الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملامح تجربة في النضال الأمازيغي من خلال -النهضة الأمازيغية كنا عشت ميلادها وتطورها- (1)

رشيد نجيب

2013 / 5 / 21
سيرة ذاتية


ملامح تجربة في النضال الأمازيغي من خلال
"النهضة الأمازيغية كنا عشت ميلادها وتطورها" (1)
رشيد نجيب
يكتسي أدب المذكرات أهمية مركزية في فهم التاريخ واستيعاب مختلف عناصره ومكوناته، وتزداد هذه الأهمية خاصة عندما يتعلق الأمر بالمذكرات التي دونها فاعلون أساسيون كانت لهم بصمة ويد طولى في صناعة مختلف أحداث هذا التاريخ.
يبدو هذا المدخل البسيط منطلقا لقراءة الكتاب الصادر أخيرا عن منشورات الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، بعنوان: "النهضة الأمازيغية كما عشت ميلادها وتطورها"، وهو عبارة عن سيرة ذاتية لمؤسس الجمعية وكاتبها الوطني الأستاذ إبراهيم أخياط.
هذه المساهمة السيرية الحالية أساسية لفهم السيرورة النضالية للحركة الأمازيغية بالمغرب ( وحتى خارج المغرب بشكل نسبي عندما يتعلق الأمر ببعض الأحداث المميزة للحراك الأمازيغي بالجزائر أو أثناء عملية التحضير لتأسيس منظمة الكونكريس العالمي الأمازيغي ثم تأسيسه لاحقا)، هي مساهمة أساسية ، أولا، لأنها تلخص للمتتبع والمهتم الكثير من المحطات والمواقف النضالية ذات الصلة بسيرورة النضال الأمازيغي بالمغرب منذ نهاية الستينيات إلى غاية العصر الراهن. وثانيا، لأنها جاءت على لسان واحد من أبرز الفاعلين الرئيسيين ضمن هذه السيرورة النضالية التي لازالت مستمرة بديناميات جديدة في الشكل والجوهر.
وتشكل هذه المساهمة كذلك إضافة أساسية للتعرف على التاريخ الفعلي للحركة الأمازيغية بالمغرب، على الأقل على مستوى الأحداث الكبرى التي تعرف بها، تنضاف لمساهمات أخرى قليلة لها مكانتها في هذا الإطار بعضها أكاديمي والبعض الآخر نضالي، ولابأس من الإشارة إليها: تامازغيت (العمل الأمازيغي بالمغرب) للأستاذ أحمد الدغرني، "نشأة الحركة الثقافية بالمغرب" للدكتور الحسين وعزي، "محمد شفيق رجل الإجماع" للدكتور الحسين بويعقوبي. وللوهلة الأولى، يمكن ملاحظة قلة الأعمال المرصودة لما يرتبط بتاريخ الأشخاص والقضايا على مستوى الحركة الأمازيغية بالمغرب التي تستلزم الكتابة الحقيقية لتاريخها تجاوز عملية قراءة وتحليل مختلف الأدبيات النضالية التي أنتجت من داخلها: بيانات، أوراق، مشاريع، بلاغات، عرائض،...بل تفرض كذلك الإنصات المباشر للفاعلين من داخلها كل من زاويته.
الكتاب الجديد للأستاذ إبراهيم أخياط، لا يمكن قراءته بمعزل عن قراءة الأعمال السابقة الصادرة له سلفا، إذ إن له عددا من العناوين كالتالي: تابرات (ديوان شعري بالأمازيغية)، لماذا الأمازيغية (سلسلة مقالات صدرت بجريدة تامونت)، رجالات العمل الأمازيغي بالمغرب (الراحلون منهم)، الأمازيغية هويتنا الوطنية. بالأساس، يمثل هذان الإصداران الأخيران - إلى حد ما - البداية الفعلية لانشغال الأستاذ أخياط بالتأريخ للحركة الأمازيغية بالمغرب: الكتاب الأول باعتباره تراجم بيبلوغرافية لمجموعة من الأطر المناضلة التي عاصرها)، والكتاب الثاني باعتباره توثيقا لأهم المقالات التي نشرها في عدة منابر إعلامية وأهم الندوات التي أطرها عبر الجهات الأربع للوطن.
مضمونيا، يتضمن هذا الكتاب الجديد ما يقارب 392 صفحة، موزعة على خمسة فصول حرص المؤلف على حرصها في مجالات زمانية دقيقة كالتالي:
* 1941- 1965: فترة الطفولة والشباب.
* 1965- 1979: فترة التحضير والتكوين لبدايات العمل الأمازيغي الجمعوي.
* 1980- 1990: المبادرات المختلفة الجمعوية والثقافية.
1991- 2000: فترة بداية التغيير والمواجهات الفكرية.
2001-2003: فترة التحولات الجذرية على مستوى المؤسسات.
وعند قراءة هذه السيرة الذاتية الجديدة، يمكن للمرء أن تستوقفه مجموعة من الملاحظات التي يمكن رصدها والتي تكشف بشكل تدريجي عن ملامح تجربة غنية وممتدة في النضال الأمازيغي عناوينها الكبرى تتمثل في:
- وجود علاقات تقاطع واتصال بين العمل النضالي للفرد المناضل أخياط وبين المسيرة النضالية للجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، مما يستنتج منه أن سيرته الذاتية هي بشكل ما نوع من التأريخ لنضالية ومبادرات هذه الجمعية التي تعتبر قيدومة الجمعيات الثقافية الأمازيغية بالمغرب، يقول المؤلف: " أصبحت حياتي وحياة الجمعية متداخلة من الصعب على المرء أن يفصل بين المسارين فقد ملكتني الأمازيغية كقضية وطنية وملكتني الجمعية كإطار من خلالها نصرف وندبر مصير هذه القضية، أنا والرفاق الذين أتقاسم معهم هذا الهم ومصير هذه القضية". (ص:382).
- كون درب النضال الأمازيغي – وكما تبين ذلك الكثير من الوقائع والأحداث لم يكن أبدا طريقا مفروشة بالورود. بل إن الوصول إلى تحقيق المكتسبات الحالية وحتى تلك المرتبطة بالمجتمع المدني الأمازيغي نفسه، سبقته تضحيات كثيرة أبرز المؤلف بعضا من تفاصيلها خاصة حين تحدث عن الملامح الأولى للمواجهة الفكرية حول الأمازيغية، ظروف العمل الأمازيغي، العراقيل والمشاكل ذات الصلة بتأسيس جمعية الجمعية الصيفية بداية 1979، محاكمة المناضل والمؤرخ علي صدقي أزايكو سنة 1982، اختطاف المناضل والجامعي بوجمعة هباز، اعتقالات ماضلي فاتح ماي بمدينة كلميمة...
- تميز التجربة النضالية للأستاذ إبراهيم أخياط – وكما يعكس ذلك المضمون الغني لكتابة الأخير بتوظيف أساليب نضالية متنوعة وإبداع مبادرات خلاقة، وكل ذلك في سبيل إيصال الصوت الأمازيغي والتعريف بالمطالب الأمازيغية العادلة والمشروعة. هذه المبادرات التي شملت مجالات متعددة ومتنوعة سياسيا، ثقافيا، فنيا، اجتماعيا...ومنها: تأسيس جمعية أوسمان واعتبارها بمثابة ثورة فنية كبرى، إصدار دورية التبادل الثقافي، انطلاقة عملية الكتابة والتدوين، تأسيس جمعية الجامعة الصيفية بأكادير وعقد دوراتها العلمية، إعداد وتبني ميثاق أكادير حول اللغة والثقافية الأمازيغيتين بالمغرب، تأسيس مجلس التنسيق الوطني بين الجمعيات الأمازيغية، تأسيس منظمة الكونكريس العالمي الأمازيغي...
- اعتماد آلية الحوار مع جميع المعنيين بالملف الأمازيغي من فاعلين رسميين وأحزاب سياسية ومجتمع مدني، هذا الحوار الذي أثمر نتائج مهمة فيما يتصل بإقناع هؤلاء المعنيين بأهمية الأمازيغية ضمن النسيج الثقافي والهوياتي الوطني المغربي. ومن ثمة المشاركة في جميع اللقاءات الرسمية وغير الرسمية حتى تلك التي لا تمس موضوع الأمازيغية بشكل مباشر واستثمار هذه المنابر دائما في إطار استراتيجية تروم التعريف بالقضية الأمازيغية بكافة جوانبها، ومن بين اللقاءات الكبرى التي أثيرت فيها الأمازيغية وبحدة يمكن ذكر: المجلس الوطني للثقافة، المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان، المناظرة الوطنية حول الإعلام والاتصال، مؤتمر الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، حركة المطالبة بدستور ديمقراطي...
(1) – الكتاب الأخير للأستاذ إبراهيم أخياط، منشورات أمريك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة