الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صورة المرأة الأرملة في الأمثال المغربية

نورالدين النصيري

2013 / 5 / 23
الادب والفن


أنها المرأة التي فقدت زوجها لسبب من الأسباب, و مع فقد الزوج ,تفقد الأرملة كثير من المميزات التي تميزها كامرأة متزوجة,و التي تحاول الأمثال تصويرها على أنها حائط قصير ,يمكن القفز عليه بكل سهولة,فكثير من التصورات ترى أن المرأة الأرملة و الهجالة ,مستعدة للقبول بأقل الشروط لكي تقبل الزواج,و تربي أولادها خانعة خاضعة لشروط الزمن و المجتمع,لأنها امرأة لم تعد تملك سحر العذرية ,والذي فقدته في زواجها الأول,فالرجل ينظر اليها متاحة بكل يسر,لأن لحظة الاثباث الشرعية تم المصادق عليها قبلا,فالأرمل تعاني بسب وفاة الزوج وعودتها الى بيت أهلها,فحاجتها الى الزواج و شروطها تصبحان أسهل من العازبة,كما يبدو من المثال التالي," الا تزوجوا تعوجوا,والا تهجلوا تحوجوا",فالحاجة تجعل من الأرملة تخفض شروط الانتقاء,من سن و جمال و وظيفة اجتماعية,ومن جهة أخرى ,يعد الزواج من الأرملة من الأمور المستبعدة,رغم جمالها و أخلاقها,لأنها دائمة الارتباط بالماضي,ماضي الزوج و شروطه داخل مؤسسة الزواج,فيقول المثل" ماتاخذ الهجالة لو يكون خدها مشموم,انت تصرف و تجيب وهي تقول الله يرحم المرحوم".كما أن تربية الأرملة تعد تربية ناقصة,في كثير من الألفاظ المتداولة,فأن تخاطب انسانا ما ب"تربية الهجالة",فيه كثير من الألفاظ القدحية ,وهو دليل أن الأرملة لا تستطيع تربية أولادها في غياب الزوج,لأنها تتفرغ للعمل ,فلا يبقى لها وقت للتربية ,فتفقد كثير من السلطة تجاه أبنائها,كما أن التحذير من الزواج بالأرملة يجوب كثير من الأمثال المغربية,من قبيل" لا تدي الهجالة,ولو تكون بنت الخالة" ,لأن الناس سيتخافتون باحتقار الزوج,خصوصا ان كان هذا الأخير عازبا,فالارملة دائما مرتبطة بالقديم و البالي,ف"المرة الهجالة ,وثوب الدلالة كيورث البالة.
هذا و لا يمكن الاحاطة بكل الأمثال التي تقارب موضوع المرأة ,فالأمثلة المقدمة هنا هي فقط داخل مؤسسة كبيرة في حياة المرأة ,وهي مؤسسة الزواج,المبتدأ و المنتهى في حياة أي امرأة,ولكن كان الهدف من البحث هو استفزاز السؤال ,من أجل كثير من البحث,ووضعه داخل السياق المجتمعي و الاقتصادي و الثقافي الذي نعيشه انا,فهناك المثل الذي يتحدث عن المطلقة ,حيث تشكل ورقة الطلاق الضربة القاسية التي تقسم ظهر أي امرأة,فهي كالة متسلطة على جسد الأنثى الغير القانعة بنصيبها,و العاجزة عن تحقيق شروط المعادلة الزواجية الناجحة,فالطلاق فشل للمرأة,قبل أن يكون فشل للرجل’خصوصا عندما تهدد بالطلاق و أن يبدله الزوج بزوجة أخرى " ضرب النسا بالنسا,ماشي بلعصا",و كذلك في مثل " ضرب المرا بالمرا أولد المرا",وكذلك الصورة التي تعطيها الأمثال للحماة أو العكوزة,التي تملك السلطة الرمزية لممارسة العنف,من المرأة الى المرأة,كما في المثل التالي,"العكوزة بالتسبيح نصراني صحيح".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو


.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق




.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس


.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم




.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب