الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا نوايا حسنة في تبرير الإرهاب

مصطفى مجدي الجمال

2013 / 5 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


الموقف الأمريكي وأيضًا الأوربي من أزمة سيناء مشبوه تمامًا، وغبي في أحسن الاحتمالات.. فهو يقوم على الفرضية الأساسية بأنه لا بديل في الظرف الحالي عن دعم حكم الإخوان وأن هذا هو المسار الأفضل لحماية المصالح الغربية والصهيونية.. وفي الوقت نفسه يتم "احتواء" القوى الأخرى مثل الجيش والسلفيين وبعض الأطراف الليبرالية في المعارضة (إلى جانب بقايا نشطة من النظام السابق)..

وتستخدم الولايات المتحدة كل هذه الأطراف لتقييد بعضها البعض حتى لا يخرج أحدها عن النفوذ والقرار الأمريكي.. من ثم لا تواجه الأجهزة الأمريكية مشكلة كبيرة إلا مع بعض الحركات الثورية أو التحركات الجماهيرية أو نقمة كوادر وسطى في الجيش والمؤسسات الأمنية..

من هنا كان الدور الذي تلعبه بعض القوى الأوربية (ذات المصداقية عند بعض فصائل المعارضة !!!) كي تدفعها إل لعبة سخيفة لخلط الأوراق.. فبينما يوجد في سيناء الآلاف من "الجهاديين" من كل الجنسيات والمهربين والقبليين المسلحين بصواريخ جراد وسام .. فضلاً عن الإسناد والعمق الاستراتيجي (عبر أنفاق غزة + الأنصار السلفيين في مؤسسات الحكم والشارع المصري) .. نجد من يوجه الموضوع إلى نقاش آخر- لا يمكن إنكار وجاهته في حد ذاته- يتعلق بالظلم التاريخي لأبناء سيناء..

صحيح أن هذا الظلم قد يؤدي إلى توفير بيئة "حاضنة" ما للمسلحين.. إلا أنه لا يمكن مناقشة هذا في ظرف تستفحل فيه الأنشطة الإرهابية بهدف توريط الجيش وإنهاكه، وإخافة خصوم حكم اليمين الديني.. وإلا كنا في طريقنا لمقايضات ستكون ذات آثار مميته على مدنية الدولة ووحدة ترابها..

أعود وأحذر من تجاوب بعض النشطاء الحقوقيين والسياسيين الليبراليين مع هذا التوجه الغربي (الذي يسير فيه للأسف بعض القوى اليسارية الأوربية) الذي يهدف إلى دفع المجتمع السياسي المصري، والجمهور العادي، إلى تقبل فكرة تواجد هذه الجماعات الإرهابية على أرضه، كجزء من المخطط الأمريكي لاستباحة سيناء من جانب إسرائيل، والتلويح للجهاديين بإمارة إسلامية على أرضها مقابل وضع لبنات الوطن البديل لفلسطينيي غزة، وتمهيدًا لإراق مصر في الحرب المذهبية والطائفية..

أسوأ ما في الأمر كله ليس هذا الموقف المشبوه والملتبس من جانب بعض القوى اليسارية الأوربية، ولا في تجاوب قوى ثورية محلية معه.. وإنما ما تكشف عنه الأحداث من اختراق إخواني خطير لبعض القوى السياسية والحقوقية التي يفترض أن تكون مدنية وليبرالية ووطنية بطبيعتها.. وهو ما يكاد يشبه الموقف الذيلي لبعض القوى الديمقراطية السورية من الجماعات الإرهابية والظلامية المتآمرة على الثورة ولم تكن يومًا ولن تكون جزءًا منها.

التنازل أمام الإرهاب هزيمة.. وتسليم للبلد إما لنموذج أفغاني أو باكستاني، وإما لحكم عسكري سافر.

وليس أمام القوى الثورية الحقيقية إلا تعبئة القوى الاجتماعية في المدينة والريف من أجل انتزاع السلطة من أيدى اليمين الديني المستند أساسًا حتى الآن على الدعم الأمريكي (والأوربي الواضح مؤخرًا).. وذلك عبر مختلف صور النضال وتحت شعارات مرحلية صحيحة، وبرنامج استراتيجي جذري للثورة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحافي رامي أبو جاموس من رفح يرصد لنا آخر التطورات الميداني


.. -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام




.. حزب الله يعلن استهداف موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف مدفعية


.. غانتس يهدد بالاستقالة من الحكومة إن لم يقدم نتنياهو خطة واضح




.. فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تعلن استهداف -هدفاً حيوياً-