين، او ببرنامج غنائي، او مطاعم الكباب المتكاثرة، ومعارض السيارات، ومحلات الاثاث، هي جميعا مؤشرات حياة حقيقية تتفوق على مهرجانات الدم اليومي، وحفلات شحذ السكاكين وحشو البنادق وتهيئة رايات الحرب وطبولها، واننا سنتغلب على العنف بتجاهلها عبر تغيير محطة التلفزيون، وكأن ما يجري في البلاد هو من تخيلات محرري الاخبار وليست وقائع تثير هلع العالم من حولنا الذي يبدو أكثر تنبها وقلقا منا.
يمكننا الاستمرار في تجاهل مصيرنا الكارثي الذي يقترب بسرعة مجنونة، والاستمرار في التفرج على الزعماء المختلين وهم يتعاركون على الريح، لكن لنتذكر إننا لم نفعل شيئا لايقافهم وان العالم من حولنا نبهنا لما نحن مقبلون عليه، وإننا ارتضينا مواصلة الفرجة على بلادنا وكأنها فيلم ممل، ونتثاءب بانتظار كلمة النهاية، لنتذكر ان بعضنا استمات دفاعا عن حملة رايات الموت والتخلف والفشل، وان بيننا من يصورهم قادة عباقرة سيحققون شيئا ما إن صبرنا عليهم وواصلنا دعمهم رغم إنهم يفشلون منذ سنوات في تحقيق أي شيء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا