الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة تمرد.. تأملات هادئة

نادين عبدالله

2013 / 5 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


انطلقت الحملة بمبادرة شبابية وانتشرت سريعا بعدما لاقت رواجا، خاصة فى أوساط الشباب. تحركوا لأنهم أحسوا بأن حلمهم بالتغيير فى خطر! وهو الشعور الذى غذته الإدارة الفاشلة للنظام الحالى الذى رفض التوافق والإصلاح فركز على مصلحته الضيقة ولو على حسابنا جميعا. ورغم ذلك دعونا نفكر ونتساءل: لماذا لم تنتقل أبدا المعارضة الشبابية من مساحة محاولة هدم ما ترفضه إلى مساحة محاولة بناء ما تريده؟ فلو عندك كشاب معارض قدرة لحشد 2 مليون شخص ألم يكن من الأفضل حشدهم حولك أنت وحول مشروعك بالأساس وليس ضد خصمك السياسى؟ فالأول سيدوم لك أما الثانى فسينتهى بإزاحة الخصم، هذا على افتراض نجاحك. أعتقد أن هذه الحملة تقع فى مساحة حرب الشرعية والشرعية المضادة التى انطلقت عقب الإعلان الدستورى السلطوى.

ورغم أن تظاهرات المعارضة كانت بالأساس ضد الديكتاتورية إلا أنها تحولت أو حولت فى نهاية المطاف إلى حرب على الشرعية وسباق حول قدرة كل طرف على حشد عدد أكبر من الأنصار- فلم نصل إلى شىء. والآن يعيد الأمر نفسه: حملة «تجرد» فى مواجهة حملة «تمرد»! ربما حان وقت انتقال الشباب من هذه المساحة إلى مساحة تقديم البديل الفكرى والتنظيمى. وصناعة مثل هذا البديل تقوم على بناء قواعد اجتماعية تابعة لك أنت وجاهزة لتأييدك فى معاركك لأنها مقتنعة بمشروعك. دخلت المعارضة فى حروب متتالية مع النظام الحالى ولكنها دوما ما انشغلت بذلك عن بناء قواعدها التنظيمية. والنتيجة ذهاب جهودها لغيرها فلم تحقق الحرية أو العدالة الاجتماعية أو الكرامة الإنسانية. أثبت لنا التاريخ القريب أنه ليس بالضرورة عندما يتعاطف الشارع مع المحتجين لصدق نواياهم فإنه يختارهم للقيادة، ولنا فى ثورة يناير ووصول جماعة الإخوان إلى الحكم عبرة.

أخشى أن يكون فى انشغال الشباب بمهام الاحتجاج فائدة لأصحاب مشاريع أخرى تختلف كل الاختلاف عن أحلامهم. هؤلاء سيستغلون كالعادة فرصة تصدع قواعد الخصم على حسابك أنت. لماذا؟ لأنهم يعملون بهدوء ودأب على حشد الناس حولهم وحول مشاريعهم بعكسك أنت! وأخيراً، هل يعنى ذلك أنى أقلل من أهمية الاحتجاج؟ بل بالعكس، فالتمرد هو مفتاح التغيير لكنه يضيع هباء لو لم يقترن بعملية البناء وصناعة القواعد المؤيدة. كما أن الاحتجاج بلا خطة لإحراز نقاط بعينها فى مواجهة الخصم، كما هو الحال حاليا، لا يؤتى ثمارا. وهل يعنى ذلك أنى لا أؤمن بقدرة الشارع على التحرك من أجل حقوقه؟ طبعا لا، ولكنى أرى أنه سيتحرك بقوة للدفاع عن قضايا تخصه هو وليس لحساب طرف بعينه. فكما تحرك القضاء فقط حين سعى النظام إلى السيطرة عليه، وخطط المجلس العسكرى لضمان مصالحه المؤسسية، سيتحرك الشارع حين يزداد الضغط الاقتصادى عليه بما لا يطيق أو يحتمل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل


.. القوات الروسية تعلن سيطرتها على قرية -أوتشيرتين- في منطقة دو




.. الاحتلال يهدم مسجد الدعوة ويجبر الغزيين على الصلاة في الخلاء


.. كتائب القسام تقصف تحشدات جيش الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم




.. وزير المالية الإسرائيلي: إبرام صفقة استسلام تنهي الحرب سيكو