الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحصان الملكي وحيداً

علي شايع

2005 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


بينما يصرخ منذ سنوات شاعر فلسطيني مشهور؛ لماذا تركت الحصان وحيدا.. يصرخ حصان - قديم العروبة- مهدى من ملك عربي الى شارون..يصرخ على الحدود محملاً بحُسن نوايا ملك ستـُرفـَضُ هديته!، وسنضع هنا بين قوسين شفيفين سبباً لذلك؛"إن قانون الهدايا في إسرائيل لا يسمح..".
ونـتـّبع الخبر لنعرف ان شارون قد قال: "يسرني جدا أن أضم الحصان إلى حيواناتي في المزرعة، لكن قانون الهدايا يمنعني من تنفيذ ذلك". ففي دولة القانون الإسرائيلية هذه يقفون للمسائلة حتى لا يبقى في حوزة من يحكم ما لم يسجله كتاب معلوم..بينما يجهل ذلك ديوان ملك عربي،سيبقى يلحّ على دولة ال "من أين لك هذا" بضرورة إيجاد حلّ سريع..والحلول العربية في مثل هذه الحال والمنوال تكون في غالبها تجاوزاً للقانون، او اختراقه بأمر حكومي وتشريع عـُرِفَ منذ زمن طويل، ويسمى" بجرّة قلم"..وهو اجتهاد ديكتاتوري أجاد فيه صدام حسين أيما إجاده، وأضاف له من عندياته ما جعل الرجل الأمي عبد حمود بروفيسورا يصحح( و بجرّة قلم) قانون دولة أول قانون في الأرض.
وبجرّة قلم مشابهة يتنازل الديكتاتور عن أرض عراقية بمساحة دولة خليجية الى الأردن..
جرّة قلم أخرى إذن أرادها الملك العربي الشاب لتجريب فضائلها كأرث عروبي أبوي،لكنه تفاجئ برد شارون الذي ضَحك في مجلسٍ صحفي وهو يقول:" أبلغت الملك أني لا أستطيع أن أقبل هديته،حسب قانون الهداية فأن كل هدية قيمتها أكثر من 3 "اغورات"، يجب أن تسجل وتذهب لغرفة الهدايا في طابق القبو في الديوان، والتي تخلو من العشب، فماذا سنفعل؟ لا أريد أن أنكـّل بالحصان".
قلت: هل كان شارون رحيما الى هذا الحد؟..أم إن له معرفة بحديث نبي أمة ذلك الملك..فسمع بما رواه الثقاة من حديث صحيح: (من كان له فرس عربي فأكرمه..أكرمه الله، وإن أهانه.. أهانه الله؟!!)..

وقلت (ثانية ً): هي الخيل عندك تهديها..والمال أيضا.. وما تنفع الخيل الكرام ولا القنا ..اذا لم يكن فوق الكرام كرام .. فليذهب الكلام الى الجحيم إذن..حتى وإن كان كلام المتنبي..لأن هذا الشاعر الفذ لا يـُحلُّّ ان يهدي الإنسان أرض غيره ومكانهم..أو ربما خيولهم.. ولا فرق مادام أعزُّ مكان في الدنى ظهر سابح..

إذن ليعلم الجمع ممن يقرأ الكلم..لسنا نحرض على أحد أو ننبه الى خطأ ملكي،بقدر ما هي التفاتة تحمل رسالة تسامح،نريد ان يعيشها كلّ بلد دون زيف ومزايدات على الآخر الجار..ودون تخوينه..او تكفيره..وليت الدعاة "والأدعياء" في هذه المملكة يعلمون ان الوعي العراقي( دينيه وعلمانيه) وعي حكمة وتسامح،و إن ما يعدّ من قوة ومن رباط الخيل،لرهبة العدو..لا يباع ولا يهدى في العراق..رغم أن لنا ما يختلف عن العرب في تسمية العدو..ربما لأن لهم الى الآن في واقعهم ما يدور كحكايا في الدواوين القبلية والملكية عن حرب داحس والغبراء..والمضحك إنها حصلت لسنوات طويلة بسبب سباق جرى بين حصان يدعى داحس وفرس تدعى الغبراء..
وها نحن نرى في كل فضائية ألف داحس وألف غبراء،يتسابقون، وثمة من يجلس على المدرّج أو في البيت يشاهد التلفاز او يجلس خلف جهاز الكمبيوتر..يراهن ويلعب ويضع مالاً كما لو ان الأمر تنافس بورصة ورهانات على هذا البلد، المسكين أهله،والضائعة جهات إنصافه بين العرب،فبعضهم ينتظرون موجز الأخبار الدامية إنتظارهم سباق الهجن!.

تمرّ الريح..والحصان يصرخ خشية المصير..يصرخ كما لو ان ناصيته ستعقد عما قريب لغير الخير..يصرخ بلغة حماسية:الأرض بتتكلم عربي!!..الأرض ..الأرض.. الأرض!!..
يقولها بلغة صافية الضاد ودون أية لكنة بريطانية..
بينما تكتب صحيفة أردنية بغضب كبير عن محنة التفاهم بين الرئيس العراقي الكردي والعرب في الجمعية العمومية ومظلومية اللغة العربية في زمن الاحتلال الكردي القادم!!..والاحتلال الإسرائيلي للشمال العراقي!،وعن اشتباه في وصول ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي الى هناك.ولو قـلَّـبْتَ هذا الصحفية لوجدت خبرا يقول ان قائد الشرطة الإسرائيلية الكومندان موشي كرادي يقوم بزيارة الى الأردن.. هذا الخبر يجاور مقال ينال من عراقيين يخونون الأمة لأنهم يتطوعون في شرطة بلدهم!..

و بينما تقف عنبال ضاحكة قرب عمّها شارون في صورة مع حصان سيتمنى حاله حصاننا العربي المتروك وحيدا..الحصان متوحد قرب وادٍ كان لأيلول عليه سواد..
وسيُفهم من هذا في الديوان الملكي ان شارون مولع بالأحصنة..ليلحّوا مجددا من أجل إرسال الهدية الى إسرائيل.. ومرة أخرى سيتصلون بمكتب شارون قائلين بود عربي عظيم: "الحصان بانتظاركم!"..لكن المكتب يجيبهم: "ماذا نعمل به؟"..الحصان مستوحد في انتظار الرحيل..مثلما دائما ،لابد من تيه للخيول الأصيلة..
أقولها وفي نفسي تدور حكاية الجياد العربية الأصيلة التي جمعها بالرعب والبطش أكبر أولاد الطاغية من مالكيها الأصليين في العراق،والتي إنتهى مصيرها للتهريب عبر الحدود.
وهاهو حصان آخر ينتظر كهدية،سيتوارى،وتبدأ رحلة الأسئلة العربية: ربما يريدون الحصان وحيدا؟ او شهيدا..؟.. ربما تنكيلا بالشاعر صاحب المجاميع الكثيرة..الذي نال جائزة شعرية مؤخرا في هولندا لأسباب سياسية؛كلاجئ مثالي..بينما الحصان وحيدا (يعيش سلفا) إغتراب اللاجئ المهدى..وصهيله الذي على السفح..يردد ما قاله شاعر عربي قديم في فرسه(جورة):
أَلا لا تطلبوا فرسي لبيعٍ فجورة لا تباع ولا تعارُ
لنا في ظهرها حصنٌ منيعٌ وفي وثباتها نور ونارٌ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة