الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما يجمعه القرد في ساعة يأكله الحمار في دقيقة:

خالد عبد القادر احمد

2013 / 5 / 21
القضية الفلسطينية


ما يجمعه القرد في ساعة يأكله الحمار في دقيقة:
خالد عبد القادر احمد
[email protected]

تضج صفحات ألإعلام الورقي وألإلكتروني, بمقالات سياسية فلسطينية, تفضح لا أخلاقية السياسات العالمية وتحملها مسئولية استمرار المعاناة الفلسطينية, دون ان تلتفت الى المسئولية الفلسطينية الخاصة عن استمرار هذه المعاناة, ودون ان تتحلى بمصداقية الاقرار بالمسئولية الذاتية عن ذلك, وفي هذا الصدد تتحمل المؤسسة السياسية الفلسطينية الفصائلية والرسمية مسئولية قمع اتجاه التحرر الفلسطيني بقوة بندقيتها التي لم تعد ذات مهمة وطنية.
العمل السياسي هو ادارة مصالح مجتمعية, اما ان تكون قومية عامة, او طبقية فئوية, ومن الواضح ان العمل السياسي الفلسطيني منذ اقراره برنامج التخلي عن مبدأ تحرير فلسطين ( التاريخية ), فإنه اوقف العمل الفلسطيني على ارض المساومة السياسية, والفارق بين المبدأين بسيط غير انه جذري رئيسي, فعلى اساس مبدأ التحرير تكون مهمة العمل السياسي تغيير موازين القوى مع الكيان الصهيوني حتى لو اضطررنا لمواجهة قوى العالم مجتمعة, اما في حالة المساومة فإننا نقر بالخضوع لموازين القوى كما هي في لحظة تخلينا عن مبدأ التحرير, وهي في حالتنا تفوق العدو الصهيوني,
إن تحميل العالم وخصوصا الولايات المتحدة واوروبا مسئولية عدائها لمنطق ومطلب التحرر الفلسطيني هو الغباء بعينه. فهذين الطرفين, يليهما الدول المركزية في مجلس الامن, هي اصلا صاحبة المشروع الاستعماري اللوجستي الجيوسياسي الذي قضى باحتلال فلسطين واقامة الكيان الصهيوني بها, ومن البديهي وهذه الحال ان منطق تحرير فلسطين التاريخية يتطلب ويفرض علينا مواجهة شاملة مع هذه الاطراف جميعا, وكذلك مع الاطراف العربية التي كان طمعها في توسيع اسواقها واحجامها القومية مرشدها في مشاركة الاستعمار هذا المخطط, دون ان تتحسب انها ستكون هي ايضا مستهدفة مستقبلا, وهو ما تواجهه الان الاردن وسوريا ومصر ولبنان
من الطبيعي سياسيا ان تصطف هذه الاطراف جميعا لمصلحة ولجانب مشروعها الاستعماري اللوجستي الجيوسياسي وان تعمل على ضمان بقائه متفوقا, وان تتدخل لحل الخلافات التفاوضية معه على اساس شرط استمرار بقائه متفوقا, كما يحدث الان, حيث تتحالف قوى السماء وقوى الارض لابتزاز الحقوق الفلسطينية, ومن الطبيعي ان تستقوي حتى دولة قطر ذبابة المزابل السياسية على الحقوق الفلسطينية استجابة لتقاطع مصلحة ثروتها النفطية مع التوجه الاستعماري للثروة الراسمالية العالمية,
إن المناشدات الاخلاقية, والوعود بالصداقة, التي تبذلها السياسة الفلسطينية لدول العالم, لم تكن هي عامل ما تحقق للحقوق الفلسطينية من انجازات, لا في عدالة النظم العلمانية ولا في عدالة النظم الدينية, بل إن تنقاضات مصالح دول هذه النظم مع الكيان الصهيوني وتوجهاته في الاصطفاف السياسي الدولي, وتقاطعها مع رفض الطرف الفلسطيني للهزيمة واصراره على البقاء والتواجد السياسي, هي التي دفعتها الى احياء الحقوق الفلسطينية واعادة ادراجها على لائحة الحقوق القومية الانسانية وشرعيتها في الوجود السياسي العالمي, ليس اقرار للحق بل للتوظيف السياسي في الصراع العالمي, ضد مراكز القوة الاخرى وضد الانحياز الصهيوني الكامل لها,
الحقيقة اننا لا نملك الكادر السياسي لا الفصائلي ولا الرسمي القادر على التعامل الايجابي مع معادلة الصراع العالمي لا بمستواها الاستراتيجي الجيوسياسي التنظيمي ولا بمستواها السياسي المناور المباشر, وكل ما نملكه بديلا عن ذلك هو الشطارة السياسية لحركتي فتح وحماس وكم من الفصائل الاخرى المتذيلة لتقاطع حركتهما على المساومة مع الكيان الصهيوني, لا على تجسيد مبدا تحرير فلسطين ( التاريخية ) سياسي في منهجيتها,
ان ابقاء القرار الاوروبي في مسالة تاشير بضائع المستوطنات الصهيونية مرفوعا مع تاجيل تنفيذه في الواقع هو اشهار سياسي مهمته الحفاظ على الحد الادنى من وحدة التوجه الامريكي الاوروبي في استعادة المفاوضات, اما تمايز نتائجه على الصعيدين الفلسطيني والصهيوني, فانه يعود الى تمايز قدرة كلا الطرفين على مواجهة الواقع السياسي على اساس قدراته الجيوسياسية والذي من الواضح ان الكيان الصهيوني اكثر استطاعة على ذلك فيه,
ان حاجة الطرف الفلسطيني لان ينفذ الطرف الاوروبي قرار تاشير بضائع المستوطنات, لا ينطلق بصورة رئيسية من حرصه على انهاك الطرف الصهيوني, بل ينطلق من حرصه على اقناع المجتمع الفلسطيني باهليته السياسية والحفاظ على شرعية قيادته للممناورة الوطنية والتي باتت الارض التي تنبت وتتكاثر عليها مصالحه الفئوية الطبقية, ولا اتكلم هنا بمنطوق اي فساد فردي بل بمنطوق الغباء السياسي الجماعي, والذي يستنبته فينا ايديولوجيا قناعات الولاء العرقي للعروبة والاسلام لا استقلال الولاء للهوية والمصالح الفلسطينية على اساس امتلاك وعينا الوطني للصورة التاريخية لمسار التطور الحضاري الفلسطيني المستقل
إن في قلب الفوضى الاقليمية الراهنة اتجاها منتظما يرسم للطرف الفلسطيني صورة شيطانية تدفع ( شعوبنا الشقيقة ) للهتاف ضد ( فلسطين ) وعلى هذا نوجه الشكر والتحية الوطنية الخالصة لحركتي حماس وفتح على جهودهما المشتركة التي افضت الى رسمنا على هذه الصورة السيئة, فهذا رد فئويتهم على تضحية شبابنا ومعاناة شعبنا, ولكنهم طبعا لن يهتموا, فالمهم هو اشرافهم على المساعدات الدولية من الواردات المالية وكيفية توزيعها ( قانونيا وشرعيا ) عليهم وعلى اوليائهم من خلال توزيع المشاريع والمناقصات
إن الفساد الفلسطيني مميز كما هي مميزة الخصوصية التاريخية الفلسطينية, وليسامحني شعبنا حين اضرب المثل الذي يقول ( إن ما يجمعه القرد في ساعة ياكله الحمار في دقيقة )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في