الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظرة المشتركة للقضايا الدولية بين الصين وأوكرانيا

احمد حسين قاسم

2013 / 5 / 22
السياسة والعلاقات الدولية


المقدمة
التقارب الصيني الأوكراني ، ذلك التقارب الذي تتسارع خطواته كلما إبتعدت خطوات أوربا عن أوكرانيا حيث تتقارب أحياناً وتتباعد أحياناً أخرى حول التشابه الصيني الأوكراني في مجالات عدة منها الآيديولوجية التي ورثتها أوكرانيا من أطلال الأتحاد السوفيتي السابق والتي بقيت تدير دفة مركب أوكرانيا بعد إنهيار الأتحاد السوفيتي ومنها أيضاً التركة العسكرية الهائلة التي حضيت بها أوكرانيا من ترسانة عسكرية وقوة نووية إضافة الى إقتصاد كاد أن ينهار مثلما إنهارت الستراتيجية التي كان ينتهجها منظروا السياسة في الإتحاد السوفيتي .وربما كانت تلك فجوة إستطاع من خلالها التنين الصيني الدخول الى أوكرانيا لتحقيق مآرب عدة منها ليكون منافساً قوياً لروسيا في صنع القرار الأوكراني لاسيما وأن أوكرانيا لا زالت تأن من سطوة روسيا وأطماعها المعلنة لضم أوكرانيا تحت جناحها وأيضاً لتسد الطريق على الولايات المتحدة الغريم القوي للصين لاسيما بعد فشل محاولات ضم أوكرانيا لحلف الناتو ، ووجدت الصين الأبواب الأوكرانية مشرعة أمامها حين إتخذت أوربا متمثلة بالإتحاد الأوربي موقف المتفرج في الأزمة المالية الأوكرانية ، وإذا أمعنا النظر في وضع أوكرانيا قبيل قيام الثورة البرتقالية التي فجرتها القوى والأحزاب الموالية للغرب ،نجد أن الأحزاب والقوى التي تتخذ الآيديولوجية الشيوعية هي التي إستلمت زمام السلطة فيها وكان ميولها للصين يغيض الولايات المتحدة وأوربا وحتى روسيا في بعض المواقف ..

النظرة المشتركة للقضايا الدولية
بين الصين و اوكرانيا


تشكّل روسيا مع أوكرانيا الإمبراطورية الروسية التي لا يمكن أبداً أن تكون ديمقراطيّة". و قد أثارت الأزمة الأوكرانيّة وقيام المخابرات الأميركية "السي أي إيه" بدعم المعارضة الأوكرانيّة وزعيمها فيكتور يوشنكو ضدّ النظام الموالي لموسكو برئاسة فيكتور يانكوفيتش وإسقاطه، موجة غضب عارمة لدى الكرملين والدوما الروسي وأيقظ حساسيّة الاتّحاد السوفياتي السابق إزاء أميركا، وقد ساءت إثر ذلك العلاقات الروسيّة الأميركية كثيراً وشنّ الطرفان موجة تصريحات عنيفة ضدّ بعضهم البعض. وركّزت الهجمات الأميركية على النظام السياسي لموسكو ووصفته بالتّسلّطي والاستبدادي والمحتكر لجميع السلطات والصلاحيات والخانق للحرّيات، وقد ندّد كولن باول بما سمّاه سيادة السلطة الروسيّة في اجتماع منظّمة الأمن والتعاون بأوروبا الذي انعقد في العاصمة البلغاريّة صوفيا. في حين اعتبر بوتين أنّ الغرب يتدخل لتحويل الإنتخابات في أوكرانيا ونتائجها بما يخدم مصالحها.( )

وكان الرئيس الروسي قد اتهم العالم الغربي والولايات المتحدة "بممارسة الديكتاتورية في إدارة شؤون العالم مغلّفة بتعبيرات جميلة عن ديموقراطية مزعومة". كما هاجم الغرب الذي يعمل على تقسيم أوكرانيا ويعاقب معارضيه بالصواريخ والقنابل كما حدث في بلغراد. واتّهم بوتين الغرب كذلك بالقيام "بمحاولات خطيرة لإعادة تصنيع حضارة متعددة الأوجه خلقها الله، وذلك من أجل جعلها حضارة معاصرة وفقاً لمبادئ عالم أحادي القطب"، و انتقد بوتين الديكتاتورية الأميركية صراحة.. و قد بدت هذه التصريحات وكأنّها تعود إلى مرحلة الحرب الباردة لا إلى مرحلة ما بعد انهيار الإتحاد السوفياتي، ما يعطي انطباعاً قوياً بأنّ روسيا أصبحت جاهزة لتفعيل جميع محاولاتها السابقة لخلق "عالم متعدّد الأقطاب" في مواجهة الهيمنة الأميركية ( )
في أي حال تبدو السياسة الصينية الخارجية محكومة بالمحور الذي أقامته مع روسيا الاتحادية، والتحالفات المعلنة مع سوريا وكوريا الشمالية وايران. وقد أظهرت التطورات الأخيرة أن بكين صارت تشارك بنشاط أكبر في الملفات الدولية، وصارت شريكاً للأمم المتحدة في عمليات حفظ السلام حول العالم، كما أنها وضعت روزنامة مساعدات دولية، بما يشير الى أنها تحولت الى لاعب بارز على المسرح الدولي.
هذه «الشراكة» واضحة المعالم في الفيتو المزدوج (في دعم الفيتو الروسي) داخل مجلس الأمن، في مواجهة التحرك الغربي الأحادي بمناسبة التصويت على القرارات المتعلقة بسوريا، ويبدو أن هذا النهج مرشح للاستمرار في انتظار تسوية أو حسم الأزمة السورية. والاستثمارات الصينية في افريقيا علامة أخرى على التمدد الصيني الآخذ في الازدياد داخل العالم النامي (ولا شك أن عدداً كبيراً من دول العالم يهمه قيام تعاون وتبادلات أكبر في شؤون حفظ السلام مع الصين )(وبالفعل أعرب مسؤولون بريطانيون وكنديون عن الرغبة في تعاون أوثق مع الصين في مجال حفظ السلام ) ( )
في ما يتعلق بنظرة الصين الى الولايات المتحدة يمكن القول إنها تعتبر نفسها البلد الوحيد الذي يشكل مصدر تهديد محتمل للهيمنة الأميركية( ). لكن المحللين الاستراتيجيين يتلاقون على أن أبرز ركائز السياسة الصينية لا تزال دفاعية، وهي لم تتغير كثيراً منذ مرحلة الحرب الباردة: كبح العوامل الخارجية التي تزعزع الاستقرار، تجنب خسارة الأراضي، تهدئة مخاوف الدول المجاورة، والحفاظ على نمو اقتصادي ثابت. بكلام آخر، ان الصين تريد لنفسها دوراً عالمياً يخدم مصالحها بطبيعة الحال لكنه يضمن لها في الوقت نفسه قبولاً دولياً من جانب القوى العظمى.
ولا شك في أن الولايات المتحدة هي إحدى أبرز تلك القوى، وتُعتبر إدارة العلاقات الأميركية الصينية المتوترة من أهم التحديات التي تواجهها بكين في سياستها الخارجية. مثلما يتساءل الأميركيون حول ما إذا كان تنامي نفوذ الصين يفيد المصالح الأميركية أو يطرح تهديداً وشيكاً عليها، يحلل صانعو السياسة الصينية المعطيات لمعرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة تنوي استعمال قوتها لمساعدة الصين أو إيذائها.هناك
ثلاث حلقات من المخاوف الأمنية ترتسم على هذا الصعيد: الحلقة الأولى تشمل الأراضي التي تديرها الصين أو تطالب بها على الحدود الصينية، يواجه صانعو السياسة حلقة ثانية من المخاوف الأمنية التي تشمل علاقات الصين مع 14 دولة متاخمة لها. ما من بلد آخر، باستثناء روسيا، محاط بهذا العدد من الدول المجاورة التي تشمل خمسة بلدان كانت الصين قد خاضت الحروب ضدها خلال السبعين سنة الأخيرة (الهند، اليابان، روسيا، كوريا الجنوبية، فيتنام)، بالإضافة إلى دول تحكمها أنظمة غير مستقرة. ولا تعتبر أي دولة من تلك المجاورة للصين أن مصالحها الوطنية المحورية تتماشى مع مصالح بكين، لكن نادراً ما تتعامل الصين مع أيٍّ من الدول المجاورة لها في سياق ثنائي بحت.
تتعلق الحلقة الثانية من المخاوف الأمنية الصينية بسياسات ست مناطق جيوسياسية مختلفة تحيط بالصين: شمال شرق آسيا، أوقيانيا، المنطقة البرية من جنوب شرق آسيا، المنطقة البحرية من جنوب شرق آسيا، جنوب آسيا، آسيا الوسطى. تطرح كل منطقة من هذه المناطق مشاكل دبلوماسية وأمنية معقدة إقليمياً.
أخيراً، تبرز الحلقة الثالثة: إنه العالم البعيد عن محيط الصين. لقد دخلت الصين في هذه الحلقة البعيدة منذ التسعينيات فقط ولا تزال أسباب هذه الخطوة محدودة حتى الآن: تأمين مصادر السلع مثل البترول، الوصول إلى الأسواق وكسب الاستثمارات، الحصول على دعم دبلوماسي لعزل تايوان والدالاي لاما في التيبت، وحشد الحلفاء لدعم مواقف الصين على مستوى المعايير العالمية والأنظمة القانونية ولهذا يمكن إعتبار الصين محوراً أساس في إتزان النظام الدولي والأقليمي

( فمن جهة تبدو السياسة الأمنية الصينية الدولية والأقليمية متسقة أكثر وأكثر مع المعايير الدولية ) ( )من جهتها تمثل الولايات المتحدة أبرز القوى التي تتدخل في شؤون الصين الداخلية. إنها تضمن استمرار وضع المراوحة في تايوان، وتملك أكبر وجود عسكري في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي، وهي الحليفة الرسمية أو غير الرسمية لعدد من الدول المجاورة للصين. ومن الواضح أن واشنطن تعيق جهود الصين الرامية الى فرض السيطرة على تايوان، وازاء ذلك تشعر الصين أنها في حالة صدام بارد مع الولايات المتحدة لكنها لا ترسم حتى الآن أي خطط للصدام الساخن...

الخاتمة
مما لا ريب فيه أن موضوع الصين من المواضيع المعقدة لأسباب شتى ولعل التنوع الديموغرافي للصين والطبيعة الجيوسياسية تزيد المشهد الصيني تعقيدا ً ويبقى من العسير على الباحث إحاطة موضوع الصين إحاطة تامة ، حتى وإن حاول الباحث أخذ عينات من النسيج الصيني المتشابك مثل تشابك وتعقيد علاقاتها مع الدول الأخرى لا سيما الأوربية فأن التعقيد وكما أشرت يبقى قائماً :وحاولت جاهداً أن أستحصل نتيجة تدخل إلى ذهن قارئ البحث حول التشابه بين الصين وأوكرانيا كنموذج لعلاقات الصين مع البلدان الأوربية تلك العلاقات التي مرت وتمر كغيرها بين مدٍ وجزرٍ تتحكم به وتفرزه سياسات الأنظمة المتعاقبة والآثار السلبية التي أوجدتها الحروب والأطماع السابقة .. ومما لا شك فيه فأن الصين اليوم تعتبر من القوى العالمية إن لم نقل في طليعتها وتتحكم بالسياسات الدولية وتلك المكانة أوجبت على الصين أن تبرز وتفرض نفسها حين تتعارض القرارات الدولية مع مصالحها الستراتيجية وتفرض عليها أيضاً أن تحمي تلك المصالح وتحافظ على ديمومتها لذا فهي تتحرك بحذر نحو تأمين تلك الديمومة لاسيما في علاقاتها مع أوربا وروسيا وأمريكا ، ووجدت الصين من أوكرانيا ورقة ضغط على روسيا بسبب النظرة الروسية لأحقيتها في أوكرانيا كما أنها ورقة ضغط على أوربا عامة والأتحاد الأوربي خاصة بسبب الرغبة الأوربية متمثلة بحلف الناتو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج