الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التيه والعدم

عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب

(Abderrahim Tourani)

2013 / 5 / 21
الادب والفن


غادر الكاتب بيته صباحا، خرج إلى الشوارع والأسواق يبحث عن شخصيات حقيقية لمشروع روايته الجديدة. عند منتصف النهار وجد نفسه قد ابتعد كثيرا عن مسكنه، لما انتبه إلى ذلك لم يعرف كيف يهتدي إلى عنوانه. نسي ما خرج من أجله، لم يعد يشغله سوى العودة إلى مسكنه. فكر في الاستغناء عن الشخصيات في عمله وأن يكتب رواية تتكلم فصولها عن التيه وبطلها الوحيد هو العدم.
لما رجع لقي زوجته وابنتيه قلقتين من تأخره، وقد قامتا بإخبار الشرطة عن تغيبه غير الطبيعي. وكانت إحدى القنوات التلفزية تستضيف بعض النقاد الأدبيين للحديث حول اقتدائه ببطل آخر رواية نشرها، حيث يقرر البطل التخلي عن كل شيء والتيه في رمال الصحراء الشاسعة. كما حضر أخواه اللذان سمعهما يتكلمان في موضوع التعصيب، إذ يحق لهما، حسب الشريعة، نصيب من الإرث ما دام لم يلد غير الإناث.
ابتسم ودخل إلى مكتبه من دون أن يكلم أحدا. فتح الحاسوب ليطلع على بريده الإلكتروني فقرأ رسالة عشيقته تهدده إن لم يعد إليها في غضون شهر فستضطر إلى بيع مذكراتها التي تكشف للقراء أسرار العلاقة الآثمة التي جمعتهما.
أقفل الحاسوب. ضحك. ثم علت قهقهته كمجنون. فكر في الاتصال هاتفيا بالعشيقة. نظر إلى زوجته، قبلها، عانق ابنتيه. اعتذر لأخويه عن استضافتهما. لم يغادر مسكنه أشهرا إلا بعد أن أنهى كتابة روايته الجديدة.
خلال تلك الفترة وجدت عشيقته في شقتها مشنوقة. وقتل أحد أخويه في ظروف غامضة عجزت الشرطة عن تفكيك لغزها، فيما توفي الأخ الثاني إثر حادثة سير.
صدرت الرواية وسط احتفال وإقبال كبيرين. انتبه أحد رجال البوليس إلى عنوانها وإلى الإهداء الذي تصدر صفحات الرواية. وشرع في فتح طريق جديدة للوصول إلى لغز موت العشيقة والأخوين. لم يعثر على شيء يفيد مجرى التحقيق. تحول المحقق إلى ناقد أدبي ربحته الساحة الأدبية. كانت الرواية بعنوان "لهفة عشيقة وطمع قتيلين".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي