الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-القبطان- بشَّار!

جواد البشيتي

2013 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


إنَّها قصة "سفينة"، و"عاصفة (هوجاء)"، و"قبطان (ربَّان) جريء وشجاع"؛ فهل تَقْبَلون أنْ "يَهْرُب القائد" و"السفينة" في قَلْب العاصفة؛ إنْ قبلتم، فهو لن يقبل؛ لن يتخلَّى عن مهماته ومسؤولياته "الآن"؛ لن يهرب من المسؤولية؛ إنَّه يتوفَّر "الآن" على مواجهة العاصفة، ودرء مخاطرها عن السفينة؛ وبعد ذلك، وبعد أنْ ترسو السفينة، وتلقي مرساتها، ويتأكَّد قائدها أنَّها في أمن وأمان، سيُثْبِتُ للقاصي قبل الدَّاني أنَّه زاهِدٌ في "السلطة"، وعنها، مُفضِّلٌ لـ "القيادة" عليها؛ ومع ذلك، لن يتنحَّى عن منصبه؛ فرئاسته القوم إنَّما هي "تكليف" لا "تشريف"؛ ولسوف يذهب إلى انتخابات الرئاسة المقبلة (2014) مُكلَّلاً بهذه "البطولة (إنقاذ السفينة)"؛ وعلى الشعب "الذَّكي"، الذي خبر هذا القائد، واختبره، في وقت الضيق والشِّدَّة، ألاَّ يَقِف أمام "صندوق الاقتراع" حائراً متردِّداً؛ فهل غير "المرشَّح (الرئاسي) بشار" يَصْلُح لها؟!
أمَّا كيري (وزير خارجية الولايات المتحدة) الذي ليس بذي صِلَةٍ بهذا "الشأن السوري الخالص"، والذي لم يُفَوِّضه الشعب السوري في التحدُّث باسمه؛ فكيف تسوِّل له نفسه أنْ يدعو بشار إلى التنحِّي (وهي دعوة تَعْدِل في معناها أنْ يدعو له، أو أنْ يدعو عليه)؟!
بشار الذي لا يُؤْمِن بالله حتى لا يُشْرِكَ بالشَّعْب، والذي عَبَدَ شعبه حتى أصبح عبداً له، يأبى قبول أنْ يُقرِّر "غريب"، ولو كان كيري نفسه، عن الشعب السوري "مَنْ يجب أنْ يرحل، ومَنْ يجب أنْ يبقى"؛ فيا لها من وقاحةٍ وصفاقةٍ أنْ يتطاول كيري، وغيره، على الإرادة الحُرَّة للشعب السوري، قائلاً عنه إنَّ على هذا "الرئيس الأبدي"، والذي هو قرين "الحُكْم على شعبه بالسجن المؤبَّد"، أنْ يتنحَّى؛ وكأنَّ هذا الذي "قاء" هذا القول لم يتناهَ إلى سمعه أنَّ الشعب قال: "بشار إلى الأبد، وإلاَّ نَحْرِق البلد"!
لا تُجادلوه في "بديهية" أنَّ وجوده على رأس الحكم في سورية كان ثمرة الإرادة الحُرَّة للشعب السوري؛ فوالده، من قبله، لم يَجِد غضاضةً في أنْ يجيب عن سؤالٍ لصحافيٍّ غربيٍّ عن "الديمقراطية في سورية، لجهة متى تشرق شمسها"، قائلاً: إنَّ كل ما تَنْعَمون به من ديمقراطية في الغرب لا يزيد عن كَوْنه قبساً من نور الديمقراطية في سورية"!
ولولا إفراطه في "المقاوَمة القومية"، وفي تلقين "العدو الإسرائيلي" دروساً لا ينساها أبداً في مقاوَمة "سورية الأسد" له، لفضَّل "واحة الديمقراطية" على "قلعة المقاوَمة القومية" اسماً لسورية، التي ما أنْ أنجبته حتى رَدَّ لها الجميل، فأنجبها، وسمَّاها باسم العائلة.
ومع ذلك، أيْ مع كل ما عاناه وقاساه وكابده وهو يقود السفينة في قَلْب العاصفة، ويدرأ عنها المخاطر المحدقة بها من كل حدب وصوب، فلن يتوانى أبداً عن أنْ يُثْبِت حتى لأولئكَ السوريين الذين باعوا أنفسهم للشيطان، وأطلقوا على أنفسهم اسم "المعارَضَة"، أنَّه الغفور الرَّحيم، وأنَّه إنْ أراد إذلالهم فلن يذلهم إلاَّ بالصَّفْح عنهم؛ فهذا "الربَّان"، والذي حَذَف من تسميته هذه آخر حرفين حتى يكتمل المعنى، لن يذل "أعداء الوطن من الدَّاخِل" إلاَّ بما يزيده سموَّاً ورفعة، مع أنَّه سما وعلا وارتفع حتى أصبح عصيَّاً عليه أنْ يَنْظُر إلى غير ما يقع دون قدميه!
وها هو يخاطبهم قائلاً (وكأنَّه الفضيلة التي بإساءة خصومه فهمها أساءوا إلى أنفسهم؛ وقد يغفر لهم كل إساءة إلاَّ إساءتهم إلى أنفسهم!) تعالوا إليَّ لأحاوِركم؛ فإذا كان مرادكم مزيداً من الإصلاح والديمقراطية (على استعصاء ملء الممتلئ) فسوف تكتشفون، عندئذٍ، أنَّ كلامكم يَقَع على سمعٍ يشبه أسماعكم؛ لكن عليكم أنْ تُثْبِتوا حُسْن نيِّتكم أوَّلاً، وأهليتكم للحوار، من ثمَّ؛ وهذا إنَّما يُلْزِمكم أنْ تأتوني معارضةً عزلاء، كشعبكم الأعزل، لا سلاح تُشْهِرونه في الحوار إلاَّ سلاح إيمانكم بحُسْن وصِدْق نيَّاتي؛ أمَّا إذا دَخَلْت عليكم مدجَّجاً بالسلاح (الروسي والإيراني) مُضرَّجاً بدمائكم من رأسي حتى أخمص قدمي، فتَذَكَّروا، ولا تنسوا، عندئذٍ، أنَّني والدولة صنوان، وأنَّ الدولة وحدها (أيْ أنا وحدي) هي التي يحقُّ لها أنْ تتسلَّح، وأنْ تستعمل السِّلاح، وإلاَّ سادت شريعة الغاب (وأسد الغاب). ارْموا السِّلاح، وتعالوا إليَّ، حتى أثبت لكم أنَّ ما عجزتم عن نيْله بقوَّة السلاح، وبسلاح القوَّة، لن تنالوه ولو حاورتموني إلى يومٍ يُبْعثون؛ فإذا أحسنتم النِّيَّة، وسِرْتُم في هذه الطريق الأقصر إلى جهنَّم، فلن أُعاقبكم، عندئذٍ، على شهركم السلاح في وجههي، وإنَّما على حماقتكم التي أَقَمْتُم الدليل عليها إذْ جِئتُم إليَّ عُراةً من السِّلاح؛ وقانوني لا يرحم الحمقى!
إنَّها حماقة أنْ يُلبُّوا له هذا "المطلب الصغير البسيط"، مطلبه أنْ تتخلَّى المعارَضَة عن سلاحها، قبل ومن أجل أنْ يحاوِرها بشار؛ لكنَّ الحماقة كلها، أو بعينها، أو ما يَصْلُح تعريفاً لها، هي أنْ تظل المعارضة تُعامِل "الطَّرف الآخر (في الصِّراع)"، وتَنْظُر إليه، على أنَّه الدكتاتور، أو الحاكم المستبد، أو الحاكم بأمره؛ فهو، وعلى ما ينطق به لسان الواقع من حقيقة، "سُلْطَة (أو قوَّة) احتلال"؛ ولا بدَّ لسورية من أنْ تغدو مشمولة بـ "اتفاقية جنيف الرَّابعة"؛ ولا بدَّ لشعبها من أنْ يظل مستمسكاً بحقِّه المشروع (دولياً) في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل والسُّبُل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مسجدا يؤوي نازحين في دير البلح وس


.. مقتل وإصابة طلاب بحادثة انقلاب حافلة في كولومبيا




.. رحلات الإجلاء تتواصل.. سلوفاكيا تعيد رعاياها من لبنان


.. ما الذي قدمته إيران إلى لبنان منذ بدء الهجوم الإسرائيلي؟




.. فرنسا.. مظاهرات في باريس تنديدا باستهداف المدنيين في لبنان و