الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعلام نظام الاسد في ظل الثورة السورية

احمد عسيلي

2013 / 5 / 21
الصحافة والاعلام


ثمة مثل مصري شائع يقول (يا فرعون ايه اللي فرعنك قال مالقيتش حد يردني)
فالفرعون بالنهاية و مهما كان قويا هو انسان ربما يستطيع رجل واحد قتله و تخليص الامة من شروره...لكن دوما يستمد الفرعون قوته من جبن و غباء المحيطين به اولا و من الجبن و الغباء الذي يزرعه في شعبه ثانيا
فالشعوب بعامتها و نخبتها هي التي تصنع فراعينها و هي التي تمدهم بالقوة و ليس للفرعون اي حول او قوة اذا وعى الناس حقوقهم و قاموا يطالبون بها...و هذا ما حدث للشعبين التونسي و المصري من خلال وجود شعب انتفض يطالب بحقوقه مدعوم من نخبة ذكية عرفت كيف تقتنص اللحظة التاريخية هذه و هو ما حدث بشكل معكوس في الموضوع السوري....فهناك شعب انتفض و نخبة عجزت عن قيادة هذه الانتفاضة و كان اوضح ما يكون هذا العجز في الجانب الاعلامي للثورة و هو ما ظهر جليا و جليا جدا في الفترة الاخيرة من خلال موقفين
1-الموقف الاول هو قضية احمد سبيدر,فعندما بدأت الضجة حول سبيدر و استضافته من قبل التلفزيون السوري سخرنا جميعا من هذه الشخصية الساذجة و الجاهلة التي يستضيفها اعلام النظام على فضائياته.....لكن لاحقا تنبه احد مثقفي الثورة و هو الكاتب فادي عزام الى خطورة ظاهرة سبيدر هذا و تأثيره على الجيل الشاب من خلال رسم صورة (مودرن) و حديثة للشاب المقاتل تلهم العديد من الجيل الشاب للاقتداء به.....و ايضا استغلال الصورة الوسيمة التي عمل النظام على استغلالها لسابيدر بل و نستطيع القول انه (صنعها) لهذا الشاب.....فاحمد سبايدر اختلف كثيرا بدء من ظهوره الاول على الشاشة و حتى الظهور الاخير بثياب جيش الاسد
هذه الصورة الوسيمة ربما تجعل الكثيرين يغيرون رأيهم و بشكل لا ارادي ضد الثورة السورية.....و ان كانت هذه المحاولة ليست بالجديدة و قد جربها مبارك سابقا من خلال استغلال صورة تامر حسني لكن المعارضة المصرية كانت اكثر ذكاء و دهاء.....و اقول المعارضة المصرية كانت اكثر ذكاء من نظام مبارك و ليس النظام السوري هو الذي لا غالب له....لانه لم يخترع شيئ جديد بل المعارضة هي التي عجزت عن الرد بالشكل المناسب كما ردت المعارضة المصرية من خلال ابو تريكة و خالد يوسف و خالد الصاوي ووائل غنيم و عبد الرحمن يوسف الذين استطاعوا بانجازاتهم التي تجمع بين الشكل الجميل و الاداء المميز و ايضا الجدية في الحياة ان يكونوا قدوة للشباب المصري ....قدوة استطاعت جذب الملايين الى الشارع.....
و ان كان النظام السوري اكثر عنفا و همجية من النظام المصري السابق لكن هذا لا يغفر انعدام قدرة المعارضة على هزيمة النظام في الجانب اللين على الاقل
2-اما المثال الاخر الذي يدلل على الفشل المخزي للمعارضة السورية فكان من خلال الانتشار الكبير لمقطع الفيديو الذي يصور المقاتل ابو صفار و هو يأكل قلب احد الشبيحة
فالنظام عمد الى استخدام هذا المقطع على مستويين
المستوى الاول هو احياء لذكرى هند اكلة الكبود و هي والدة معاوية بن ابي سفيان ...و ربط الحدثين ببعضهما من باب الغمز و الترميز للفتنة التي حدثت بين علي بن ابي طالب و معاوية بن ابي سفيان.....و استدعاء الكره الكبير التي يكنه اهل الشيعة لمعاوية و لوالدته و محاولة ربطه بابو صفار كفعل واحد.....اي يأخذ هنا النظام مكانة علي بن ابي طالب في الصراع السني الشيعي الذي يروج له النظام في معركته ضد شعبه...... واما المستوى الاخر فهو موجه للغرب من خلال تصوير المجاهدين كوحوش و مفترسين و اكلين لاعضاء البشر مقابل الشبيحة الوديعين و الذين يمثلون قمة البراءة و الانسانية
و ربما يكون مقطع اكل القلب احد المقاطع النادرة –و لكنها الحقيقية- لبعض الجرائم التي يرتكبها بعض عناصر الجيش الحر.....و لكن في مقابل هذا المقطع هناك مئات الالوف من المقاطع الرهيبة التي تصور انتهاكات جيش بشار الاسد و ربما مجازر بانياس و البيضا التي ارتكبيت في نفس فترة مقطع الالتهام اكثر شناعة ووحشية......و لكن لنكن موضوعيين و نقل ان هذا المقطع لعنصر الجيش الحر كان اكثر انشتارا و تأثيرا و اكثر مخاطبة للرأي العام المحلي و العالمي
و من الملفت للنظر ان ابو صفار قام لاحقا بتصوير مقطع اخر يقر بجريمته هذه و يقر باستعداده للمحاكمة على هذه الفعلة....و هذا فعل اخلاقي لم نجده ابدا بين صفوف الشبيحة الذي يصرون على جرائمهم و استهزائهم بكل القوانين و المحاكمات
و رغم لك عجزت المعارضة ايضا على الترويج لهذا الفعل الحضاري الذي قام به ابو صفار
اذن المعارضة السورية ضعيفة.....و ضعيفة جدا.....و معظم قياداتها تلهث حول فتات يجود به بعض الراغبين في التدخل بالموضوع السوري
اسف على رسم هذه الصورة المظلمة.....لكن الشعب السوري يمر الان باحلك الظروف عبر تاريخه كلها....ولا يوجد فترة تاريخية مظلمة كالفترة التي نمر بها الا فترة الحرب العالمية الاولى و السفربرلك
فالشعب السوري يقتل من جهتين......نظام همجي ووحشي....و معارضة فقدت كل حس انساني و طغت المصالح الشخصية عليها
و ربما ادرك الشعب السوري هذه الحقيقة مبكرا فرفع شعار
(يالله.........مالنا غيرك يالله)
كان الله في عوننا جميعا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - آسف، قراءتك سطحية للغاية
زاغروس آمدي ( 2013 / 5 / 21 - 20:01 )
المسألة ليست مسألة مثقفين وسبيادر وظهور أبو صقار وهو ينهش قلبا او كبدا،المسألة اعقد من ذلك بكثير، فالنظام السوري يحضر نفسه لهذه المواجهة منذ بداية الثمانينات، وكل المؤسسات الأمنية وقسم هام من الجيش وحزب البعث( اعضاؤه اكثر من مليونين) بالإضافة إلى تجييش الأقلية العلوية (حوالي 2 مليون) سخره مذاك لمواجهة هذه الثورة التي كان النظام (الجملة العصبية، والعمود الفقري لهذا النظام من الأقلية العلوية)يتوقع حدوثها في أي وقت.لذلك الخطأ الذي وقع فيه المثقفون هو بعدهم عن الشعب المنتفض الذي طالب بالتدخل العسكري بعد لجوء النظام إلى العنف لمنع التظاهر، لعلمه المسبق بأنه دون هذا التدخل لايمكنه اسقاط نظام بشار،المثقفون يعتقدون ان قتل عشرات او مئات الآف من السورين من قبل النظام لأهون من أي تدخل عسكري خارجي (في الحقيقة نجح النظام في أقناع المثقف السوري من خلال ضخه الإعلامي المتكرر منذ إحتلال العراق ببشاعة مهولة لأي تدخل عسكري) ، هنا نجح بشار في إنشاء حلف قوي مع الإيرانيين وحزب الله وروسيا. وترك يفتك بالشعب بكل الأسلحة ويحرق بلده وشعبه امام انظار العالم،..
ثم أن نظام مبارك لايقارن البتة بنظام بشار.

اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا