الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية ضفاف الموت,موت المجنون,و موت المهاجر

حميد المصباحي

2013 / 5 / 24
الادب والفن


.موت المجنون,جزء أول من رواية ضفاف الموت,يليها الجزء الثاني عنوانه موت
المهاجر,لكن شخصيات الجزئين ليست متطابقة,وليست الأحداث استمرارية محكومة
بمنطق الوحدة المتعارف عليها في الروايات ذات الجزئين أو أكثر,فما الذي
يجمع بين الجزئين؟
ضفاف الموت,فهناك ضفتي النهر,حيث أحداث الجزء الأول,وما سوف تعرفه من
أحداث,ارتكزت على هجرة قبيلة بسبب فيضان النهر,ولجوئها إلى تلة قديمة لجد
مفترض أو حقيقي,وتطور الوعي الثقافي لسكانها,الذين أصيبوا برهاب
الماء,لدرجة أن القبائل القريبة منهم اعتبرتهم مجانين,فأبدع المخيال
الشعبي فكرة بئر الجنون,التي تحولت إلى وسيلة لطرد القدامى والإستيلاء
على أراضيهم والمتاجرة في مساكنهم,وهنا يكتشف عباس جذوره التي تنكر
لها,بفعل انتمائه للنخبة العارفة والمهتمة بالسياسة,مما سوف يقوده إلى
الإتهام بالحمق,بعد خيانته لصديقه علال طبيب القبيلة,ذاك الذي بفعل
الحادث فقد ذاكرته,وأخذ يتعايش مع ذاكرة جديدة,حولته بتوالي الأحداث إلى
باحث عن حقيقته التي تاهت منه في زحمة صراعه اليومي ضد الخرافات
والأساطير,وعندما اكتشف هويته وجدها متعارضة مع حقيقته,هنا أدرك بشاعة
الجريمة التي ارتكبها في حق أبرياء,أضرم النار في ضريح كان حكماء القبيلة
يجتمعون به,وقتله لمن اعتقد أنهم اعتصبوه بالسجن,كبرت الأسئلة في
داخله,وقرر التخلص من هويته الزائفة,بالطريقة نفسها التي صفى بها أعداءه
المفترضين,لم تكن النهاية إلا بداية للبحث عن حقيقة علال,التي توارت خلف
غيوم أكثر قتامة,جعلت شخصيته تتجاوز حدود الفردي إلى الحضاري,بتداخل
الثقافي فيه والتاريخي,فالقبائل المتصارعة,أدركت حقيقتها هي
الأخرى,واكتشفت جذورها العميقة وقررت العودة إلى أراضيها مهما كلفتها
الرحلة,أما عباس المعلم,فلم يكن مصيره أحسن حالا من صديقه,فهو الآخر
انتحر بمستشفى المجانين,بعد أن خسر فكرة التعايش مع الحمقى هربا من جريمة
خيانته لصاحبه,عندما اكتشف أن صراعه ضد القبيلة لم يكن انتصارا للعلم
والعقل,بل كان مجرد بحث عن سلطة الفضيلة ليتحكم في الناس إرضاء لنزوات
السيطرة التي لم يتخلص منها هو ذاته,فالقاهر,لايمكنه أن يعلم الناس معنى
الحرية.
الرحلة نفسها سوف تحدث في الجزء الثاني,موت المهاجر,الذي سوف يقطع
البحر,إلى الضفة الأخرى بحثا عن عمل,ليجد نفسه مرغما على ارتكاب جريمة في
حق شخص لايعرفه,بل هو من أنقذه من شرطة الحدود وفتح له بيته,لتتفاعل
هويات مختلفة الجذور,بين شخص يهودي من شمال إفريقيا ومتزوج من امرأة من
المنطقة نفسها,تتنازعه هويتان,يحن لواحدة وأخرى تفرض عليه ولاء لدولة
يعتبرها ثكنة عسكرية حولت ديانتها إلى بوق حرب ضد أبناء عمومتها من العرب
,وهو بين نارين,خصمان متصارعان,كل منهما تعتبره متآمرا مع الأخرى,هنا
تنشأ مؤامرة أخرى,حبكت خيوطها زوجته مع المهاجر الضيف الذي ببيتهما
الزوجي,وأثناء الرحلة,من البيت إلى شقة,حيث أراد الزوجان إخفاء
المهاجر,تحدث مطاردة تنتهي بموت السيد,ليكتشف المهاجر وزوجة الهالك
أسرارا أكبر من أن تستوعبها لا الزوجة ولا المهاجر الذي كان يريد تصفية
الرجل,المنقذ له والمتعاطف مع قضاياه,وتنكشف أوراق أخرى بموت الزوجة التي
قتلت اعتقادا من الجناة أو القتلة أنها كانت تتقاسم مو زوجها أسرارا أكبر
مما اعتقدت هي وعشيقها المهاجر.

1 ترى أية أزمة يعيشها بطلا الجزءين من رواية ضفاف الموت؟؟؟؟؟
علال,يقتل معتقدا أنه ينتقم من مغتصبيه,ومصطفى الذي يستعد للقتل,فيجد
مشروع قتيله قتل على أيدي أناس لايعرفهم,ليعودوا من جديد لقتل زوجة
بول,فتأخذه حمية العشق والإنتماء للدفاع عنها,ويفقد بذلك قدميه,مكتشفا في
الأخير وبعد عودته إلى وطنه,أن الرجل الذي قتل,أي بول,وجد بين نارين,بين
حضارتين,يهودية وعربية,كل واحدة تزعم أنه ينتمي إليها,وكأن هذا الإنتماء
هو الذي قتله,وربما هما معا مساهمتان في قتله,هما حضارتان,في موت
المهاجر,وهناك قبيلتان,في موت المجنون,أية هوية؟؟وما الجامع بين
الإثنتين,علال في موت المجنون بسبب ذلك,يفقد ذاكرته,ويستعيدها,بعد أن
أوهموه بذاكرة ثانية,تعايش معها,واعتقد أنها حقيقته والتي تاه عنها أو
ضيعها في الرحلة البحث عن حقيقة صديقه عباس,لكن الذاكرة سرعان ما
تعود,وبذلك يجد علال نفسه مرغما على الموت,موتا رمزيا دفاعا عن حقيقته ورفضا
لما أرادت له القبيلة والمجتمع القبلي أن يكونه رغما عنه,
ضفاف الموت,ليست مجرد لعب بالزمن,وإن كان ذلك حاضرا بقوة,لكنها أيضا
تعبير عن هواجس الهويات المجتمعية والسياسية,التي تحاول التحايل على
ذاتها لضمان وجودها في عالم مهدد للهويات,ومزعج لها في لحظات التشكل
والبناء وحتى مساءلتها التاريخية,
فالقتل حاضر,علال مارسه,معتقدا أنه ينتقم من مغتتصبيه, و مصطفى في الجزء الثاني موت المهاجر,قرر القتل,فوقع,ليجد نفسه متهما بجريمة لم يرتكبها,حتى عندما برأته الشرطة,لكن عزمه على القتل,جعل منه قاتلا,يفقد ساقيه,و يعود محمولا إلى الوطن,ليكتشف أن القتيل,حارت في أمره الدول,فهو مناضل في نظر العبض,بدفاعه عن الفلسطينيين,و في نظر الآخرين,تاجر سلاح,يسوق الفاسد منه للعرب,لمحاربة إسرائيل,و الصالح للعرب ليصفوا به بعضهم,فولدت المتاهة شعورا بالحقارة,و ندما,فهو لم يصدق أن بول سئ,بل اعتبر نفسه ممثلا لحضارة,لا تترك الفرضة لمحبيها ليدافعو عنها,بل تحاصرهم,و تعتبر التاريخ المشترك معهم,لحظات عابرة,كما حدث لمصطفى الذي استضافته زوجة بول العربية,و التي كانت تبحث عن فرصة للفرار,و الحصول على المال,لم يصدق أن إمرأة بهذه الطموحات أحبته,فكيف يجتمع الغدر و الحب في قلب واحد.
حميد المصباحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي: -أكفان كروننبرغ- على البساط الأحمر


.. فنان أمريكي يُصدر أغنية بصوته من جديد بعد أن فقد صوته بسبب س




.. -الكل يحب تودا- فيلم لنبيل عيوش يعالج معاناة الشيخات في المغ


.. حصريا.. مراسل #صباح_العربية مع السعفة الذهبية قبل أن تقدم لل




.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة