الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبل شهر من اجتماع الهيئة التأسيسية للحزب الجديد

محمد زهير الخطيب

2013 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


عندما بدأت اللجنة التحضيرية المحدودة والمنوعة للاعداد لاجتماع هيئة تأسيسية للحزب، كان هناك أفكاراً كثيرة قابلة للبحث ومعرضة للاختلاف في وجهات النظر. غير أن سطراً واحداً اعتبرته اللجنة أساسا ثابتا للحزب غير قابل للتعديل لأنه يمثل لون الحزب واتجاهه بل جلده الذي يجب أن لا تنسلخ عنه، هذا السطر هو تعريف الحزب:
(حزب وطني مستقل ذو مرجعية إسلامية وسطية، يعمل على ترسيخ مبادئ الحرية والعدالة بالوسائل الديمقراطية).
الكل كان مقتنعاً بأن الهيئة التأسيسية يجب أن تكون موافقة على تعريف الحزب وهويته، ثم تكون بعد ذلك سيدة نفسها في كل ما يتبع من أمور، فهي التي ستضع الادبيات واللوائح والبرامج وتمنح الحزب إسمه وشعاره...
إقترح بعض أعضاء اللجنة التحضيرية أن تقوم اللجنة بتقديم دراسات ومسودات توضع بين يدي اللجنة التأسيسية لمساعدتها وتسهيل عملها وكي لا تبدأ من الصفر، ولاقى هذا الاقتراح الموافقة، فتم إقتراح أدبيات ولوائح وبرامج ومسودات ستوضع بيد يدي الهيئة التأسيسية لتستفيد منها وتبت في أمرها...
أما عن تشكيل الهيئة التأسيسة فلقد كان الرأي أن تكون مؤلفة من مئة عضو أو يزيدون قليلاً، ولقد استحضر العصف الذهني أهمية التوازن في تشكيلة الهئية بأن يكون فيها نساء وشباب وأعضاء من الداخل ومشاركين من كل المحافظات والاديان والقوميات... الحزب سيكون بعيداً كل البعد عن فكرة المحاصصة وخاصة بعد انطلاقه وفتح باب العضوية لكل المواطنين السوريين بكل أطيافهم وانتماءاتهم، غير أنه اتُفقَ بعد نظرة متأنية على أن توفر التنوع في تشكيلة الهيئة التأسيسة مطلوب ومهم لانجاح إنطلاقة الحزب حتى لا تطغى فئة على تشكيلة الهيئة التأسيسة بقصد أو بغير قصد، كان التقدير بأن تكون الهيئة التأسيسية ثلاثة أثلاث بالتقريب، إخوان وإسلاميين ووطنيين، رغم التداخل الكبير بين هذه التصنيفات، ولكن اعتُمدَ هذا المبدأ بحسن نية وخاصة من قبل الاخوان لأنهم تخوفوا من أن يطغى لونهم على الهيئة، حتى أنه قيل لو تعذر توفير ثلث الوطنيين فسيتم اعتبار عدد الوطنيين المتوفر هو الثلث المعتمد ومثله سيكون الثلثان الباقيان.
قد يعتبر بعض الاصدقاء أن هذا محاصصة، ولكنها ليست كذلك، إنها نظرة متأنية لاقلاع ناجح واقعي.

أما عن اختيار الهيئة التأسيسة فقد قامت اللجنة التحضيرية بمشاورات موسعة واتصالات مكثفة مع كثير من الشخصيات المعارضة السورية لتحقيق هذا الغرض، وقد كان هناك صعوبات في توفير الثلث الوطني كما كان متوقعاً. إعتبر البعض أن الاخوان يبحثون عن شخصيات وطنية (ديكور) واعتبر آخرون أن طريقة الاثلاث المتبعة محاصصة مرفوضة، ووجدنا أن كثيراً من الوطنيين الذين اتصلنا بهم قد رتبوا امورهم بتيارات وتحالفات وحركات لم يشاؤوا تركها إلى الحزب الجديد... وهنا أرى من الاهمية بمكان توضيح بعض الامور.
إن الحزب الذي ندعو إليه لا يجب أن يقارن بتيار أو حركة أو تحالف... إنه سيكون الحزب الرئيسي في سورية الحرة الجديدة قياساً على ما جرى في المغرب وليبيا ومصر وتركيا.
من السهل تصميم حزب وردي مخملي على الورق، ولكن نجاح هذا الحزب يحتاج إلى عوامل كثيرة واقعية، يحتاج إلى رافعة شعبية وأرضية نضالية تاريخة ستكون متوفرة للحزب الذي نحن بصدده.
سيكون هذا الحزب ملاذ الشريحة الكبرى من شعبنا الطيب، سيدخله من شاء تديناً وسيدخله من شاء حضارة وثقافة وتراثاً.
وهناك من يتساءل، هل سيكون الحزب شبيها بحزب العدالة التركي أم بحزب الحرية المصري؟... أعتقد أنه سيكون بين بين، أنه سيكون حزبا يناسب سورية، فحزب الحرية المصري جاء ذراعاً لجماعة الاخوان المسلمين رغم أنهم وصفوه مستقلاً، ونحن لا نريده ذراعاً للاخوان المسلمين في سورية بل مستقلا وصديقا للاخوان وغيرهم من أطياف الحراك الوطني، كما نريده ناجحاً نظيفاً منتجاً كحزب العدالة التركي، غير أننا نريده واضحاً في مرجعيته الاسلامية الوسطية، فتركيا أتاتورك غير سورية المتصالحة مع الاديان وعاصمة الامويين...
سنحاول الاستفادة من كل نجاحات حزب العدالة التركية ولن ننسى نبض الشارع السوري وتراثه المتنوع الغني.
اليوم أريد أن تصل هذه الكلمات إلى كل الوطنيين السوريين ليكون أمر الحزب معرفاً لديهم وليكوّنوا فكرة عنه، فنحن نريد أن يكون السورييون إما أعضاءً في الحزب، أو ناخبين له، أو أصدقاء يذكرونه بخير حتى لو كان لهم إنتماءات اخرى، فبناء الصداقات والتحالفات مهم كثيراً في سورية المستقبل لكثرة تنوع السوريين، فلن يقدر على حمل العبء في سورية الحرة طيف واحد أو حزب واحد، لابد من بناء تحالفات وائتلافات تتعاون على بناء الدولة المثقلة بالجراح بناءً ديمقراطياً حراً يتساوى فيه جميع المواطنين دون تمييز ديني أو عرقي أو طائفي...
اللجنة التحضيرية تحاول الآن استكمال قائمة المرشحين للجنة التأسيسية، والباب مفتوح لمن يهمه الامر بالاتصال باللجنة والحوار معها للمشاركة أو تقديم النصح، ويمكن أن يتم ذلك عن طريقي أو طريق سكرتير اللجنة التحضيرية الدكتور أحمد كنعان، وهذا ايميله [email protected]
أعتقد أن من أهم صفات الراغب في المشاركة أن يكون مقتنعاً بهوية الحزب وموافقاً عليها، وأن يتحلى بالجد والصبر، فلن ينهض الحزب على أكتاف المشغولين ولا المترددين، ونعدهم بأننا سنعمل معاً على أن يكون هذا الحزب هو الحزب الناجح للشعب المنتصر في سورية الجديدة.

محمد زهير الخطيب
عضو اللجنة التحضيرية لحزب قيد الاعداد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شعار مخادع ودجل سياسي ..
ماجد جمال الدين ( 2013 / 5 / 22 - 17:06 )
السيد محمد زهير الخطيب !
ألقول بـ ((( حزب وطني مستقل ذو مرجعية إسلامية وسطية ))) ـ هو شعار مخادع لا ينطلي ألآن على أحد ، ودجل سياسي غرضه عقيدة التمكين ..
لا يمكن لأي حزب وطني أن يملك مرجعية أخرى غير الوطن ومصلحة الشعب .. هذا التعارض بين الوطنية وألمرجعية الدينية سواء إسلامية أو مسيحية أو هندوسية لا يمكن إلغاءه ..
والشعب لا يهمه أن ينظر لمرجعياتكم بل إلى برامجكم الإجتماعية والإقتصادية والسياسية وما يمكن أن تقدموه كعمل فعلي .. المرجعية الإسلامية وألإرتباط بالشرائع العتيقة والهمجية يكون دوما عائقا في تنفيذ مصالح ومطالب الشعب في الحرية . ولذا هو دجل إعلام سياسي غرضه الوصول للسلطة والتمكين .. وخصوصا أنكم كما يبدو من المقال حتى لا تعترفون بالمبادئ العلمانية كاساس للديموقراطية وفكرة المواطنة ذاتها .


ألنكتة في المقال انك حددت (((بأن تكون الهيئة التأسيسية ثلاثة أثلاث بالتقريب، إخوان وإسلاميين ووطنيين، ))) .. وبدون أن تدري حذفت وأبعدت الأخوان وباقي الإسلاميين عن جريرة الوطنية ..
تحياتي

اخر الافلام

.. غزة : شهادة طبيب • فرانس 24 / FRANCE 24


.. -يوروفيجن- في قلب التجاذبات حول غزة • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الذكاء الاصطناعي يفتح جولة جديدة في الحرب التجارية بين بكين


.. إسرائيل نفذت عمليات عسكرية في كل قطاع غزة من الشمال وصولا إل




.. عرض عسكري في موسكو بمناسبة الذكرى الـ79 للانتصار على ألمانيا