الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك ...... الجزء الثانى عشر

محمود جابر

2013 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


ج- محمود السبكى 1858- 1933م:
تأتى أهمية محمود خطاب السبكي وولده أمين و حفيده، فالسبكى صاحب "الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب و السنة"هو أول مصري يلعب دورا في حرث الأرض المصرية ووضع البذرة الوهابية بعد الشامييان رضا والخطيب، وهو يشترك مع سابقيه في أنه كان صوفياً أشعريا المشرب، وما يميزه أيضا عنهما أنه أنشأ مؤسسة (قانونية) اجتماعية وكان ذلك في تسعينات القرن الـ19 الميلادي والتحق بالتعليم الأزهري على كبر ولهذا فيمكن وصفه هو وسابقاه بأنهم من الدخلاء على علم الدين, وعندما تم إصدار قانون الجمعيات سجل الشيخ جمعيته وفق هذا القانون عام 1913م, بعدها تحولت الجمعية من جمعية صوفية إلى جمعية وهابية ظلت تعمل حتى اليوم و لها فروع كثيرة بكل محافظات مصر وعادة ما يقودها علماء من الأزهر الشريف تم استقطابهم على الأرضية الوهابية، ويتبع كل فرع من الفروع المتعددة والمنتشرة مسجدا لإقامة الشعائر وإلقاء الدروس وحتى يكون المسجد مكان استقطاب مستمراً.
كانت للجمعية نشاط سياسي قبل الثورة في عهد المؤسس السبكى، ثم حاولت استئنافه بعد الثورة، ويتضح ذلك من خلال رسالة أمين محمود السبكى إلى محمد نجيب، والرسالة الأخرى التي بعث بها إلى مجلس قيادة الثورة ، ولكن بعد الصدام بين الثورة والإخوان، قرر أمين محمود السبكى التوقف خشية أن يناله ما نال الإخوان نظرا لوحدة المشرب واتحادهم في لغة الخطاب والغايات، بيد أن هذا النشاط السياسي عاد مرة أخرى في أوائل السبعينات من خلال مجلة الاعتصام لسان الجمعية, وظلت هذه المجلة تكتب عن السياسية وكأنها إحدى صحف الإخوان المسلمين مما دفع السادات إلى وضعها في زمرة الصحف والمجلات التي صادرها ضمن القرارات القمعية التي أصدرها ضد جميع قوى المعارضة المصرية في 5 سبتمبر 1981م, ولكن المجلة عادت للصدور بعد اغتيال السادات إلى أن توقفت مع انتهاء ترخيصها بوفاة صاحبها, لكن الجمعية الشرعية أصدرت في السنوات الأخيرة مجلة باسم"التبيان"وهي تنحو منحى سياسيا أشبه بالاعتصام لكن الاتجاه الإخواني الذي تميزت به الاعتصام خفت قليلا في التبيان و إن ظل بارزا بها, ويعكس التوجه السياسي لهاتين المجلتين رغم تعبيريهما عن جمعية تنأى بنفسها عن السياسة حالة عدم الاقتناع بالالتزام الحرفي لقاعدة عدم الاشتغال بالسياسة التي كان محمود خطاب السبكي قد التزم بها منذ تأسيس جماعته كما يعكس أيضا اختراق جماعة الإخوان المسلمين القوي لهذه الجمعية الكبيرة والقديمة والهامة, والتي يقدر أعضاؤها الناشطون بعشرات الآلاف.
لكن لابد من ملاحظة أن الخطاب السياسي لمجلات هذه الجمعية ولبعض دعاتها في المساجد قائم على أسلوب الإصلاح الجزئي العشوائي, فهو لا يطالب بتغيير شامل ومتكامل كما أنه لا يطرح برنامجا متكاملا ومحددا للإصلاح أيا كان جوهره, بل يكتفي بتوجيه النقد للعديد من الجوانب السلبية وقضايا الفساد والفشل السياسي والاقتصادي وإن كان تركيزهم الأكبر على قضايا الفسادالأخلاقي, و يقتصر تناولهم لأي من هذه القضايا على بعض جوانبها الجزئية دون الإطار الكلي لها الذي ينتظمه النسق السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي العام.
وتركز الجمعية اهتمامها الأكبر على القضايا ذات الطابع الوهابي أو التي تتمحور حولها الوهابية كإطلاق مسمى البدع على كل شيء ثم الدعوة لتغييرها، تكفير وتفسيق زوار الأضرحة خاصة والصوفية عامة، الدعوة لإبطال العمل بالمذاهب لأن دعاة الجمعية الشرعية – كما يدعون - مرجعهم الأساسي كتاب الشيخ محمود خطاب السبكي "الدين الخالص" وهو موسوعة فقهية ضخمة تذكر معظم الآراء الفقهية بأدلتها ثم ترجح أحدها.
وترى"الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة" أن مشكلة الأمة الإسلامية تكمن في البدع والخرافات التي دخلت على الدين ومنها العديد من طقوس التصوف, وانه إذا تم تنقية الدين من هذه البدع سوف يعود للأمة مجدها وعزها.

رابط الجزء الحادى عشر :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=359171
البريد الالكترونى الجديد :
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التبوريدة: فن من الفروسية يعود إلى القرن السادس عشر


.. كريم بنزيمة يزور مسقط رأس والده في الجزائر لأول مرة




.. بعد إدانة ترامب.. هل تتأثر فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية ا


.. لابيد يحث نتنياهو على الاستجابة لمقترح بايدن بخصوص اتفاق غزة




.. الوسطاء يحثون إسرائيل وحماس على التوصل لاتفاق هدنة في غزة